حماس وفتح تجتمعان في غزة والضفة الغربية لمواجهة خطة الضم الإسرائيلية
دحلان يدعو لاستراتيجية إنقاذ وطنية شاملة دون تأخير
اجتمع أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل رجوب الموجود في رام الله، مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس صالح العاروري الموجود في بيروت عبر تقنية “الفيديو كونفرنس”، في أول لقاء بين الطرفين منذ يناير/كانون الثاني 2018.
وقال الرجوب “أعلنّا في فتح وحماس عن اتفاق لإفشال خطة الضم ومشروع تصفية قضيتنا كقضية سياسية”، مضيفا “سنعمل على تطوير كافة الآليات التي تحقق الوحدة الوطنية”.
وأكد الرجوب “أن المرحلة الحالية هي الأخطر التي يعيشها شعبنا وتتطلب أن نكون على مستوى هذا التحدي”، مشددا أنه وفي حال “أعلن الضم، سنتعامل مع الاحتلال كعدو”. وأضاف “نريد أن نخرج برؤية إستراتيجية كاستحقاق لمواجهة التحديات الحالية مع كافة فصائل العمل الوطني”.
وفي سياق متصل، كشف القيادي في تيار الإصلاح الديمقراطي لحركة فتح صلاح أبو ختلة، مساء يوم الخميس، عن تفاصيل الاجتماع مع قيادات حركة حماس، في مقر العلاقات الوطنية للتيار بمدينة غزة.
وقال أبو ختلة: “إن الاجتماع ناقش سبل مواجهة مخططات الضم الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة والأغوار، وتعزيز الحالة الوطنية الفلسطينية فى الميدان”.
وأضاف: “ثمن الاجتماع ما جرى اليوم بين حركتى فتح وحماس من خلال المؤتمر الصحفي المشترك من رام الله وبيروت آملين أن يكون محطة استنهاض لقوى ومقدرات الشعب الفلسطيني في مواجهة المخططات الإسرائيلية وسبل تعزيز صمود شعبنا الفلسطيني وتعزيز مشروع المصالحة المجتمعية، والعلاقات الثنائية على كافة المستويات”.
وأوضح أن الاجتماع استعرض أهمية الجهود العربية والدولية والدبلوماسية في مواجهة مشاريع الضم، التي ترفضها الدول العربية والإسلامية، مؤكدين على أن ذلك يُعد انتهاك صارخ للقوانين والشرائع الدولية، وأن وحدة الموقف الفلسطيني، تجاه التصدي للمشاريع الإسرائيلية، وحدت كافة الأطراف العربية خلف الموقف الفلسطينى.
وجرى التأكيد خلال الاجتماع على أهمية الوحدة الوطنية وانهاء الانقسام، وتصويب مسار العمل الوطني وتحديد بوصلته نحو القدس والدولة الفلسطينية.
وتشهد العلاقة بين الحركتين شبه قطيعة منذ العام 2007، بعد سيطرة حركة حماس على قطاع غزة إثر معارك دامية بين الطرفين انتهت بطرد حركة فتح وأجهزة السلطة الفلسطينية من القطاع، وفشلت جميع الجهود لإجراء مصالحة بين الجانبين.
وأكد صالح العاروري من جهته على “الوحدة” بين الحركتين، مضيفا “هذا المؤتمر المشترك فرصة لنبدأ مرحلة جديدة تكون خدمة إستراتيجية لشعبنا في أكثر المراحل خطورة”. وأضاف “مشروع الضم لن يمر (…) هو مشروع إقصائي واحتلالي، فرض علينا ألا نسمح بتنفيذ هذه الخطوة”.
وأكد نائب رئيس المكتب السياسي لحماس أن تنفيذ إسرائيل مخطط الضم يمثل “مستوى من الخطورة غير المسبوقة (…) ضم أي مساحة من الضفة الغربية يعني استمرار مسلسل الضم وفتح شهية الاحتلال (…) لتوسيع مجاله الإستراتيجي”.
وبارك رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، اجتماع رجوب والعاروري. وقال في بيان “شهد شعبنا الفلسطيني اليوم خطوة متقدمة نحو تحقيق وحدة الموقف والجهد الوطني (…) إن هذه الجهود تمثل الموقف الموحد ضد مخططات الاحتلال، وتدشين مرحلة جديدة من العمل المشترك”.
ودعا هنية “جماهير شعبنا وكل قوانا الفلسطينية إلى تعزيز العمل المشترك في كل الساحات (…) للانخراط في المواجهة الشاملة مع الاحتلال”. كما دعا الأمتين العربية والإسلامية إلى “تبني وإسناد الموقف الفلسطيني الموحد”.
