جريمة إسرائيلية تفطر القلوب… الأب يُؤدي صلاة الجنازة على جثامين أبنائه الستة والأم فخورة بهم
الاحتلال الإسرائيلي يقتل ستة أشقاء يعملون في مجال الإغاثة من عائلة أبو مهادي

في خضم حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل ضد الفلسطينيين في قطاع غزة، تكرر مشهد يومي يفطر القلوب في قطاع غزة، لأم فلسطينية من عائلة أبو مهادي تودّع أبنائها الستة، الذين قتلتهم غارة إسرائيلية استهدفت مدنية غرب دير البلح وسط القطاع.
ونقلت وسائل الإعلام الفلسطينية حديث مؤثر مع الأم، التي بدت ملامح وجهها تنطق بالحزن والألم، فقد تحدثت بصوت متقطع قائلة: “كنت دائما أراهم يعبرون عن حبهم للوطن من خلال أعمالهم الطيبة، وكان لديهم طموحات كبيرة. فقدوا حياتهم بسبب عدوان الاحتلال، ولكنني فخورة بهم لأنهم استشهدوا من أجل قضية مقدسة. رغم الحزن الذي يدميني، فإنني فخورة بهم لأنهم استشهدوا في سبيل الله وفي سبيل الوطن”.
وأضافت الأم، وهي تجمع شتات قلبها: “لقد كانوا دائما يدافعون عن وطنهم وأرضهم، ولم يتراجعوا عن أي مسؤولية تجاه المجتمع. أود أن أقول لكل فلسطيني: هؤلاء الشهداء ليسوا فقط أبنائي، بل هم أبناء الوطن جميعا. سيظل إرثهم حيا في قلوبنا، وسنواصل حمل راية النضال التي رفعوها”.
الأب يُؤدي صلاة الجنازة على جثامين أبنائه الستة
وفي لحظة من الفقدان الذي لا يُحتمل، وقف الأب إبراهيم أبو مهادي، صامدا كالجبال، يُؤدي صلاة الجنازة على جثامين أبنائه الستة الذين سقطوا في غارة إسرائيلية.
كانت لحظات مليئة بالصبر الذي لا يُصدَّق، يرفع يديه في الدعاء لهم، وهو يواجه أكبر مصاب في حياته، مودعا فلذات أكباده الذين كانوا في عمر الزهور.
استهدفت طائرات الاحتلال الإسرائيلية سيارة مدنية في منطقة دير البلح، أسفرت عن استشهاد: أحمد ومحمود ومحمد ومصطفى وزكي عبد الله أبو مهادي، إضافة إلى الشاب عبد الله الهباش، في لحظة واحدة.
ونقلت وسائل الإعلام المحلية حديث مع الأب إبراهيم أبو مهادي، الذي بدا صابرا في لحظة لا يمكن وصفها بالكلمات، حديثه عن الألم الكبير الذي يشعر به جراء فقدان أبنائه.
فقدت أعز ما أملك في هذه الحياة
وقال الأب المكلوم: “لقد فقدت أعز ما أملك في هذه الحياة، هؤلاء الشباب كانوا أملي وطموحي، كانوا يسعون لبناء وطنهم وتحقيق حلمهم في حياة أفضل، لكننا نعلم جميعًا أن هذه هي إرادة الله، ورغم المصاب الجلل، أؤمن أن هؤلاء الشهداء في مكان أفضل الآن، في الجنة، وأن دماءهم ستكون حافزًا لمواصلة النضال في سبيل وطننا”.
وواصل الأب: “الغارة الإسرائيلية كانت غدرا بغير رحمة، استهدفت سيارة مدنية لا تحمل أي تهديد، ومع ذلك استشهد أبنائي الستة، لكن رغم كل شيء، قلوبنا مليئة بالفخر لأنهم ماتوا شهداء. وهذه هي أكبر وسام على صدورهم”.
وأوضح والد الشهداء الستة، أنهم يعملون في المجال الإغاثي والإنساني وتوزيع الغذاء على النازحين، ولا علاقة لهم بأي حزب سياسي فلسطيني.
وتم تشييع جثامين الإخوة الذين استشهدوا في الغارة الإسرائيلية في جنازة مهيبة. ورغم الخسارة الفادحة، كانت الكلمات التي خرجت من قلب الأب مليئة بالقوة والصبر، وهو يؤكد أن “الاحتلال لن يكسرنا، والأمل لن يموت في قلوبنا”.