حركة طالبان تقرر حظر التعليم الجامعي للنساء في أفغانستان
تنديدات دولية بالقرار وتحذير من اتخاذ تدابير مضادة
اتخذت حركة طالبان قراراً بحظر التعليم الجامعي للنساء في أفغانستان إلى أجل غير مسمى، الأمر الذي أثار شديدة من قبل عدة أطراف دولية، على رأسها منظمة الأمم المتحدة التي عبر أمينها العام أنطونيو غوتيريش الثلاثاء عن “قلقه العميق” إزاء القرار، داعيا الحركة الإسلامية المتشددة إلى “ضمان المساواة في الحصول على التعليم على كل المستويات”.
وقال ستيفان دوغاريك المتحدث باسم غوتيريش في بيان إن “الأمين العام يجدد التأكيد على أن الحرمان من التعليم لا ينتهك المساواة في الحقوق للنساء والفتيات فحسب، بل سيكون أثره مدمرا على مستقبل البلاد”.
السعودية تأسف للقرار
وأعربت وزارة الخارجية السعودية عن استغراب وأسف المملكة العربية السعودية لقرار حكومة تصريف الأعمال الأفغانية بمنع الفتيات الأفغانيات من حق التعليم الجامعي، وتدعوها للتراجع عن هذا القرار الذي يثير الاستغراب في جميع الدول الإسلامية، ويتنافى مع إعطاء المرأة الأفغانية حقوقها الشرعية الكاملة، وعلى رأسها حق التعليم الذي يسهم بدعم الأمن والاستقرار والتنمية والازدهار لأفغانستان وشعبها الشقيق.
وعلى الصعيد ذاته، أعرب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه، عن بالغ استنكاره في أعقاب القرار الذي اتخذته إدارة الأمر الواقع في أفغانستان بإغلاق الجامعات أمام الفتيات والنساء لفترة غير محددة، وعده قراراً مشيراً للقلق.
وأكد في بيان صدر اليوم أن الخطوة التي اتخذتها حكومة الأمر الواقع من خلال وزارة التعليم العالي التابعة، لها تثير الفزع الشديد لمنظمة التعاون الإسلامي.
التعاون الإسلامي تشجب القرار
وكان الأمين العام للمنظمة ومبعوثه الخاص إلى أفغانستان، قد حذرا مرارًا وتكرارًا سلطات الأمر الواقع من اتخاذ قرار من هذا القبيل، حيث كانت آخر رسالة تحذيرية تلك التي نقلها المبعوث الخاص للأمين العام إلى أفغانستان خلال زيارته لكابل في منتصف نوفمبر 2022، والتأكيد على أن تعليق وصول الطالبات إلى جامعات أفغانستان سيسهم بشكل كبير في تقويض مصداقية الحكومة القائمة، كما أنه سيحرم الفتيات والنساء الأفغانيات من حقوقهن الأساسية في التعليم والتوظيف والعدالة الاجتماعية.
وأعربت منظمة التعاون الإسلامي عن شجبها لهذا القرار، بالرغم من أنها لا تزال ملتزمة بسياسة التواصل مع إدارة الأمر الواقع، داعيةً سلطات كابل إلى التراجع عنه من أجل المحافظة على الاتساق بين وعودها وقراراتها الفعلية.
من جهتها، نددت الولايات المتحدة بحظر طالبان التعليم الجامعي للنساء وحذرت من اتخاذ تدابير مضادة فضلا عن مزيد من العزلة عن بقية العالم.
وصرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس للصحافيين بأن “طالبان يجب أن تتوقع أن هذا القرار الذي يتعارض مع الالتزامات التي تعهدت بها بشكل متكرر وعلني لشعبها، سيترتب عليها تكاليف ملموسة”، مضيفا أن الولايات المتحدة تدين القرار “بأشد العبارات”.
وتفاعلا مع القرار، أعلنت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك الأربعاء أن حكومة طالبان في أفغانستان “قررت تدمير” مستقبل هذا البلد بحظر التعليم الجامعي على النساء.
وكتبت في تغريدة “بتدمير مستقبل البنات والنساء في أفغانستان، تكون طالبان قررت تدمير مستقبل بلدها” مضيفة “ربما تحاول طالبان جعل النساء غير مرئيات، لكن لن تنجح، العالم يراقب”. وقالت بيربوك إنها قررت طرح المسألة على جدول أعمال مجموعة السبع التي تتولى ألمانيا حاليا رئاستها الدورية.
منظمة التعاون الإسلامي هي الأخرى استنكرت الحظر، إذ اعتبر أمينها العام حسين ابراهيم طه أنه “سيسهم بشكل كبير في تقويض مصداقية الحكومة القائمة”.
الوظائف الحكومية
وكانت وزارة التعليم العالي الأفغانية التي تديرها حركة طالبان ذكرت الثلاثاء أنها قررت تعليق دراسة الطالبات في جامعات أفغانستان حتى إشعار آخر.
وأمرت رسالة، أكدها متحدث باسم وزارة التعليم العالي، الجامعات الأفغانية العامة والخاصة بتعليق دراسة الطالبات على الفور تنفيذا لقرار مجلس الوزراء.
أقصيت النساء أيضا من العديد من الوظائف الحكومية، أو تم دفع مبالغ زهيدة لهن من راتبهن للبقاء في المنزل. ومنعن من السفر من دون محرم وأجبرن على ارتداء الحجاب أو البرقع خارج المنزل.
في تشرين الثاني/نوفمبر منعت النساء من الذهاب إلى المتنزهات والملاهي وصالات الألعاب الرياضية والحمامات العامة.
وكان حق جميع النساء في التعليم نقطة شائكة في المفاوضات مع المجتمع الدولي المتعلقة بتقديم مساعدات والاعتراف بنظام طالبان.