من جانبه، قال القيادي الفلسطيني النائب محمد دحلان، إن المؤتمر الافتراضي بين قيادات من فتح وحماس خطوة هامة في الاتجاه الصحيح.
وأضاف دحلان في تصريح عبر صفحته على فيسبوك مساء اليوم الخميس: “المهم الآن ألا يظل الافتراضي افتراضياً لأن شعبنا تواق وجاهز لاستعادة الوحدة الوطنية فوراً وبلا مناورات أو شروط مكبلة”.
وتابع دحلان: “علينا جميعاً الشروع دون إبطاء بخطوات عملية لتبني وتنفيذ استراتيجية وطنية شاملة لإنقاذ وطننا وأرضنا من مخططات الإلحاق والضم والتي ينفذها الاحتلال الإسرائيلي على أرض الواقع فعلياً ويومياً”.
ويرى المحلل السياسي الفلسطيني غسان الخطيب أن الاجتماع المشترك يشير إلى “أهمية قضية الضم في عيون الفلسطينيين على اختلاف توجهاتهم السياسية”. ويقول “فتح وحماس لم تتوحدا منذ فترة طويلة، ويبدو أنهما تنظران إلى الضم على أنه تطور خطير للغاية”، ما يدفعهما إلى “وضع خلافاتهما جانبا”.
ودعت حركة حماس مؤخرا إلى “الوحدة السياسية” في مواجهة الخطة الأمريكية للسلام في الشرق الأوسط. ودعت الشهر الماضي “إلى مواجهة مشروع الضم بكافة أشكال المقاومة”.
ورفض الفلسطينيون بشكل قاطع الخطة الأمريكية التي أعلن عنها في أواخر يناير/كانون الثاني، ولاقت معارضة عدد من دول الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
وتدعم الخطة الأمريكية ضم إسرائيل المستوطنات ومنطقة غور الأردن في الضفة الغربية المحتلة. وتدعو إلى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، عاصمتها في ضواحي القدس الشرقية المحتلة.
وأكد العاروري أن “الضم إعلان حرب وهذا هو موقفنا شعبيا وسياسيا وميدانيا وعسكريا”.
وخرج آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة الأربعاء للتظاهر ضد مخطط الضم. كما شارك العشرات في مدينة رام الله حيث مقر القيادة الفلسطينية، بمظاهرة انتهت عند المدخل الشمالي للمدينة إذ جرت مواجهات بين شبان مشاركين فيها وجنود إسرائيليين عند حاجز عسكري في المكان.
ويستكمل نتنياهو مشاوراته مع المسؤولين الأمريكيين والقادة الأمنيين حول الضم الذي وصفه بأن “فرصة تاريخية” منحه إياها حليفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وبموجب الاتفاق الذي تشكلت على أساسه الحكومة الائتلافية في إسرائيل، حدد الأول من يوليو/تموز موعدا يمكن اعتبارا منه الإعلان عن آلية تنفيذ المخطط، لكن أي شيء في هذا الشأن لم يصدر بعد.
والتقى نتنياهو هذا الأسبوع في القدس المستشار الخاص لترامب آفي بيركوفيتش والسفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان للتشاور حول آلية تنفيذ المخطط. وقال رئيس الوزراء “ناقشت مسألة تطبيق السيادة التي نعمل عليها وسنواصل العمل في الأيام المقبلة”.
ويقول الباحث في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب دانييل شابيرو الذي شغل في الماضي منصب مبعوث الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى الشرق الأوسط، “يبدو أن جزءا من المناقشات مع الأمريكيين تتمحور حول المبادرة تجاه الفلسطينيين”.
ويرى السفير السابق أن جزءا من المحادثات يدور حول توسيع سلطة الفلسطينيين في المنطقتين أ: مناطق الضفة الغربية الواقعة تحت السيطرة الكاملة للسلطة الفلسطينية، وب :مناطق الضفة الغربية الواقعة تحت السيطرة الإدارية الفلسطينية والسيطرة الأمنية الإسرائيلية، وبناء المساكن، وغيرها من الأمور.
ويشير شابيرو إلى أن نتنياهو “يصعب عليه استيعاب هذا. هو يريد ضمّا أكثر اتساعا (…) لذلك أعتقد أن هناك توترا بينه وبين البيت الأبيض”. ويشير أيضا إلى سعي البيت الأبيض للحفاظ على توافق في الآراء بين نتانياهو ومنافسه السابق بيني غانتس، الأمر الذي يحد من خيارات رئيس الوزراء. وأبدى غانتس تحفظه على تنفيذ مخطط الضم، محذرا من التداعيات الإقليمية.
الأوبزرفر العربي