حفتر في رسالة لمؤتمر برلين: لا حل سياسي دون خطة للتخلص من الميليشيات
بعث القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر، الثلاثاء، برسائل لمؤتمر برلين مفادها أنه لا مجال للحديث عن حل سياسي لا يشمل خطة للتخلص من الميليشيات.
وقلّل خليفة حفتر من أهمية دخول طرابلس في ظل استمرار وجود الميليشيات قائلا “الهدف هو تخليص أهل طرابلس من بطش الميليشيات وليس مجرد الدخول إليها بأي ثمن”.
وقال حفتر “بإمكاننا أن ننهي هذه الحرب خلال يوم أو يومين عن طريق اجتياح كاسح بالأسلحة الثقيلة من جميع المحاور”، في رسالة مفادها أن أي توجه نحو استئناف المفاوضات لمجرد دخول الجيش إلى طرابلس مع الإبقاء على الميليشيات أمر مرفوض.
واستبقت تصريحات حفتر اجتماعا لأكثر من 90 نائبا ليبيا في القاهرة في 17 من الشهر الحالي سيدوم أربعة أيام. وقالت مصادر سياسية إن مؤتمر القاهرة سيبحث إيجاد حل لمعضلة الميليشيات من بينها تقديم ضمانات لقادتها من أجل تسليم سلاحها.
وأضافت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها أن مؤتمرا ليبيا-ليبيا انطلق، الثلاثاء، بتونس لم يعلن عنه بين شخصيات اجتماعية برعاية منظمة الحوار الإنساني، مشيرة إلى أن مؤتمرا ليبيا-ليبيا آخر سيعقد في جنيف نهاية الشهر الحالي على مستوى سياسي، في حين سيجري تنظيم مؤتمر دولي أمني في برلين في 21 أكتوبر دون حضور ليبي.
وتمهد كل هذه التحركات لمؤتمر برلين الدولي الذي لم يعلن بعد عن موعده وسيتم أيضا دون تمثيل ليبي.
وكان المبعوث الليبي غسان سلامة تحدث عن مؤتمر دولي بشأن ليبيا أعلنت برلين في ما بعد عزمها عن تنظيمه، يليه مؤتمر ليبي-ليبي.
وحاول سلامة طيلة الفترة الماضية الضغط على طرفي القتال في طرابلس لوقف المعارك ما يسمح باستئناف العملية السياسية لكن جهوده لم تنجح.
وتراهن الميليشيات ومن خلفها حكومة الوفاق التي يهيمن عليها الإسلاميون على تحقيق انتصار عسكري يمكنهم من التفاوض من موقع أفضل، لذلك يصرون على وضع شروط توصف بغير الواقعية للقبول بالعودة إلى المسار السياسي من بينها عودة الجيش إلى مواقعه قبل 4 أبريل وعدم الاعتراف بخليفة حفتر الذي يوصف بالرجل القوي في ليبيا، كطرف في العملية السياسية.
في المقابل يرى مراقبون أن سيطرة الجيش على مواقع في محيط طرابلس ستضعه في موقف تفاوضي أفضل بكثير مما كان عليه قبل 4 أبريل. ويرى هؤلاء أن العملية العسكرية التي أطلقها الجيش قطعت الطريق على الإسلاميين الذين كانوا يخططون للانقلاب على اتفاق أبوظبي عن طريق المؤتمر الجامع الذي كان غسان سلامة يعد لعقده منتصف أبريل.
واتفق المشير خليفة حفتر مع رئيس حكومة الوفاق فايز السراج في نهاية فبراير الماضي على إنهاء المرحلة الانتقالية وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية قبل نهاية العام وهو ما يرفضه الإسلاميون الذين تؤكد شخصيات قريبة من الجيش أنهم كانوا يحاولون الضغط في اتجاه إجراء الانتخابات التشريعية فقط مع تأجيل الرئاسية وهو ما يعني تمديد الفترة الانتقالية بما يسمح ببقائهم في السلطة.
ويبدو أن الجيش لم يعد مقتنعا بضرورة الإسراع في إجراء الانتخابات بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في طرابلس ومناطق أخرى جنوب ووسط البلاد. وأكد حفتر في تصريحات لوكالة سبوتنيك الروسية، الثلاثاء، أن الانتهاء من العمليات العسكرية لا يعني أن المناخ سيكون مواتيا على الفور لإجراء الانتخابات.
وقال “انتهاء العمليات العسكرية لا يعني أن المناخ سيكون مواتيا على الفور لإجراء الانتخابات. هناك استحقاقات عديدة لا بد من إنجازها تمهيدا لها وللدستور الدائم. لا يمكن إجراء انتخابات ما لم يتوفر الأمن وتستقر الأمور، ولا يمكن أن يتحقق الأمن والاستقرار والسلاح خارج سلطة الدولة والخلايا الإرهابية النائمة منتشرة في البلاد. البلاد ستكون في حاجة إلى ضبط الأمور أولا، الأمور الأمنية والاقتصادية والاجتماعية”.