جماهير تونس ترفع شعار “ارحل” في وجه الشاهد
محافظة سوسة تحرق صوره وصفاقس ترفضه
بات شعار “ارحل” بمثابة كابوس يطارد يوسف الشاهد وحملته الرئاسية داخل المحافظات التونسية؛ فبمجرد أن تطأ قدمه إحداها فإنه يواجَه برفض شعبي كبير.
وعند وصول الشاهد إلى صفاقس (ثاني أكبر محافظات تونس) قوبل برفض جماهيري؛ حيث هتف سكان المحافظة ضد سياسته وأسلوبه في الحكم منذ توليه رئاسة الحكومة في شهر أغسطس/آب 2016.
ورفعت الجماهير الغاضبة شعار “ارحل” في وجه الشاهد وحملته، لدرجة أنه لم يستطع الوصول بسهولة إلى القاعة التي كان سيلقي خطابا بها أمام أنصاره نتيجة كثافة الجماهير التي تطالبه بمغادرة المحافظة.
وعن الرفض الشعبي للشاهد وحملته، يقول الناشط النقابي بالاتحاد العام التونسي للشغل خليل شعبان، إن الجماهير الغاضبة من زيارة الشاهد كانت “عفوية” ولم ترفع شعارات تدل على انتمائها لأحزاب سياسية منافسة له.
وأكد أن مستوى الغضب الشعبي من حكومة الشاهد المتحالفة مع حركة النهضة الإخوانية، وفشلها في التقدم بالبلاد إلى مراتب تنموية عالية خلقت حالة “احتقان” عالية بمجرد وصوله إلى صفاقس.
وأشار إلى أن ما حدث للشاهد وحملته في صفاقس ليس الأول من نوعه، بل سبق وتعرض أيضا إلى الطرد من أهالي محافظتي القصرين وسيدي بوزيد خلال اليومين الأخيرين، ما اضطره -حسب شهود عيان- إلى العودة إلى العاصمة تونس.
ويخوض يوسف الشاهد انتخابات الرئاسة التونسية المقررة في 15 سبتمبر/أيلول الجاري بين 26 مرشحا لخلافة الرئيس الراحل الباجي قايد السبسي.
ويواجه يوسف الشاهد اتهامات باستغلال أجهزة الدولة خلال الحملة الرئاسية، حيث يرى معارضوه أنه ارتكب مخالفات جسيمة ترتقي إلى مرتبة الجرائم الانتخابية، وأن العديد من أنصاره تعرضوا للابتزاز والضغط لمساعدته على القيام بحملته الانتخابية.
وتابع شعبان أن “الشاهد لا يحمل في مسيرته السياسية عمقا شعبيا، وأن مستوى الفشل العام الذي رافق فترة حكمه جعلته مرفوضا لدى أغلب التونسيين. “
وفي محافظة سوسة التونسية قابله أهالي منطقة سيدي بوعلي بحرق لافتاته الانتخابية؛ احتجاجاً على تردي الأوضاع الاجتماعية، إثر إغلاق عدد من المنشآت الاقتصادية.
ورفع الأهالي شعارات منددة بتحالف الشاهد والنهضة الإخوانية، محملينه مسؤولية الهزات الاجتماعية والاقتصادية التي تعرفها البلاد وعدم جديته طيلة ترأسه للجهاز التنفيذي في إيجاد الحلول الضرورية للخروج من الأزمة.
وتحمل منطقة الساحل في تونس أهمية في التاريخ السياسي التونسي؛ حيث تمثل نقطة انطلاق الحزب الحر الدستوري الجديد الذي أسسه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وموطن الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، ووزنا شعبياً وديمغرافياً كبيراً.
وقد واجه الشاهد الطرد خلال حملته الانتخابية في كل من محافظة صفاقس والقصرين وسيدي بوزيد، معتبرين وعوده الانتخابية ضرباً من الوعود الكاذبة.
وبيّن الناشط النقابي سيف الدين علاوي أن الرفض الشعبي لرئيس الحكومة برز بالخصوص مع التحركات الاجتماعية التي اندلعت منذ بداية سنة 2019 ومع تراجع المقدرة الشرائية.
وقال إن “الشاهد خسر قاعدة شعبية كبيرة تضم العائلة اليسارية والنقابية والحداثية بتحالفه مع حركة النهضة، وإن هذه الأخيرة دفعته إلى تحمل حصيلة الحكم وحده رغم وجودها في السلطة منذ 2011”.
كما يواجه الشاهد اتهامات بمحاولة تزوير الانتخابات رغم تأكيد الهيئة العليا المستقلة للانتخابات على التزامها بالوقوف على نفس المسافة من كل المتنافسين.
وأوضح نائب رئيس الهيئة فاروق بوعسكر، أن “الاستعدادات اللوجستية للانتخابات الرئاسية التي ستقام، الأحد، 15 سبتمبر/أيلول، أتمت كل تحضيراتها داخل تونس وخارجها”.
وفند بوعسكر كل الأخبار الرائجة بتساهل الهيئة مع بعض المرشحين دون غيرهم، مشيراً إلى أن “الهيئة سجلت كل التجاوزات وستعلن عنها في ندوة صحفية قريباً”.