ثورة المصريين على الإخوان
منير أديب
لا نحتاج كثيرًا إلى أن نثبت إرهاب جماعة الإخوان، فسوكها يسبقها ووعي النّاس بات الأهم في فرز التنظيم، الذي ملأ الدنيا إرهابًا، وبات الحاضنة الأهم لكل جماعات العنف والتطرف في العالم.
الإخوان من أخطر التنظيمات والفرق الدينية على مر العصور، فلم يقتصر دوره على ممارسة الإرهاب، ولكنه بات المحرض الرئيسي على العنف في كل مكان.
وها هي دعوات أخرى للإخوان تفشل في إحداث الفوضى في مصر، عندما حشدت كتائب الجماعة الإلكترونية للتظاهر يوم 11 نوفمبر الجاري، لكن هذه الدعوات، ومثلها الكثير، وُلدت ميتة، ولن يستجيب أحياء في ظل دولة مستقرة لدعوات موتى هذا التنظيم الإرهابي!
لقد أعلنت الجماعة نفيرها وقسّمت المتظاهرين وأصدرت التكليفات بتسليح هؤلاء الذين تدّعي الجماعة سلميتهم، والمصريون على موقفهم ولا يعنيهم من كل مخططات الجماعة الإرهابية شيء، فلم يستجب الشعب إلا لضمير دولته واستقرارها، بينما جلس المحرّضون في الخارج أمام الشاشات يُتابعون أوهاما خططوا لها على مدار أسابيع ماضية.
سيظل المصريون في حالة ثورة، لكنها ثورة على تنظيمات الإسلام السياسي، والإخوان أولها، حتى قطع هذه الشجرة الخبيثة.
وكرد فعل للفشل بدأت اللجان الإلكترونية وذباب الجماعة الأسود في تبرير ما جرى لهم من سقوط متتالٍ بالبحث عن ذريعة جديدة لعدم استجابة المصريين لهم، مرددين عبثا أن عدم خروج المصريين للتظاهر “لا يعني فشل التظاهرات”!
وضع علامات التعجب والدهشة هنا يكفي كرد ملائم!
دعا الإخوان للتظاهر ضد الدولة وضد المصريين أنفسهم، الذين أسقطوهم قبل نحو عقد من الزمان، ولكن الحقيقة أن المصريين هم مَن ثاروا على التنظيم فأسقطوه قديما، ويسقطونه مع كل دعوة تخريب، وسط يقظة أمنية تحفظ لمصر سلامها واستقرارها.
أزال المصريون حكم الإخوان بثورة 30 يونيو 2013 ولم يسمحوا لهذا الكيان الإرهابي بأي عودة على مدار 9 سنوات كاملة، مارست فيها الجماعة كل أصناف الإرهاب.. فقد بذلت جماعة الإخوان الإرهابية كل ما يمكن حتى تنجح فوضاها في 11 نوفمبر الماضي، لكن لم يخرج مصري واحد، إلا بعض المصريين الذين خرجوا للاحتفال بكذب الإخوان، ليستمر مسلسل السقوط الإخواني في ضمير المصريين، الذين يثبتون بوعيهم أنه لم يعد هناك مكان للإخوان بينهم.
ادعى القائم بعمل مرشد جماعة الإخوان الإرهابية الراحل، إبراهيم منير، في يوليو الماضي، أن الجماعة “لا ترغب في المنافسة على السلطة”، محاولًا البحث عن إعادة توطين أو تخليق للجماعة، بعد أن بات وجودها غير مرغوب فيه من قبل الشعب والسلطات المصرية، ولكن بعدها بشهور قليلة، وقبل أن يُتوفى بساعات طلب من الإخوان المشاركة في الاحتجاجات وتحشيد الناس.
هنا تبدو صورة الإخوان الكاذبة، “نحن لا ننافس على السلطة، ولكن نسعى لإسقاطها وإحداث الفوضى على أرض مصر”!
أعين الإخوان على السلطة للتحكم في الشعب الذي رفضهم، وإخراج كل عُقدهم على مَن أخرجوهم بعد فشلهم.. يتسترون وراء دين هو منهم براء.. ينتهجون أي كذب لتحقيق أحلامهم في الحكم ولو كان الثمن هدم أوطان كاملة.. لكن أوهامهم تلك صارت هباء، فقد انكشفت أغراضهم الحقيقية أمام الشعب المصري والشعوب العربية، وانتهى رصيدهم بتفتُّح وعي هذه الشعوب، ولعل فشلهم الأخير دليل دامغ على رفض الشعب دعواتهم الخبيثة.
الإخوان تنظيم لا يؤمن بالدولة، ويرى دولته في مرشد الجماعة، ويرى الجماعة بديلا للوطن.. خاصَموا مؤسسات الدولة وحاولوا باستماتة تشويه مسعاها عبر شائعات وأكاذيب.. حاولوا استثمار الأوضاع الاقتصادية العالمية لتحميل الدولة مسؤولية ذلك، فيما كل دول العالم تعاني، حتى من دول العالم المتقدم، جراء الحرب الأوكرانية، لكنهم مستمرون في ليّ ذراع أي حقيقة للوصول إلى هدفهم، وفي كل مرة يفشلون.
من المفاجآت التي صدمت الجماعة وقادتها حالة الوعي الشعبي، التي وقفت أمام دعوتهم، وأبطلت كل ما صدّروه للنّاس من أكاذيب.. لذا فمن المهم أن يبقى المصريون منتبهين لألاعيب الإخوان، وألا يستمعوا إلى خطابهم المسموم، وأن يُخاصموا إعلامهم ولجانهم الإلكترونية، فأفضل رد على هذه الخطابات هو التجاهل، حتى لا نقيم لهم وزنًا، لأنهم بالفعل بلا وزن حقيقي، فالوعي هو العاصم الوحيد من محاولات العودة أو الاختراق.