حكومة الإحتلال الإسرائيلي تشرعن مستوطنة غير قانونية في غور الأردن
أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الأحد اعتراف الحكومة بمستوطنة عشوائيّة في الضفّة الغربيّة المحتلة، قبل يومين من الانتخابات العامّة، فيما واصل نتانياهو وخصمه بيني غانتس حشد المؤيّدين في اليوم الأخير من الحملة الانتخابية.
ويسعى نتانياهو إلى زيادة نسبة مشاركة قاعدته اليمينيّة في الانتخابات، وقطَعَ عددًا من الوعود في الأيام الأخيرة أملاً منه في زيادة نسبة إقبال الناخبين.
وقال مكتب نتانياهو إنّ الحكومة وافقت خلال جلستها الأسبوعيّة التي عقدت في غور الأردن على “تحويل المستوطنة العشوائيّة ميفوت يريحو في غور الأردن إلى مستوطنة رسميّة”.
وتُعتبر كلّ المستوطنات غير قانونيّة بموجب القانون الدولي، لكنّ إسرائيل تميّز بين تلك التي وافقت عليها وتلك التي لم تحصل على موافقتها.
وتعيش حوالى 30 عائلة في هذه البؤرة الاستيطانية العشوائية التي تأسست عام 1999.
من جهته دعا نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس الفلسطيني محمود عباس المجتمع الدولي إلى “وقف الجنون الإسرائيلي الذي يهدف إلى تدمير جميع أسس العملية السياسية”.
بدورها، ذكرت منظّمة “السلام الآن” غير الحكومية الإسرائيلية المناهضة للاستيطان أنّ “الحكومة مستمرّة في تجاهلها الصارخ (للهدف المتمثّل) بالتوصّل إلى حلّ الدولتين لإنهاء النزاع مع الفلسطينيين”.
وتعهّد نتانياهو قبل أسبوع ضمّ غور الأردن الذي يشكّل ثلث مساحة الضفة الغربية، في حال فوزه في الانتخابات.
وقال نتانياهو إنه يعتزم في حال فوزه في الانتخابات ضمّ غور الأردن والمنطقة الشماليّة من البحر الميت، إضافة إلى ضم المستوطنات في كل أنحاء الضفة الغربية بالتنسيق مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي يُتوقّع أن يعلن بعد الانتخابات عن خطته المرتقبة لحل النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.
وتهدّد خطة نتانياهو بالقضاء على ما تبقّى من أمل لحل الدولتين.
وندّد الفلسطينيون والاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة بإعلان نتانياهو الأسبوع الماضي.
وقال نتانياهو إنّ تعهّده لا يشمل مدنًا فلسطينيّة مثل أريحا التي سيتمّ تطويقها فعليا بالأراضي الإسرائيلية.
يخوض نتانياهو معركة صعبة لإعادة انتخابه، يُواجه خلالها خصمه رئيس هيئة الأركان السابق بيني غانتس وتحالفه الوسطي أزرق أبيض.
وتُعتبر أصوات اليمين القومي مفتاحًا لحزبه الليكود.
ويعيش حوالي 400 ألف مستوطن في الضفة الغربية المحتلة على أراضي الفلسطينيين الذين يبلغ تعدادهم 2,7 مليون نسمة.
وينظر إلى المستوطنات كعقبة أمام عملية السلام، خاصّة أنها مبنية على أراض يرى الفلسطينيون أنها جزء من دولتهم المستقبلية.
وأجرى نتانياهو وغانتس جولاتهما الانتخابيّة الأخيرة مساء الأحد، على أن تمنع الحملات الانتخابيّة الإثنين.
وأقام غانتس مهرجاناً انتخابياً قي تلّ أبيب، بينما تمّ في اللحظة الأخيرة إلغاء تجمّع لمناصرين لحزب الليكود الذي ينتمي إليه نتانياهو في بلدة مجاورة.
وقال المتحدّث باسم حزب الليكود إنه تم إعطاء الأولوية لاجتماع داخلي طارئ للحزب نظرًا إلى نشر استطلاعات رأي تظهر تقدّمًا للمعسكر المنافس.
وكتب نتانياهو في صحيفة يديعوت أحرونوت التي منحت المرشحين مساحة على الصفحة الاولى للتعبير عن آرائهما “النمو الاقتصادي عند مستوى قياسي، وكذلك نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي والسياحة والصادرات. البطالة في أدنى مستوياتها على الإطلاق”.
وأضاف رئيس الوزراء “كلُّ مَن يريد التأكد من أننا سنُواصل حماية إسرائيل، أيّ شخص يريد حكومة يمينية قوية بقيادتي، عليه أن يصوت للّيكود”.
أما غانتس فركّز على قدرته على إنهاء الانقسامات في المجتمع التي يقول إنها تفاقمت في عهد نتانياهو.
وتحدث زعيم التحالف الوسطي أزرق أبيض، عن مزاعم الفساد التي يواجهها نتانياهو الذي يُتوَقّع توجيه الاتهام له في الأسابيع المقبلة.
وقال غانتس في مقابلة مع موقع “والا” الإخباري “أرى نوع الحكومة التي يريد نتانياهو تشكيلها، حكومة أقلية متشددة ستقرر عن الغالبية”.
وأضاف “هناك خيار جديد في المجتمع الإسرائيلي، حكومة غالبية للجميع”.
ويسعى نتانياهو الذي شغل منصب رئيس الوزراء منذ أكثر من 13 عاما إلى التغلب على واحدة من أكبر حالات الفشل في حياته السياسية بعد انتخابات نيسان/أبريل.
فقد فاز حزب الليكود مع حلفائه اليمينيين والمتدينين بغالبية المقاعد في تلك الانتخابات لكنه فشل في تشكيل ائتلاف حكومي وفضّل إجراء انتخابات ثانية نتيجة لذلك.
وتشير استطلاعات الرأي إلى احتمال تقارب النتائج بين الخصمين مرة أخرى.