جامعة وهمية في اسطنبول تتبع الإخونجية
مهمتها تدريب ميليشيات إلكترونية ومهاجمة دول عربية وبث الشائعات وجمع الأموال
اتهم شباب تنظيم الإخونجية المقيمين في تركيا، قياداتهم بالنصب والتضليل باسم جامعة وهمية أسسوها لجمع الملايين وضخها في خزائنهم، مؤكدين أن الجامعة العالمية للتجديد في اسطنبول ليست معتمدة ومارست الخداع طيلة السنوات السابقة، ما أدى لانسحاب الطلاب منها والتهديد بمقاضاتها أمام المحاكم التركية بتهمة النصب وجمع أموال وتبرعات دون وجه حق.
وقالوا أن أمور أخرى بعيدة عن تحصيل العلم، تنظمها الجامعة، حيث تتولى تدريب الطلاب للعمل كميليشيات إلكترونية ومهاجمة دول عربية وبث الشائعات ضدها وضد قياداتها على مواقع التواصل وتجنيد بعضهم للانضمام لصفوف الجماعة.
كما كشفوا أن رئيس مجلس إدارة الجامعة، كان مجرد واجهة لقيادات الجماعة في ممارسة النصب والتضليل وجمع الأموال، متهمين إياه بإنشاء جامعة وهمية، والزعم بتوقيع بروتوكول تعاون مع الجامعة الإسلامية في ماليزيا، واعتماد الشهادة منها، وهو ما تبين عدم صحته لاحقا.
وقبل 4 سنوات، أعلنت جماعة الإخونجية عن تدشين جامعة جديدة في اسطنبول، حيث يقيم عدد كبير من عناصر وقيادات الجماعة الفارين من مصر وبعض الدول العربية، وأطلقوا عليها اسم الجامعة العالمية للتجديد بل كانوا يصفونها بأكبر جامعة عربية في تركيا، إلا أن عقبات وتطورات عدة حصلت مؤخراً كشفت الكثير من الخبايا.
ففي البداية، أسست تلك الجامعة لاستقطاب وتعليم الطلاب الفارين من مصر، هربا من الأحكام القضائية التي لاحقتهم عقب ثورة يونيو من العام 2013، بعد فصلهم من جامعات مصر، ووسيلة لجمع أموال وتبرعات تدخل خزائن الجماعة وقياداتها وتنفق منها على أنشطتها وقياداتها في تركيا.
وفي هذا السياق، كشفت مصادر مطلعة أن الجامعة ولإضفاء أهمية وشرعية علمية معترف بها، أعلنت أنها تتعاون مع جامعة العلوم الإسلامية في ماليزيا، وجامعة كويبك الحكومية في كندا، لكن تشكيل مجلس إدارتها كان إخونجياً خالصا وضم عناصر وقيادات إخونجية.
ترأس مجلس إدارتها جمال عبد الستار، عضو مجلس شورى الإخونجية، وكان خطيبا لما عرف باعتصام رابعة العدوية، حيث كان يحرض المعتصمين وقتها على حمل السلاح ومواجهة الدولة والقتال لإعادة الرئيس المعزول محمد مرسي.
فيما كان لتركيا دور في الجامعة وتدخلت بتعيين ياسين اقطاي، مستشار رئيس النظام التركي، عضوا بمجلس الإدارة، فضلا عن سيف عبد الفتاح وعمرو دراج، القياديين الإخوانيين الهاربين، وسمير الوسيمي الإخونجي أيضا، وكان أحد المنسقين الإعلاميين لحزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخونجية، وشغل منصب المدير التنفيذي للعلاقات الدولية والتسويق بالجامعة، وأحمد الصيرفي المستشار الأكاديمي للجامعة.
كما أكدت المصادر أن الجامعة وعبر مواقع التواصل ووسائل إعلام تركية، استقطبت عددا من الشباب العرب المقيمين في تركيا والراغبين في مواصلة دراستهم، وكانت التخصصات بالفعل كثيرة، منها العلوم الإنسانية والفقهية والعلاقات الدولية والإعلام والحاسب الآلي والتمويل والإرشاد النفسي.
فيما تولت “رابطة طلابي”، وهي تجمع للطلاب المنتمين للإخونجية من دول مختلفة ويقيمون فى تركيا، وجمعية “رابعة” الإخونجية التسويق لها.
وبحسب بيانات رسمية صادرة عن الجامعة، فإن تكلفة الدراسة فيها تصل إلى 5 آلاف دولار، في حين عمدت إدارتها إلى الإعلان عن منح لاستقطاب الطلاب تتضمن تخفيض المصاريف إلى 2500 دولار فقط في العام الواحد ومنح درجات الماجستير والدكتوراه.
لكن المفاجأة كمنت في أن الطلاب يدرسون جميع المقررات في مقر الجامعة بتركيا، ثم يحصلون على شهادة التخرج من الجامعة الماليزية، يتم توثيقها من قبل الخارجية الماليزية.
إلا أن عقبات عدة عرقلت ذلك بعد مرور 4 سنوات من افتتاح الجامعة، جمعت خلالها قياداتها ملايين الدولارات من أموال الطلاب والتبرعات، لكنها تسببت في ضياع مستقبلهم بعدما استولت على أموالهم وفشلت في الحصول على اعتراف رسمي بمؤهلاتهم وشهاداتهم الجامعية.
وقد أكدت المصادر، أن قيادات الجامعة حاولت لملمة الأزمة ونشرت عددا من الإعلانات حول وجود اتفاقات أخرى مع الجامعة الماليزية لكنها ذهبت سدى، ثم توقفت بعد ذلك عن النشر وإبلاغ الطلاب بأي معلومة حول مستقبلهم أو أي تطورات في ما يتعلق بالجامعة الماليزية بحجة تفشي وباء كورونا.
يشار إلى أن عبد الستار كان يشغل منصب وكيل وزارة الأوقاف في مصر، وكان أستاذا بكلية الدعوة الإسلامية جامعة الأزهر، وهرب إلى قطر عقب فض اعتصامي رابعة والنهضة في العام 2013 قبل أن يتوجه منها إلى تركيا ويقيم هناك.
الاوبزرفر العربي