حراك بحريني لمواجهة “أكاذيب” الجزيرة
وجهت منظمات حقوقية وإعلامية بحرينية رسالة إلى أمانة مجلس التعاون الخليجي تتهم فيه قناة “الجزيرة” القطرية بترويج خطابات التحريض ضد الاستقرار في المملكة، معتبرة بأن القناة أكبر محرض للكراهية وإشعال الفتن ومعول للهدم.
يأتي هذا في ظل استمرار قيام القناة القطرية ببث تقارير مليئة بالأكاذيب والافتراءات تستهدف الإساءة للدول الأربع الداعية لمكافحة الإرهاب (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، قبيل أيام من القمة الخليجية المرتقبة في الرياض 5 يناير/كانون الثاني الجاري.
بدورها استنكرت جمعية الصحفيين البحرينية الاستهداف القطري الممنهج ضد مملكة البحرين “من خلال ذراعها الإعلامية الخبيثة (قناة الجزيرة)”، مشيرة إلى أنها أصبحت “أكبر معول للهدم واشعال الفتن وأكبر محرض للكراهية وزرع البغضاء في النفوس”.
وواصلت “الجزيرة” في مستهل العام الميلادي الجديد 2021، افتراءاتها وإساءاتها لدول الرباعي العربي، ببث تقارير مسيئة للسعودية والإمارات والترويج للميلشيات الحوثية في محاولة واضحة لسعي القناة القطرية لتخريب جهود تعزيز الحوار الخليجي.
كما ودعت “الجزيرة” عام 2020 ببث تقارير تحريضية مكثفة ضد البحرين، قامت على إثرها العديد من الجهات الرسمية والحقوقية والإعلامية بالتحرك لمواجهتها.
واتهم خطاب جمعية الصحفيين البحرينية قناة الجزيرة (القطرية) بالترويج لخطاب الكراهية والتحريض على العنف والسلم الاجتماعي، من خلال إشراك القناة في برنامج حواري يوم الأربعاء 30 ديسمبر 2020 ومن واشنطن للمدير التنفيذي لمنظمة أمريكيون لأجل الديمقراطية وحقوق الإنسان حسين عبدالله (الأمريكي الجنسية) الذي كان يحرض ضد الاستقرار في مملكة البحرين.
وأشاروا إلى أن”هذا الخطاب يتعارض مع النظام الأساسي وإعلان حقوق الإنسان لمجلس التعاون ويمثل دعوة من دولة خليجية عضو بالمجلس إلى تغيير وإسقاط نظام الحكم بدولة خليجية أخرى عضوة بالمجلس!” .
واستنكرت رئيسة الجمعية عهدية أحمد السيد في بيان صحفي، الخميس، ما قامت به “الجزيرة” من محاولة الإساءة للشرطة البحرينية، وما قامت به قطر ضد البحارة البحرينيين.
وقالت إن “استهداف رجال الشرطة البواسل والبحارة الأفاضل والنيل من سمعة مدينة المحرق الشماء لهو استهداف لكل بحريني شريف ووطني غيور على بلاده”.
وبينت أن “من يقف وراء أجندات قناة الجزيرة يدرك تمام الإدراك أن المحرق ورجالها وبحارتها والبحرين بكل ما فيها هي عصية على التآمر وعلى الاستهداف”.
وأشارت إلى أن “من يوجه قناة الفتنة من خلف الكواليس الذين يتلبسهم الشر وكراهية الجار، وبغض الأشقاء لهم تاريخ طويل في التآمر وفي خلق الخلافات واشاعة القلاقل في المنطقة، سيخيب ظنهم كما خاب في مؤامرة 2011 عندما عملت قطر بكل امكانياتها المادية والإعلامية لعرقلة مسيرة النهضة والتطور في البحرين”.
والشهر الماضي تحرشت الدوحة بمراكب صيد بحرينية وآخر يتبع الشرطة، لتستمر حلقات استهداف المملكة التي تكشفت على نحو سافر منذ موجة ما سمي بالربيع العربي عام 2011، حينما روجت “الجزيرة” لمزاعم تنظيمات موالية لإيران في البحرين.
وفي محاولة واضحة لسعي “الجزيرة” لتخريب جهود تعزيز الحوار الخليجي، استغلت زيارة قامت بها بريتي باتل وزيرة الداخلية البريطانية إلى مديرية شرطة محافظة المحرق البحرينية لبث تقارير مسيئة للمملكة.
ورغم أن الزيارة تمت منذ 3 أسابيع، أعادت “الجزيرة” الأحد، بث تقارير تحريضية ضد المنامة، تتحدث عن انتهاكات مزعومة داخل مديرية الشرطة.
وأكدت الداخلية البحرينية في بيان سابق لها، أن ما نشرته “الجزيرة” لا أساس له من الصحة.
