جبهة البوليساريو تحمل المجتمع الدولي مسؤولية فرض القرارات الدولية
خطوة ترامب لن تغير من الطبيعة القانونية للقضية الصحراوية
أكد رئيس لجنة الدفاع والأمن بالمكتب الدائم للأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو ووزير الأمن، عبد الله لحبيب، أن المجتمع الدولي لا يعترف للمغرب بالسيادة، لأنها تبقى ملكا حصريا للشعب الصحراوي، والأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي والمنظمات والمحاكم ومواقف بعض الدول الوازنة مؤخرا مثل روسيا وبريطانيا والسويد الذي يدعم جهود التوصل إلى حل سياسي مقبول، يضمن حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير”.
كشف لحبيب في مقابلة مع وسائل الإعلام عن خطة جبهة البوليساريو لمواجهة المغرب، بعد إعلان ترامب.
وقال لحبيب في تصريحات خاصة صحافية إن “الخطوة التي قام بها الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، وقبل تسليمه الإدارة بأربعين يوما لا تقدم ولا تؤخر في الأمر شيء، وأنها لن تغير من الطبيعة القانونية للقضية الصحراوية”.
وأضاف لحبيب “نحن مستقبلا سنركز ونكثف من أنشطتنا العسكرية والسياسية والدبلوماسية، ونحمل المجتمع الدولي مسؤولياته من أجل فرض واحترام القرارات والشرعية الدولية، وعدم الكيل بمكيالين، من أجل تجنيب المنطقة ويلات الحروب والإرهاب وغيرها، إن هذه التغريدة تعتبر خرقا سافرا، وتحد وإهانة للشرعية الدولية، يجب على المجتمع الدولي إدانتها”.
وفي إجابته على تساؤل بشأن احتمالية المواجهة الشاملة بين الجبهة والمغرب أوضح الوزير: “لا قطعا لن تكون عملياتنا العسكرية تعني أنها مواجهات شاملة، فهذا عادة ما يكون بين جيشين كلاسيكيين، فنحن لدينا تجربة طويلة في القتال من سنة 1973 إلى 1991، اعتمدنا خلالها عدة أساليب وتكتيكات قتالية منها، حرب عصابات من كر وفر، وحرب متحركة، وحرب استنزاف، والتي تتخللها المعارك الكبيرة والنوعية، والتي يتم من خلالها اختراق الأحزمة الدفاعية المعادية، واحتلال المواقع، والتي يتم فيها أسر الجنود والضباط والحصول على الغنائم”.
ومضى: “كما فعلنا في المرحلة الأولى من حرب التحرير (1975-1991)، لا يمكن الاعتماد على تناسب القوى والوسائل لدينا، كما في الحروب الكلاسيكية، فنحن نعتمد بالدرجة الأولى على الإنسان المؤمن بقضيته، والمقتنع بعدالتها والمضحي من أجلها، بأعز وأغلى شيء عليه (نفسه)، وكذلك نعتمد على خبرته وتمرسه وتجربته وفطنته وصبره وتحمله ومعرفته للأرض، قبل أن نعتمد على الوسائل والإعداد البشرية، إذن نحن سنعتمد المزج بين كل هذه الأساليب القتالية انطلاقا من تجربتنا القتالية الماضية”.
وفيما يتعلق بما تداول حول إعلان التعبئة العامة بالجبهة، استطرد قائلا: “نحن لم نعلن التعبئة العامة، لأننا لم نكن في حاجة لها، فالشعب بمجرد سماعه بقرار العودة لاستئناف القتال يوم 13 نوفمبر/تشرين الثاني، بعد خرق العدو المغربي لوقف إطلاق النار، بخروج قواته من حزام الذل والعار، والاعتداء على المتظاهرين السلميين في الكركرات، استجاب بالتطوع بالالتحاق بجبهات القتال، وبالمدارس العسكرية، حيث فاقت قدرة استيعاب النواحي والمدارس، أما الجالية في الغربة فهي تتظاهر يوميا دعما لجيش التحرير، وتبحث بشتى الطرق، من أجل الالتحاق بجيش التحرير، أما المناطق المحتلة فهي بدورها تتظاهر يوميا دعما لجيش التحرير، رغم ما تتعرض له من سجون وتعذيب، وقتل على أيدي قوات الاحتلال المغربي”.
وتابع قائلا: “نحن لسنا في حاجة لإعلان التعبئة والعبرة من جهة أخرى ليست في عدد القوات، فالمرحلة الأولى من حربنا ضد المغرب، شاهد على ما أقوله ودليل ساطع عليه، فجيشنا فرض على النظام المخزني التسليم بقدرتنا وقوتنا وتفوقنا والتسليم، أيضا بأنه لن يستطيع القضاء علينا وتركيعنا، ولهذا أذعن للشرعية الدولية، وقبل بمخطط التسوية، وجلس معنا للتفاوض الند للند”.
وحول التحركات خلال الفترة الماضية مضى الوزير بقوله :” اعتمادنا بالدرجة الأولى سيكون على قوتنا الذاتية وعلى إمكانياتنا وعلى قدراتنا، وقد علمتنا التجربة الماضية من مرحلة حرب التحرير الأولى هذه الدروس، وكذلك سيكون الاعتماد أيضا على ما سنغنمه من يد العدو، من سلاح وذخيرة وعتاد وآليات، ومتحف المقاومة الوطنية عندنا خير شاهد على ما نقوله، وأيضا هناك الحلفاء الداعمون للحق والعدالة، والواقون دوما إلى جانب الشعوب المظلومة والمقهورة والمعتدى عليه”.
بشأن إعلان الجبهة الكفاح المسلح شدد الوزير بقوله: “نحن في 20 مايو 1973، أعلنا الكفاح المسلح، وطردنا الاستعمار الإسباني وواصلنا الكفاح المسلح في مواجهة الغزو المغربي، ورغم ذلك في سنة 1991 قبلنا بمخطط التسوية، بل وأكثر من ذلك، قدمنا مقترحا للحل، يحتوي على ثلاثة خيارات، الاستقلال، أو الانضمام التام والكامل للمغرب، أو الحكم الذاتي، والتزمنا بما سيختاره شعبنا، شريطة التعبير الحر والنزيه، فقط ونبقى أوفياء لهذا الالتزام”.
ولفت بقوله: “الشيء الذي استطيع أن أؤكده، أننا كبدنا الجيش المغربي خسائر معتبرة في الأرواح والمعدات، فهناك قتلى وهناك جرحى، وهناك خسائر مادية لكن الجيش المغربي، لازال يتكتم على خسائره، ويتنكر حتى لوجود الحرب، ويهدد عائلات الضحايا، بعدم الإفصاح عن القتلى والجرحى، بمبررات واهية مثل الأمن القومي والحفاظ على الأسرار، وعلى معنويات الجنود”.
وأشار لحبيب إلى “أن الجيش المغربي وعلى طول حزام الكركرات جنوبا حتى المحبس شمالا، يتعرض يوميا للضربات والقصف المركز والعديد من الأنشطة القتالية الأخرى، وهو ما أثر بشكل كبير على جنوده، فانحطت معنوياتهم وساد بينهم الرعب والهلع والخوف والارتباك، فأصبحوا يعيشون على أعصابهم”.
الأوبزرفر العربي