حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا يتعرض لكارثة انتخابية
خسارة مدوية في الانتخابات المحلية قرعت أجراس الإنذار في صفوف الحزب
تتوالى خسائر حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، بعد أن أظهرت نتائج أولية لانتخابات المجالس المحلية الجمعة، فقدان الحزب نحو ثلث مقاعده، التي وصفها رئيس الوزراء ريشي سوناك ب”المحبطة”، فيما وصفها حزب العمال ب”الكارثة” لسوناك.
الخسائر المدوية المتواصلة قرعت أجراس الإنذار في حزب المحافظين، وسط هزيمة قد تفوق انكسار انتخابات 1995 والتي قادت الحزب حينها إلى “مذبحة انتخابية” في الانتخابات العامة التي أجريت بعدها بعامين، وأتت بـ”العمالي” توني بلير إلى السلطة في 1997، وفقاً لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية.
سوناك قال للصحافيين إن نتائج الانتخابات التي أجريت، الخميس، “محبطة” ولكنه لا يزال من المبكر الحكم على النتيجة النهائية، وأضاف أن “نتائج الانتخابات المحلية أظهرت حتى الآن أن الناس يريدون من الحزب الحاكم أن يوفي بأولوياتهم”.
وأضاف سوناك: “الرسالة التي أسمعها من الناس هي أنهم يريدون منا التركيز على أولوياتهم، ويريدوننا أن ننجزها”. وتابع: “من حيث النتائج أعتقد أننا لا زلنا في مرحلة مبكرة، إذ تم فرز ربع الأصوات فقط، ولكن ما سأواصل القيام به هو العمل على تحقيق أولويات الناس”.
وقال رئيس “حزب العمال” المعارض كير ستارمر إن الحزب على مسار الفوز بغالبية في الانتخابات العامة المقبلة.
وذكر الحزب أنه على ثقة بأنه يمكنه التقدم بنسبة 8 نقاط في على أقرب منافسيه في الانتخابات.
وقال عضو مجلس العموم عن حزب العمال شبانة محمود وهو منسق حملة انتخابات الحزب لشبكة “سكاي نيوز”: “أمضينا الحملة بأكملها ونحن نتحدث عن خطة العمال لمعالجة الأزمة التي خلقها المحافظون في كلفة المعيشة، وهي القضية الأولى بالنسبة للناخبين”.
وأضاف: “ريشي سوناك لا يمكنه الحديث عن هذه الأزمة لأن المحافظين دمروا الاقتصاد، ولا يعرفون كيفية إصلاحه. الليلة كانت كارثة لريشي سوناك، لأن الناخبين يعاقبونه على فشل الحزب”.
أكبر خسارئر المحافظين
وكانت أكبر خسارة لـ”المحافظين” في انتخابات الخميس، هي ميدواي. ووضع رئيس المجلس المحلي في ميدواي آلان جاريت (محافظ) اللوم على سوناك ورسالته الانتخابية.
وقال جاريت إن “حزب العمال” يؤدي بشكل أفضل في مقاطعات كينت وإيسيكس واللتان كانتا قد تحولتا ضد “المحافظين” بسبب سياسات رئيس “حزب العمال” السابق جيريمي كوربين، مضيفاً: “لذا ستكون النتائج مبهجة للغاية لزعيم العمال كير ستارمر”.
وقالت “سكاي نيوز” إنه على الرغم من أنه لا يزال من المبكر الحديث عن النتائج النهائية، إلا أن هناك نتائج كافية للقول بأن الانحيازات الخاصة بالخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) بدأت في الخفوت.
وقال توم كيشير وهو محلل البيانات الانتخابية في الشبكة، إن “انحيازات بريكست بدأت في الخفوت إلى حد ما”.
وأشار إلى أن “حزب المحافظين” يواجه هجمات على جبهتين، فمن ناحية يخسر أصوات المؤيدين للبقاء في الاتحاد الأوروبي، فيما يحقق “حزب العمال” انتصارات وسط الكتلة التي كانت مؤيدة للخروج.
وجنى “حزب العمال” حتى الآن 6.6% من المقاعد الإضافية في المناطق المؤيدة للخروج من الاتحاد الأوروبي، فيما لم يحقق “المحافظون” أي تقدم، وخسروا 1.4% من مقاعدهم في المناطق ذاتها التي كانت مؤيدة لهم.
كما خسر “المحافظون” ما نسبته 3.4% من أصوات المناطق التي يغلب عليها المؤيدون للبقاء في الاتحاد الأوروبي لحزبي “العمال” و”الليبراليون الديمقراطيون”.