“حماس” تعلن يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي

بلينكين يؤكد أن السنوار صاحب القول الفصل في التوصل لوقف إطلاق النار

أعلنت حركة “حماس”، الثلاثاء، تعيين زعيمها في قطاع غزة يحيى السنوار رئيسا لمكتبها السياسي، خلفاً لرئيسها إسماعيل هنية الذي اغتالته إسرائيل في العاصمة الإيرانية طهران.

وقالت الحركة، في بيان: “تعلن حركة حماس عن اختيار القائد يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا للقائد إسماعيل هنية“.

وكانت حماس قد أعلنت، السبت، إجراءها مشاورات واسعة لاختيار رئيس جديد للمكتب السياسي بعد اغتيال هنية.

ويعد السنوار البالغ من العمر 61 عاما الرئيس الفعلي للحركة، وهو على رأس الأهداف التي تسعى إسرائيل للوصول إليها، حيث حددت مكافأة قدرها 400 ألف دولار للقضاء عليه، حسب ما ذكرت شبكة “إيه بي سي نيوز” الأميركية، في وقت سابق.

بلينكن: السنوار صاحب القول الفصل في التوصل لوقف إطلاق النار

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الثلاثاء، إن الولايات المتحدة أبلغت إيران وإسرائيل بوجود توافق في الآراء بالشرق الأوسط على ضرورة عدم تصعيد الصراع.

وأكد بلينكن أن يحيى السنوار، الذي اختارته حركة “حماس”، الثلاثاء، رئيساً لمكتبها السياسي، كان ولا يزال صاحب القول الفصل في التوصل لوقف إطلاق النار.

وأضاف بلينكن، بعد اجتماع مع وزير الدفاع لويد أوستن، ونظيريهما الأستراليين، أن المحادثات الرامية للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار وتحرير المحتجزين في حرب غزة، وصلت إلى المرحلة النهائية، مشدداً على ضرورة أن تعمل الأطراف على الانتهاء من الاتفاق في أقرب وقت ممكن.

وتابع: “يجب أن يفهم الجميع في المنطقة أن شن المزيد من الهجمات سيؤدي فقط لإدامة الصراع وعدم الاستقرار وانعدام الأمن للكل”.

نهج جديد

ويترقب الفلسطينيون والعرب وحتى على الصعيد العالمي نهجا جديدا في تعامل حماس مع عدد الملفات مع إجماع لدى المحللين أن الحركة تتجه نحو الصرامة والتشدد في القضايا الوطنية مدفوعة بشخصية السنوار التي يصفها العارفون به بأنها “قوية”.

وتعتبر مسألة الوحدة الوطنية واحدة من أبرز القضايا التي تقض مضجع الشعب الفلسطيني، والتي سيكون للسنوار كلمة حاسمة فيها بعد انتهاء الحرب، سيما مع حركة فتح والسلطة الفلسطينية.

وأكثر ما يمهد الطريق أمام السنوار لتحقيق اختراق في موضوع الوحدة الوطنية، هو أن السنوار مستعد لقبول دولة فلسطينية واحدة على الأراضي الفلسطينية المحتلة في العام 1967 (غزة والضفة والقدس الشرقية)، وهو أمر تجمع عليه كافة الأحزاب والحركات الفلسطينية، كـ”حل مرحلي”.

العلاقات مع السلطة الفلسطينية وفتح

يتبنى السنوار موقفا إيجابيا تجاه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وقد قام في أكثر من مناسبة بتمجيد عرفات، مؤكدا على احترامه للرجل ومعترفا بدون شك انه زعيم الشعب الفلسطيني.

وقد حاول السنوار إصلاح العلاقات مع السلطة الفلسطينية وفتح وإنهاء حالة الانقسام في الأرضي الفلسطينية ضمن مصالحة وطنية، إلا أن هذه المحاولات انتهت إلى الفشل.

وخلال خطابات في تجمعات شعبية في قطاع غزة، كان السنوار كثير الحديث إلى عرفات، واصفا إياه بـ”القائد الخالد”.

