جورج فلويد فلسطيني في الضفة الغربية المحتلة
شاهد ما فعله الاحتلال الإسرائيلي مع خيري حنون
تكرر ما جرى مع الأمريكي جورج فلويد، مع المواطن الفلسطيني خيري حنون (61 عامًا) خلال وقفة احتجاجية ضد الاستيلاء على أراضي قرى جبارة والراس وشوفة شرق طولكرم، لغرض إقامة منطقة صناعية استيطانية عليها.
وأظهرت مقاطع فيديو إعتداء الجنود على المواطن الفلسطيني خيري حنون (61 عامًا) والمتظاهرين الذين كانوا يحملون الأعلام الفلسطينية.
حيث استخدم جيش الاحتلال الإسرائيلي، القوة والقمع لتفريق متظاهرين فلسطنيين رفعوا العلم الفلسطيني في الضفة الغربية المحتلة للتنديد بالخطة الإسرائيلية لتوسيع المستوطنات.
صورتان متشابهتان، لفلويد الأميركي وحنون الفلسطيني، مع اختلاف الزمان والمكان، لكن الجريمة واحدة، والعنصرية واحدة في غياب العدالة.
وقال حنون لـوسائل الإعلام: “ما اقترفه جندي الاحتلال بحقي قمة في الإجرام، صب جام حقده بوحشية عليّ، لم يراع أنني كبير في السن، ضغط بقدمه بكل قسوة على رأسي ورقبتي”.
وأضاف: “حاولت أن أقاومه ولكن بلحظة شعرت أن الأرض تدور، وتذكرت على الفور ما حصل مع الأميركي جورج فلويد الذي لقي حتفه بنفس الطريقة من شرطي أميركي حاقد”. وتابع: ما جرى يثبت أن دولة الاحتلال والولايات المتحدة وجهان لعنصرية واحدة.
وحنون من بلدة عنبتا، متزوج ولديه خمسة أبناء، مناضل وأسير محرر قضى أكثر من 8 سنوات من عمره في سجون الاحتلال، وناشط في الفعاليات المناهضة للجدار والإستيطان، وعضو لجنة التنسيق الفصائلي في محافظة طولكرم.
وأكد حنون أن مشاركته في كل فعالية وطنية ينطلق من انتمائه لفلسطين وقضيتها، وتمسكه بالنضال حتى إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.
وسارع أصدقاء حنون على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” بنشر صور الاعتداء عليه، معبّرين عن تضامنهم معه وتقديرهم لنضاله ودفاعه عن الأرض.
وكتب أحدهم أن حنون “أبلغ رسالة لكل المطبعين ولكل الانهزاميين والمتآمرين”، وآخر كتب: “الرفيق والصديق المناضل خيري حنون تحية لك أيها البطل. إن هامتك أكبر من جبروتهم وأكبر من طائراتهم التي دنست أرض العرب …أنت قامة وطنية مناضلة وأسير محرر..تتحرك في كل المواقع النضالية لتعزيز دور المقاومة الشعبية من أقصى الضفة الى أدناها…اسم وعباية فلاح وكوفية فلسطيني أصبحت تزعجهم وتقلقهم…هذه الركلات والهجوم الوحشي عليك هو وصمة عار على جبين كل المتهالكين”.
وكتب أحد المشاركين بالوقفة: “وأنت تمشي ببطئ نحو مصيرك بعد وجبة من الغاز والدخان والرصاص، تجد من يحفّزك بصوته الذي أبى إلا أن يكون عالياً (يا مستوطن ليلك زائل) العم الفاضل والمناضل خيري حنون أبو ناصر جندي المواجهة الباسل الذي لا يكل ولا يمل، حزام المواجهه والخط الأول .. دائماً كان يردد: العصا بيد صاحب الحق ستكسر رؤوسكم وقيودكم وأسلحتكم وقهركم، ولن تثني عزيمتنا جرائمكم”.
وأصيب خلال الوقفة عشرات المواطنين بالاختناق والرضوض جراء تعرضهم للضرب بأعقاب البنادق واستنشاقهم الغاز المسيل للدموع، كما اعتدت قوات الاحتلال على المصورين والصحفيين خلال تغطيتهم للحدث ومنعتهم من التصوير تحت تهديد السلاح.
بدوره، قال رئيس هيئة مقاومة الجدار والإستيطان الوزير وليد عساف إن إرادة الفلسطيني المتمسك بأرضه ستنتصر على جميع جرائم الاحتلال والمستوطنين باستهداف الأرض تحت حجج وذرائع واهية، محذّرًا من خطورة المشروع الاستيطاني الإسرائيلي الذي بدأت سلطات الاحتلال بتنفيذه في المنطقة تحت مسمى المنطقة الصناعية، ووصفه بأنه الأكبر والأخطر في محافظة طولكرم منذ احتلالها في عام 1967.
وما جرى مع حنون اليوم، يأتي ضمن مسلسل من الجرائم العنصرية والفاشية التي اقترفتها قوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه بحق أبناء شعبنا، آخرها جريمة قتل الشاب المقدسي إياد الحلاق، الذي أعدم بالرصاص بدم بارد قرب مدرسته، علماً أنّه من ذوي الاحتياجات الخاصة، وقبلها إعدام الشاب عبد الفتاح الشريف في الخليل، وحرق الطفل محمد أبو خضير في القدس، وقتل عائلة دوابشة في دوما، واستشهاد الطفل محمد الدرة في غزة أمام الكاميرا، والذي لا تزال صرخاته تصدح في ضمائر الإنسانية جمعاء، في انتظار أن يصحو العالم ويفتح عينيه ويضغط لرفع الحصانة عن إسرائيل وجرائمها المنظمة فورا ومحاسبتها، ووقف التعامل معها كدولة فوق القانون.
الأوبزرفر العربي