حصار جباليا… المنظمات الدولية فقدت قدرتها على توزيع الغذاء في شمال غزة
الاحتلال الإسرائيلي يمنع وصول شاحنات الوقود إلى المستشفيات
في ظل الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل على وصول المساعدات إلى قطاع غزة، أعلن برنامج الأغذية العالمي، الخميس، أنه “لم يعد” قادرا على توزيع الغذاء بمحافظة شمال غزة في ظل نقص الإمدادات.
وقال برنامج الأغذية العالمي، في بيان عبر منصة إكس: “لم نعد قادرين على توزيع الغذاء بأي شكل من الأشكال بمحافظة شمال غزة”.
وأضاف أن “نقص الإمدادات في غزة يجبرنا على وقف توزيع الطرود الغذائية خلال أكتوبر/ تشرين الأول الجاري”.
وأردف البرنامج التابع للأمم المتحدة: “لا يوجد توزيع للطرود الغذائية، والدقيق ينفد من مخابز جنوب ووسط غزة”.
حصار مخيم جباليا
ولليوم السادس على التوالي، يتعرض الفلسطينيون بالمناطق الشرقية والغربية لمحافظة الشمال خاصة بمخيم جباليا لعملية “إبادة وتطهير عرقي”، حيث يفرض الجيش الإسرائيلي حصارا بريا، وينفذ عمليات قتل ونسف للمنازل، وتهجير قسري يرفضه الأهالي، في إطار حربه على القطاع منذ 7 أكتوبر 2023.
وقال مكتب الإعلام الحكومي في قطاع غزة، الخميس، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي منع وصول شاحنات الوقود إلى مستشفيات (محافظة) الشمال 5 مرات، ما يهدد بتوقف الخدمات الطبية خلال أقل من 24 ساعة.
جاء ذلك وفق بيان مكتب الإعلام الحكومي بعد يومين من مطالبة جيش الاحتلال 3 مستشفيات بمحافظة الشمال في غزة بالإخلاء من المرضى والطواقم الطبية، بينها “مستشفى كمال عدوان”.
وقال المكتب الحكومي إن “جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بإرجاع السولار (الوقود) القادم إلى مستشفيات محافظتي غزة وشمال غزة للمرة الخامسة على التوالي، وهذا يعني أن جميع مستشفيات ومرافق وزارة الصحة مهددة بالتوقف خلال أقل من 24 ساعة”.
جريمة مكتملة الأركان
ووصف الخطوة بأنها “جريمة مكتملة الأركان يُنفذها جيش الاحتلال في إطار تدمير وإسقاط المنظومة الصحية والمستشفيات، وخاصة في محافظتي غزة والشمال، وذلك يأتي في ظل الواقع المرير الذي يعيشه الواقع الصحي المنهار في المحافظتين، خصوصاً مع وجود 700 ألف إنسان فيهما”.
وحمّل المكتب “الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية كامل المسؤولية عن استمرار جريمة إسقاط المنظومة الصحية بشكل مقصود ومتعمد وفق خطة مرتبة أعدها الجانبان”.
كما طالب “المجتمع الدولي وكل المنظمات الأممية والدولية بالتدخل الفوري والعاجل لإدخال مادة الوقود إلى المحافظتين قبل خروج جميع مستشفيات ومرافق وزارة الصحة عن الخدمة بمحافظتي غزة والشمال”.
وفي وقت سابق الخميس، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، إن “الاحتلال الإسرائيلي يسعى لإتمام جريمة الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني من خلال استهداف القطاع الصحي وتدمير المستشفيات”.
تداعيات كارثية
وحذر من التداعيات الكارثية لاستهداف قوات الاحتلال للقطاعات الحيوية في قطاع غزة وخاصة في محافظتي غزة والشمال، وعلى رأسها الصحة.
وذكر الثوابتة، أن المستشفيات الثلاثة الرئيسية في شمال غزة، وهي: كمال عدوان، والإندونيسي، والعودة، تواجه خطر التدمير الكامل، بعد مطالبة الجيش الاحتلال بإخلائها، “مهددًا بتحويلها إلى مقابر جماعية إذا لم يتم ذلك”.
خمس مجازر ضد العائلات
ويتواصل تشديد الخناق والحصار الإسرائيلي على مخيم جباليا ومحيطه في شمالي قطاع غزة ما أدى لعزلها عن مدينة غزة لليوم السادس على التوالي، فيما يعمل جيش الاحتلال على تدمير ما تبقى من منازل وممتلكات للفلسطينيين في المناطق الشرقية والغربية من محافظة الشمال، في وقت يبدو فيه أن إسرائيل تسعى لتوسيع المناطق العازلة التي يعمل عليها منذ بدء العدوان البري على القطاع في نهاية أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأمس الخميس، أفادت وزارة الصحة في غزة بارتكاب الاحتلال الإسرائيلي خمس مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 55 شهيداً و166 إصابة خلال 24 ساعة.
وأسفرت حرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية في قطاع غزة عن استشهاد وإصابة أكثر من 139 ألف فلسطيني، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
وتواصل تل أبيب الإبادة متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال “الإبادة الجماعية” وتحسين الوضع الإنساني المزري بغزة.