ففي إحدى كلماته قبل 3 سنوات في غزة، قال السنوار” أقول للرئيس الخالد أبو عمار نم يا قرير العين بعد أن أصبح لدى مقاومة شعبك مئات الصواريخ يكون فيها بتل أبيب وغوش دان”.

وفي مسيرات العودة في أبريل من العام 2018 والتي كانت تجري على الحدود الشرقية لقطاع غزة، قال السنوار، إنه ” على عهد المقاومة والتحرير، ونسير على نهج الشهيد ياسر عرفات بموازنة الكفة ومقاومة العدو”.

وأضاف في كلمة له أمام الشبان المتظاهرين شرقي قطاع غزة: “خرجنا اليوم، وسنخرج على مدار الأيام المقبلة، وسنفاجئ شعبنا، ولينتظر العدو زحفنا القريب، ونقول له: على القدس رايحين شهداء بالملايين (جملة شهيرة استخدما عرفات في معظم خطاباته الثورية)”.

الرقم 1111

وفي العام 2021، قال السنوار: “بدي أقولكم شغلة سجلوها، سجلوا الرقم 1111، ايش تفاصيل الرقم لا نريد أن نقوله في هذا الوقت، سيأتي في وقت لاحق”.

وبعد عام من الترقب أفصح السنوار عن سر الرقم “1111”، في خطاب له في ذكرى إحياء يوم القدس العالمي في مدينة غزة، مشيرا إلى أن “هذا يعني عدد الصواريخ في الرشقة الأولى التي ستطلقها المقاومة على إسرائيل”، مؤكدا أن “هذا الرقم من أجل تخليد ذكرى الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات”، وهو تاريخ وفاة عرفات في فجر يوم الخميس 11 – 11 من العام 2004.

السنوار وأبو جهاد

كما يجاهر السنوار بموقف إيجابي تجاه خليل الوزير (أبو جهاد)، حيث قال في إحدى خطاباته في “مسيرات العودة” العام 2018: “لو كان أبو جهاد حيا اليوم، لكان بيننا على الحدود أو في غرفة عمليات عسكرية”.

وخليل الوزير الذي يلقب بـ”أمير الشهداء” كان أحد مؤسسي حركة فتح ونائبا للقائد العام لقوات الثورة الفلسطينية، كما تولى قيادة (جهاز الأرض المحتلة -القطاع الغربي).

وكان الوزير التحق سنة 1952 بجماعة الإخوان المسلمين، وكان أمين سر مكتب الطلاب للاخوان المسلمين في غزة، قبل أن يتوجه لتأسيس حركة فتح. وتم اغتياله في 16 أبريل من العام 1988، حيث كان يعد قائدا للانتفاضة الأولى.

يعتبر السنوار أحد قادة حماس القلائل الذين مازالوا يتمسكون بخيار التصالح مع حركة “فتح”، ولم يخجل في المقابلات الصحافية أو في الفعاليات الشعبية من إظهار إعاجبه وتمسكه بنهج ياسر عرفات وخليل الوزير، ومسار حركة “فتح” الداعي إلى مقاومة إسرائيل.

السنوار ومحمد دحلان

وفي العام 2017، التقى السنوار برئيس إصلاحي حركة فتح محمد دحلان في القاهرة، وتم خلال الاجتماع الاتفاق على عدد من القضايا. ويقول مطلعون على الاجتماع، أن “العناق كان حميميا” بين الرجلين عند بدء اللقاء.

يذكر أن السنوار ودحلان ولدا وترعرعا سويا في مخيم خانيوس، واهتما في مسيرتهما النضالية في الشق الأمني حيث تولى دحلان مناصب أمنية عليا في السلطة الفلسطينية (رئيس جهاز الأمن الوقائي في غزة)، في حين اتجه السنوار لتأسيس جهاز مخابرات حماس (المجد).

والسؤال الآن، هل يستطيع مؤسس جهاز “المجد الأمني” ورئيس أقوى تنظيم فلسطيني في مواجهة إسرائيل، من تحقيق إنجاز ملموس في تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية؟.. الأرضية موجودة باتفاق الفصائل الفلسطينية في الصين مؤخرا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى