جونسون يستعيد لمحطة جديدة من حكم بريطانيا
حصل على دعم 100 نائب محافظ تمكنه من الترشح لسباق رئاسة الوزراء
وسط تحذيرات من مخاطر عودته إلى منصبه الذي أجبر على الاستقالة منه في يوليو الماضي، التي قد تُفاقم “الفوضى السياسية” في بريطانيا، ذكرت مجلة “بوليتيكو” الأمريكية أن رئيس الوزراء البريطاني السابق بوريس جونسون الذي أطيح به قبل ثلاثة شهور بعد استقالات جماعية لوزرائه، يستعد للترشح في سباق زعامة حزب المحافظين بعد الفترة الكارثية لخليفته ليز تراس، التي قدمت استقالتها بعد 44 يوما في السلطة.
وكشف وزير التجارة الخارجية وعضو مجلس العموم البريطاني عن حزب المحافظين جيمس دودريدج، السبت، إن رئيس الوزراء السابق بوريس جونسون، حصل بالفعل على دعم 100 نائب محافظ، وهو العدد المطلوب، لترشحه في السباق نحو زعامة حزب المحافظين ورئاسة وزراء بريطانيا.
وعاد رئيس الوزراء البريطاني السابق إلى لندن، السبت، قادماً من جزر الكاريبي، حيث كان يقضي إجازته، فيما تؤكد مصادر أنه يخطط للعودة لزعامة حزب المحافظين والحكومة، عبر الترشح لخلافة ليز ترس، التي أعلنت استقالتها، الخميس.
عودة تفاقم الفوضى السياسية
ولم يدلِ جونسون بأي تصريحات بشأن خطط الترشح لخلافة تراس، في ظل تحذيرات من أن عودته إلى منصبه الذي أجبر على الاستقالة منه في يوليو الماضي، قد تُفاقم “الفوضى السياسية” في بريطانيا، في حين بدأ النواب المؤيديون لرئيس الوزراء السابق وعدد من الوزراء السابقين، في حشد دعم ترشيحه لخلافة ترس في رئاسة الحكومة وزعامة المحافظين.
وكان دودريدج، قال، في وقت سابق، الجمعة، إن جونسون “أبلغه بأنه مستعد لذلك”، في إشارة إلى الترشح مجدداً لشغل منصب رئيس وزراء بريطانيا.
ووفقاً لما أوردته شبكة “سكاي نيوز” البريطانية، فإن جونسون تعرض لصيحات استهجان من بعض ركاب الطائرة التي كان على متنها ووصلت إلى لندن، صباح السبت.
وفي بداية محمومة للأسبوع الجاري، اندفع المرشحون المحتملون لخلافة تراس، التي استقالت بعد 6 أسابيع فقط من توليها المنصب، لتأمين ما يكفي من التأييد للتنافس على زعامة الحزب قبل الموعد النهائي الاثنين المقبل.
وأصبحت وزيرة الدفاع السابقة بيني موردونت أول مرشحة تعلن رسمياً عزمها خوض المنافسة على زعامة حزب المحافظين، وتبعها وزير الخزانة السابق ريشي سوناك، الذي قاد تمرداً ضد جونسون، دفع الأخير للاستقالة.
انقسام حزب المحافظين
ويعد احتمال عودة جونسون إلى الحكومة مسألة “مثيرة للاستقطاب” بالنسبة لكثيرين في حزب المحافظين، المنقسم بشدة بعد تعاقب أربعة رؤساء وزراء في غضون 6 سنوات.
ولا يزال بوريس جونسون يحظى بشعبية كبيرة بين نواب حزب المحافظين وأعضائه، إذ يدعمه 3 وزراء هم وزير الأعمال جاكوب ريس موج، ووزير الدفاع بن والاس، وسيمون كلارك وزير الدولة للإسكان.
وأعلنت وزيرة الداخلية السابقة بريتي باتيل دعم جونسون، قائلة في تغريدة على تويتر: “أدعم عودة جونسون لرئاسة الوزراء، من أجل تشكيل فريق موحد قادر على الوفاء ببرنامجنا الانتخابي، من أجل بريطانيا أقوى، ومستقبل أكثر رخاءً”.
أما ستيف باركلي، رئيس موظفي جونسون السابق، فأبدى دعماً لريشي سوناك، قائلاً في تغريدة: “أؤيد ريشي سوناك كزعيم حزب المحافظين ورئيس الوزراء. يواجه بلدنا تحديات اقتصادية كبيرة وريشي الأفضل لمواجهتها”.
كما أعلن الوزير السابق في الحكومة ديفيد فروست، دعمه لسوناك، مغرداً: “سيظل بوريس جونسون بطلاً في تحقيق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، لكن يجب أن نمضي قدماً. ببساطة، ليس من الصواب المخاطرة بتكرار الفوضى والارتباك الذي حدث في العام الماضي. يجب أن يقف حزب المحافظين خلف زعيم مقتدر يمكنه تقديم برنامج محافظ مثل ريشي سوناك”.
في حين غرد نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية السابق دومينيك راب: “ريشي سوناك لديه الخطة والمصداقية من أجل استعادة الاستقرار المالي، والمساعدة في خفض التضخم، وتحقيق تخفيضات ضريبية مستدامة بمرور الوقت، كما سيوحد المحافظين من خلال جلب أفضل كفاءات إلى الحكومة لتقديمها للشعب البريطاني”.
وأبدى ريس موج وزير الأعمال “دعمه” لجونسون عبر تغريدة على تويتر.
موقف بن والاس
أما بن والاس، وبعد استبعاد نفسه من السباق، فقال إنه “يميل نحو بوريس جونسون”، في حين قال جيسي نورمان، المسؤول بوزارة الخارجية، إن اختيار جونسون لزعامة حزب المحافظين سيكون “كارثياً للغاية”.
وذكّر السير روجر جيل، النائب الأول، الناخبين في تغريدة كتب فيها أن “جونسون لا يزال قيد التحقيق من قبل لجنة امتيازات مجلس العموم لتضليل مجلس النواب”.
ويتعين على نواب حزب المحافظين الراغبين في دخول السباق تأمين دعم 100 نائب بحلول الثانية بعد ظهر الاثنين بتوقيت لندن (الواحدة ظهراً بتوقيت جرينتش).