حراك عربي وأوروبي لوقف إطلاق النار في غزة
السيسي يحذر من "العواقب الخطيرة" لأي عملية عسكرية في رفح
خلال استقباله وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بالقاهرة، الخميس، حذر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، من “العواقب الخطيرة” لأي عملية عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، مؤكداً ضرورة التحرك العاجل لإنفاذ الكميات الكافية من المساعدات الإنسانية للقطاع، فيما أعلن جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أن زعماء التكتل سيطالبون بوقف دائم لإطلاق النار في غزة خلال قمتهم المنعقدة في بروكسل اليوم الخميس.
وأكد السيسي على ضرورة “الوقف الفوري” لإطلاق النار في قطاع غزة، مشيراً إلى ما يتعرض له القطاع وسكانه من كارثة إنسانية ومجاعة تهدد حياة المدنيين الأبرياء.
جهود الوساطة
ومصر التي تقود مع الولايات المتحدة وقطر، جهود الوساطة بين إسرائيل وحركة “حماس” لإرساء هدنة في غزة، هي المحطة الثانية ضمن جولة إقليمية سادسة لبلينكن في الشرق الأوسط، منذ بدء الحرب في غزة، استهلها بزيارة المملكة السعودية، وينتظر أن تقوده إلى إسرائيل.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية في بيان، إن “اللقاء تناول الأوضاع الراهنة في قطاع غزة، وتم استعراض آخر مستجدات الجهود المشتركة للوساطة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار وتبادل المحتجزين”.
وأشار إلى ضرورة “فتح آفاق المسار السياسي من خلال العمل المكثف لتفعيل حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية”، بحسب البيان.
من جانبه، أشاد الوزير الأميركي بالجهود المصرية للدفع تجاه التهدئة، مؤكداً حرص الولايات المتحدة على التنسيق والتشاور بهدف استعادة الاستقرار والأمن بالمنطقة.
كما توافق الجانبان، بحسب البيان، على “أهمية استمرار الجهود المشتركة في هذا الصدد، وضرورة اتخاذ كافة الإجراءات لضمان نفاذ المساعدات الإنسانية لأهالي القطاع، ورفض تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم بأي شكل أو صورة”.
على نحو مماثل، شدد وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال لقائه مع بلينكن على ضرورة “تكثيف كافة الجهود من أجل التوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في أقرب وقت”، وفق بيان أصدره المتحدث باسم الخارجية المصرية.
وأعاد الوزير المصري، التأكيد على موقف بلاده فيما يتعلق بـ”التحذير من المخاطر الشديدة لأي عملية عسكرية في مدينة رفح، وما سينتج عنها من عواقب إنسانية وخيمة، سيكون لها أكبر الأثر في مضاعفة ما يشهده القطاع حالياً من وضع إنساني شديد التأزم”.
وأكد رفض مصر التام لـ”محاولات تهجير الشعب الفلسطيني خارج أراضيه”، محذراً من “التداعيات الإقليمية الخطيرة والمتزايدة لتوسيع رقعة الصراع في المنطقة بشكل بات يهدد استقرار وسلامة الإقليم والعالم”.
من جانبه، استعرض بلينكن “الجهود المبذولة من جانب الولايات المتحدة لتسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ودعم مفاوضات تبادل الأسرى والمحتجزين بغية الوصول إلى هدنة إنسانية”، بحسب البيان.
الاجتماع الوزاري العربي الأميركي
وانطلق مساء اليوم الخميس في القاهرة الاجتماع الوزاري العربي الأميركي من أجل غزة، والذي يشارك فيه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وعدد من الوزراء والمسؤولين العرب.
وقبل هذا اللقاء، اجتمع وزراء خارجية خمس دول عربية في القاهرة لمناقشة “جهود وقف الحرب الإسرائيلية ضد غزة” في حضور مسؤول فلسطيني.
وضم الاجتماع وزراء خارجية السعودية ومصر وقطر والأردن ووزيرة الدولة الإماراتية للتعاون الدولي وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.
وهدف الاجتماع “لبحث جهود وقف الحرب الإسرائيلية ضد غزة وحتمية تحقيق وقف إطلاق النار والنفاذ الكامل للمساعدات” إلى القطاع، بحسب وزارة الخارجية المصرية.
وفي بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية المصرية، أكد الوزراء الخمسة “أولوية تحقيق وقف شامل وفوري لإطلاق النار وزيادة نفاذ المساعدات الإنسانية، وفتح جميع المعابر بين إسرائيل وقطاع” غزة.
فزع أوروبي إزاء الخسائر غير المسبوقة
وفي مسار آخر، أعلن جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، أن زعماء التكتل سيطالبون بوقف دائم لإطلاق النار في غزة خلال قمتهم المنعقدة في بروكسل اليوم.
وقال بوريل قبيل عقد القمة، إن “اليوم يذهب المجلس إلى أبعد بكثير مما كان عليه في الأشهر السابقة. سيطالب بوقف مستدام لإطلاق النار، مع التأكيد أيضًا على ضرورة إطلاق سراح المحتجزين، والتعبير عن القلق الشديد إزاء الوضع المأساوي الذي يعيشه سكان قطاع غزة”، معتبرًا ذلك “غير مقبول”.
ودعا بوريل خلال مؤتمر صحفي، إسرائيل إلى التأكد من وصول المزيد من المساعدات إلى غزة، مشيرا إلى أنه يأمل أن يفعل زعماء الاتحاد الأوروبي الأمر نفسه.
ولفت المسؤول الأوروبي، إلى أن السكان في قطاع غزة المنكوب، يعانون من المجاعة. لذا فهو يتطلع أن يرسل التكتل رسالة قوية إلى إسرائيل لوقف حظر إدخال الطعام إلى غزة والاهتمام بالمدنيين، قائلا من “المؤكد أنه لإسرائيل الحق في الدفاع، (ولكن) ليس الانتقام”.
وقال بوريل “نشعر بالفزع إزاء الخسائر غير المسبوقة في أرواح المدنيين والوضع الإنساني الحرج في قطاع غزة.. ونطالب بهدنة إنسانية فورية تؤدي إلى وقف مستدام لإطلاق النار والإفراج عن المحتجزين وتوفير المساعدة الضرورية”.
وشدد على أن “هناك خطر مجاعة وشيك في قطاع غزة، ووصول المساعدات بشكل كامل وسريع وآمن أمر ضروري”.
وأدان بوريل بشدة عنف المستوطنين المتطرفين، ودعا إلى محاسبة الجناة.