وأعربت “عن استغرابها من هذه الحملة الإعلامية المضللة، التي زادت حدة في الآونة الأخيرة، وتستهدف المساس بالسمعة الحقوقية لمملكة البحرين وإنجازاتها، والإساءة للعلاقات المتميزة مع المملكة المتحدة، متسائلة عن الأسباب الحقيقية من وراء ذلك”.
وكشفت وزارة الداخلية البحرينية، أن زيارة بريتي باتل إلى مديرية شرطة المحرق يوم 6 ديسمبر/كانون الأول الماضي تم خلالها إطلاع وزيرة الداخلية البريطانية على أنجح المبادرات والبرامج والخدمات الأمنية المتميزة في مجال العمل الشرطي، ومنها تلك التي تؤديها مديرية شرطة المحرق، من خلال مكتب حماية الأسرة.
ويشن إعلام قطر حملة منظمة مليئة بالافتراءات والإساءات تقودها قناة “الجزيرة” ضد الدول الأربعة المقاطعة لقطر (السعودية والإمارات والبحرين ومصر)، وزادت حدتها منذ إعلان الكويت 4 ديسمبر/كانون الأول الماضي عن مباحثات “مثمرة” لتعزيز الحوار الخليجي.
وردت البحرين على المزاعم القطرية واصفة إياها بأنها”أمر مؤسف وعار من الصحة ولا يمت للحقيقة بصلة”.
وبينت “ادعاءات قطر الباطلة هي، وللأسف، جزء من التحريف المستمر والمتصاعد الذي تمارسه بهدف زعزعة الأمن والاستقرار، وبالتالي تفاقم التوترات الإقليمية”.
وناشدت البحرين، الأمم المتحدة ، باتخاذ اللازم لتشجيع وقف هذه الممارسات القطرية العدائية وحث دولة قطر على احترام ميثاق الأمم المتحدة والتعامل بحسن نية مع الأعراف وقواعد القانون الدولي.
وكانت قطر قد استبقت تلك الخطوة بالتحرش بزورقين بحرينيين وتوقيفهما يوم 25 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، ثم إيقاف طراد بحريني في منطقة “فشت الديبل” على متنه 3 بحارة وإحالتهم للمحاكمة في الدوحة قبل أيام.
وفي إطار تمسكها بالحكمة كمنهج لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، واجهت المنامة استفزازات قطر بحكمة وهدوء، عبر التوجه للأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي لمعالجة تلك السلوكيات.
وعلى الرغم من أن قطر ما زالت تحتجز حتى اليوم 47 قارب صيد بحرينيا، دعا مجلس الوزراء البحريني في جلسته يوم 21 ديسمبر/كانون الأول الماضي إلى الحوار مع قطر، في خطوة تعكس حسن نوايا المنامة.
الاستفززات القطرية ضد البحرين والحملة الإعلامية ضد الدول الرباعي لم تكن الرسالة السلبية الأخيرة من قطر، فقد تبعها رسالة سلبية أخرى، تكشف إصرارها على وأد مساعي تعزيز الحوار الخليجي.
وغاب وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني عن الاجتماع التحضيري للقمة الخليجية الـ41 والذي عقد بتقنية الاتصال المرئي، مساء الأحد الماضي، وترأسته البحرين، وشارك فيه وزراء خارجية كل من الإمارات والسعودية والبحرين والكويت وعُمان.
وخفضت قطر تمثيلها خلال الاجتماع، ومثّل الدوحة سلطان بن سعد المريخي وزير الدولة للشؤون الخارجية.
في مقابل الحملة القطرية المنسقة، عبر إعلامها وقنواتها الدبلوماسية، لضرب مساعي تعزيز الحوار الخليجي، تعاملت دول الرباعي العربي مع الرسائل القطرية السلبية واستفزازاتها المتواصلة بحكمة واتزان.
فمن جانب حرصت الجهات المختصة على تفنيد أكاذيب قطر، ومن جانب آخر واصلت دول الرباعي العربي السير قدما في مسار تعزيز الحوار الخليجي، والتأكيد على ذلك عبر تصريحات إيجابية تصب في هذا الصدد، وذلك حرصا على تحقيق التضامن الخليجي من جانب، وتقديرا وتجاوبا مع الوساطة الكويتية من جانب آخر.
ويعد تكذيب الداخلية البحرينية لقناة “الجزيرة” هو ثاني صفعة بحرينية لقطر خلال 24 ساعة، بعد أن وجهت المنامة رسالة إلى مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، السبت الماضي، تكذب فيها الادعاءات القطرية بشأن قيام 4 طائرات مقاتلة بحرينية باختراق الأجواء القطرية يوم الأربعاء 9 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
الأوبزرفر العربي