خبراء عسكريون: الجيش الليبي يدخل حرب مباشرة مع النظام التركي ومليشيات السراج
الانسحاب من قاعدة الوطية "تكتيك عسكري" لن يؤثر على مجريات المعارك
أكد خبراء عسكريون ليبيون أن انسحاب الجيش الليبي من قاعدة الوطية “تكتيك عسكري” لن يؤثر على مجريات المعارك، كما أن القوات بهذا الانسحاب دخلت حرب مباشرة مع النظام التركي ومليشيات حكومة السراج عقب ما وصفوه بـ”تكتيك الوطية”.
وأوضح الخبراء أن قاعدة الوطية لم تكن ذات أهمية عسكرية بالنسبة لمعارك طرابلس، وأن قوات الجيش الليبي كان عليها الانسحاب التكتيكي منها لتطوير الهجوم شرقا، والحفاظ على الجنود والأسلحة في تلك القاعدة.
وهاجمت مليشيات حكومة السراج، مدعومة بالمرتزقة السوريين وطيران النظام التركي المسير من طراز “anka”، الإثنين قاعدة الوطية الجوية غربي طرابلس.
واعتبر الجيش الوطني الليبي أن سيطرة المليشيات على قاعدة الوطية الجوية، قبض ريح ومحاولة لترويج انتصار وهمي ضمن “التكتيكات العسكرية المعروفة والمعتادة في الحروب”خاصة أنها ليست ذات أهمية عسكرية في الوقت الحالي”.
وقال العميد شرف الدين العلواني، الخبير العسكري الليبي، إن المعركة مابين الجيش الليبي وقوات النظام التركي دخلت تخطيطا وتكتيكا جديدا للحرب المباشرة مع تركيا ما استلزم تغييرا في الخطط ومنها ضرورة الانسحاب من قاعدة الوطية الجوية.
وأوضح العلواني، أن الجيش الليبي قرر الانسحاب الاختياري من قاعدة الوطية، لسببين، أولهما: الحفاظ علي أرواح المقاتلين خصوصا وهم بمنطقة صحراوية مفتوحة، والسبب الثاني: لضخ المجهود الحربي في محاور أخرى أهم من هذه القاعدة التي لا تزال تحت سيطرة نيران الجيش حال شكلت أي تهديد.
وأشار إلى أن “القاعدة” لم تكن في الوقت الحالي ذات أهمية عسكرية خاصة أنها معظم طائراتها من العقد الثامن من القرن الماضي، والجيش الليبي لديه قواعد أخرى أقرب للمحاور شرقي مصراتة وجنوب طرابلس مثل القواعد العسكرية بالجفرة وسرت ورأس لانوف وغيرها.
وقال الخبير العسكري إن الانسحاب التكتيكي للجيش الليبي هو”دهاء وحنكة من القيادة العامة بقيادة المشير خليفة حفتر”، مؤكدا أن” القاعدة في مناطق منقسم سكانها مابين مؤيد ضعيف للجيش الليبي وخونة وبينهم ضعاف النفوس والممولين من قبل تنظيم الإخونجية الإرهابي وتركيا”.
ونوه إلى أن الجيش الليبي لو قرر البقاء والاستماتة في الدفاع عن القاعدة كانت ستكون هذه هي”الهزيمة الفعلية” خاصة أنه لا يقاتل المليشيات بل يقاتل تركيا الاستعمارية.
وأضاف المحلل الليبي أن نتائج الانسحاب كانت إيجابية سواء للمقاتلين أو الطائرات وغرف العمليات والذخائر والمعدات التي تم ترحيلها لمكان آمن.
وأكد العلواني أن الجيش الليبي سيفاجئ الجميع بدهاء وتكتيك كبير جدا وقد تكون إحدى أكبر قواعد المليشيات الرئيسية في يد القوات المسلحة خلال وقت قصير.
ومن جانبه أكد المحلل العسكري الليبي محمد الترهوني أن قوات الجيش مستمرة في محاربة الإرهاب وأن الانسحاب من قاعدة الوطية لن تثنيها عن الاستمرار في تحرير البلاد.
وتابع “الترهوني” أن الجيش الليبي يسيطر على العديد من المرتكزات العسكرية والمعسكرات المهمة في قلب طرابلس ومحيط مصراتة وهذا هو الهدف الرئيسي من عملية طوفان الكرامة التي أطلقها الجيش.
وأشار إلى أن “الانسحاب التكتيكي” الذي تم تنفيذه كان ناجحا جدا وحافظ على قوات الجيش الليبي، لافتاً إلى أن الجيش مستمر في عملياته العسكرية وأن الشعب الليبي يدعمه في معركيته ضد الغزو التركي.
وذكر الترهوني أن المليشيات الإرهابية في عام 2014 اقتحمت معسكر الصاعقة في بنغازي ولكن تم القضاء عليها وطردها بالكامل من مدن الشرق والجنوب، وأن الجيش الليبي يدرك الخطط العسكرية لعمليات الانسحاب التكتيكي والمناورة.
ومن جانبه قال الخبير العسكري الليبي، العقيد علي سالم بن منصور، إن انسحاب الجيش الليبي من الوطية كان تكتيكيا عسكريا لم يؤثر على معارك القتال، حيث استطاع الجيش التوغل في قلب شوارع طرابلس.
وأضاف أن القوات المسلحة الليبية استطاعت التقدم في حي بوسليم الذي يبعد عن مقر المجلس الرئاسي للمليشيات أقل من 4 كيلو متر، وأن الساعات المقبلة ستشهد تقدمات أكثر نتيجة الدعم الذي وفره الانسحاب من قاعدة الوطية الجوية.
ولفت “بن منصور” إلى أن الجيش الليبي كان يستطيع الاحتفاظ بالقاعدة لعدة شهور أخرى، ولكن ما الفائدة من البقاء في أقصى الغرب بعدما توغلت قواته في شوارع العاصمة؟.
ويقول الجيش الليبي إن قواته قامت بمناورة تراجعية اختيارية، وهي كثيرة الحدوث في سياق المعارك من منطق ما يسمى بـ”التكيف التكتيكي” الذي يصاحب حالات المد والجزر في الأحداث، ويرتبط بالتغييرات التي قد تطرأ في موازين القوى العسكرية.
وأضاف أن ما حدث في الساعات الماضية في قاعدة الوطية كان دقيق وسري ومدروس بعناية من القيادة العامة للجيش وهذا ما تثبته الدلائل التي تقول إن المليشيات لم تجد في القاعدة غير منظومه دفاع جوي متضررة ومحطمه وعدد من طائرات الخردة التي تعود إلى عام 1980.
الأوبزرفر العربي