حكام سوريا الجدد يقررون تعيين إرهابيين في مناصب عسكرية رفيعة بالجيش
استمرار الاشتباكات المسلحة بين "قسد" والفصائل المسلحة التابعة لتركيا
قرر حكام سوريا الجدد، بقيادة أبو محمد الجولاني، القيام بسلسلة تعيينات عسكرية شملت عددا من الإرهابيين من بينهم الأويغور وتركي ومصري وأردني، في مناصب قيادية ضمن الجيش السوري الجديد، فيما اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية “قسد” والفصائل المسلحة الموالية لتركيا شمالي البلاد.
من بين 50 تعيينا عسكريا جديدا، شمل 6 منها إرهابيين أجانب برتب عميد وعقيد، من بينهم عربيان، حيث جرى منح رتبة عميد للأردني عبد الرحمن حسين الخطيب، كما تم تعيين الإرهابي الهارب علاء محمد عبد الباقي برتبة عسكرية ضمن التشكيلات الجديدة، المحكوم عليه بالسجن المؤبد في مصر، والذي تم تعيينه في الجيش السوري الجديد برتبة عقيد.
قضية عبد الباقي
وقد تمت إدانة علاء محمد عبد الباقي بعد هروبه إلي سوريا للانضمام إلي جبهة النصرة تحت قيادة الجولاني ضمن 11 متهما فى قضية خلية جبهة النصرة الإرهابية إحدى مليشيات تنظيم القاعدة، ومصادره أموال الشركة التي أسسها، فى القضية رقم 476 لسنة 2018 جنايات أمن دولة طوارئ أول طنطا والمقيدة برقم 240لسنة 2018 جنايات طوارئ كلي غرب طنطا والمقيدة برقم 2606 لسنة 2018 كلي غرب طنطا.
وكان قد تم إحالة الهارب علاء محمد عبد الباقي لمحكمة جنايات أمن دولة طوارئ أول طنطا، لقيامه بتولي وزعامة وقيادة جماعة جبهة النصرة إحدى مليشيات تنظيم القاعدة بقصد ارتكاب جرائم إرهابية فى الداخل عن طريق تدريب عناصر على صنع واستعمال الأسلحة التقليدية ووسائل الاتصال السلكية واللاسلكية والالكترونية والأساليب القتالية لتحقق أغراض الجماعة الإرهابية.
كما قام بتمويل تلك الأعمال بالمال والسلاح والذخائر، والإعداد والتحضير لارتكاب جريمة إرهابية برصد نقطة شرطة قحافة بطنطا ونقطة تفتيش قرية دفرة مركز طنطا، وتمرير المعلومات للمتهم الأول تمهيدا لاستهدافهم.
وقال مصدر عسكري سوري إن التعيينات تُعد “رمز تقدير” للمسلحين الذين ساهموا في الإطاحة بنظام بشار الأسد، مشيرا إلى أن الخطوة تهدف إلى تعزيز شرعية الجيش الجديد ومنح هؤلاء المقاتلين أدوارا رسمية في إعادة بناء الدولة.
وأثارت هذه التعيينات تساؤلات حول توجهات حكام سوريا الجدد، خاصة في ظل مخاوف دولية من تأثير وجود إرهابيين أجانب وعرب في الجيش على استقرار المنطقة.
وتأتي هذه التعيينات ضمن حملة أوسع أطلقها الشرع لإعادة هيكلة الجيش السوري الجديد، والتي شملت شخصيات من خلفيات وجنسيات متعددة، مما يعكس سعي الإدارة لتوسيع قاعدتها وإضفاء شرعية على حكمها في سوريا.
استمرار القتال بين “قسد” وفصائل موالية لتركيا
ميدانياً، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل موالية لتركيا شمالي سوريا، رغم إعلان الولايات المتحدة أن وقف إطلاق النار في المنطقة صامد.
فقد قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قصفت بلدة أبو قلقل ومحيط قرية شاش البوبنا جنوب شرقي منبج بالمدفعية الثقيلة.
وأعقب القصف، عملية تسلل نفذتها “قسد” على مواقع القصف، مما أدى لاندلاع اشتباكات عنيفة مع الفصائل المسلحة الموالية لتركيا، استخدمت خلالها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، بالتزامن مع قصف مدفعي تركي استهدف قرية بير حسو على محور قرقوزاق، وفق المرصد.
ولم ترد بعد معلومات عن خسائر بشرية أو مادية.
كما اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية وفصائل موالية لتركيا، إثر تسلل مجموعة من عناصر “قسد” إلى الأحياء الشرقية لمدينة منبج.
وشهد محور سد تشرين قصفا مدفعيا متبادلا واشتباكات عنيفة، إثر محاولة تسلل للفصائل إلى قرية السعيدين في محيط السد، مما أدى إلى سقوط 3 قتلى وعدد من الجرحى.
وكانت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) قالت الإثنين إن وقف إطلاق النار بين تركيا والقوات التي يقودها الأكراد المدعومون من الولايات المتحدة في مدينة منبج ومحيطها لا يزال صامدا.
وتوسطت واشنطن في وقف إطلاق نار أولي في وقت سابق من هذا الشهر، بعد اندلاع القتال مع تقدم المعارضة المسلحة نحو دمشق وإطاحة حكم بشار الأسد.
لكن في 19 ديسمبر، قال مسؤول بوزارة الدفاع التركية إنه لا يوجد حديث عن اتفاق لوقف إطلاق النار بين أنقرة و”قسد”.
وقالت المتحدثة باسم البنتاغون سابرينا سينغ للصحفيين: “وقف إطلاق النار صامد في ذلك الجزء الشمالي من سوريا”.
وقوات سوريا الديمقراطية تعد الحليف الرئيسي في التحالف الأميركي المناهض لتنظيم “داعش” في سوريا، وتقود هذه العملية وحدات حماية الشعب، وهي الجماعة التي تعتبرها أنقرة امتدادا لمسلحي حزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا، الذي يقاتل أنقرة منذ 40 عاما.
وتعتبر تركيا حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب و”قسد” جماعات إرهابية.
وتصنف الولايات المتحدة وحلفاء تركيا الغربيون حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية، لكن وحدات حماية الشعب وقوات سوريا الديمقراطية غير مشمولتين بالتصنيف نفسه.
وتحتفظ الولايات المتحدة بنحو ألفي جندي في سوريا يعملون مع “قسد” لمحاربة تنظيم “داعش” ومنع عودته، بعد أن كان قد استولى في عام 2014 على مساحات كبيرة من سوريا والعراق.