خبراء يحذرون من تداعيات لقاء أردوغان مع السراج في إسطنبول
التقى فايز السراج، الخميس، رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في إسطنبول، وذلك بعد انسحاب الأول من محادثات جنيف للسلام التي تعقد برعاية أممية.
وبحسب وسائل إعلام تركية، فإن أردوغان استقبل السراج في إسطنبول، وعقد معه اجتماعا مغلقا، وهو اللقاء الذي حذر مراقبون من تداعياته على عملية السلام المتعثرة في ليبيا.
وشدد خبيران ليبيان، على أن اللقاء سيسعى من خلاله السراج لطلب مزيد من الدعم التركي لمواجهة تقدمات الجيش الوطني الليبي، والبحث عن طرق جديدة لإيصال السلاح والمرتزقة من التركمان السوريين لطرابلس.
وقالت الرئاسة التركية، دون تفاصيل، الخميس، إن الاجتماع المغلق الذي عقد في قصر دولما بهجة على ضفاف البوسفور، لم يكن مدرجا ضمن جدول لقاءات أردوغان الرسمية.
وجاء اللقاء بعدما استأنفت محادثات السلام الليبية، الخميس، في جنيف بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في البلاد.
وقال المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة، إن محادثات اللجنة العسكرية الليبية المشتركة (5+5) في جنيف، أنجزت اتفاق تبادل للأسرى.
وأضاف سلامة في تصريحات صحفية أن محادثات جنيف أحرزت تقدما في مسألة إبعاد المعارك عن مناطق السكن، وأن موقف الأمم المتحدة يشدد على عدم توسيع رقعة القتال والخروقات في ليبيا.
وأشار سلامة إلى أن قرار استئناف مفاوضات جنيف كان ليبيا، مؤكدا أن البعثة الأممية تتابع الخروقات المتعلقة بتوريد الأسلحة، مشيرا إلى أن خروقات الهدنة تهدد مسار برلين حول ليبيا.
وكشف سلامة عن أن الوفدين الليبيين كانا يعملان على إعداد مسودة لوقف دائم لإطلاق النار، وآلية العقوبات المتفق بشأنها في مؤتمر برلين، على خرق حظر السلاح إلى ليبيا.
وتعليقا على لقاء السراج وأردوغان في إسطنبول، اعتبر الباحث السياسي الليبي عبدالله الخفيفي، زيارة السراج إلى تركيا أنها “مشبوهة”، وتهدف لأخذ التعليمات من الحاكم الفعلي لطرابلس، أردوغان.
وقال الخفيفي إن “السراج ذهب إلى تركيا لطلب المزيد من الدعم، خاصة أن الهدنة منهارة، والجيش الليبي سيرد في أي وقت على خروقات إطلاق النار، وسيواصل تقدمه باتجاه طرابلس”.
وطالب الباحث الليبي المجتمع الدولي بأن يفي بتعهداته تجاه الخرق التركي المستمر لحظر التسليح المفروض على ليبيا، واستمرار إرسال المرتزقة والإرهابيين الأجانب إلى طرابلس.
من جانبه، أكد محمد الترهوني المحلل السياسي والعسكري الليبي أن زيارة السراج لأردوغان ستتضمن البحث عن طرق بديلة لتهريب السلاح بعد محاصرة الجيش الليبي للطرق التقليدية.
وأضاف أن أردوغان مشغول بمعاركه في تركيا، ولكن ذلك لا يؤثر على إرساله للإرهابيين والمليشيات لطرابلس.
وأشار الترهوني إلى أن قرار السراج بتعليق المحادثات العسكرية والعودة للمشاركة فيها سريعا جاء بأوامر تركية نتيجة إدراك تركيا صعوبة المعركة في طرابلس، مع الدعم القبلي المتزايد للجيش الليبي، وسقوط كثير من المرتزقة السوريين، وفرار بعضهم إلى أوروبا.
وأعلنت حكومة السراج، مساء الثلاثاء، تعليق مشاركتها في المحادثات العسكرية في جنيف، بعد فضح الدعم التركي لها.
واستهدف الجيش الليبي، الثلاثاء، مخزن ذخيرة للمليشيات وصلت حديثا إلى ميناء طرابلس، بالتزامن مع زيارة هي الأولى للسفير الأمريكي إلى ليبيا ريتشارد نورلاند.
وبحسب اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي، فإن العملية دفاعية لحرمان المليشيات الإرهابية من الحصول على أسلحة متطورة.
وأكد السفير الأمريكي لدى ليبيا ريتشارد نورلاند في لقائه مع المشير حفتر في بنغازي، أهمية التزام الأطراف المشاركة في مؤتمر برلين بـ”حظر الأسلحة المفروض على ليبيا”.
وصبيحة إعلان وفد حكومة السراج تعليق مشاركته في المحادثات العسكرية، الأربعاء، وصل القائد العام للجيش الليبي إلى موسكو، حيث التقى وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو، واتفق الطرفان على أنه لا بديل للتسوية السياسية في ليبيا.
وكان المبعوث الأممي إلى ليبيا غسان سلامة أشار إلى أن عمليات توريد السلاح لا تزال مستمرة بخلاف تدفق المرتزقة الأجانب، وتم تسجيل نحو 150 خرقا منذ 12 يناير/كانون الثاني الماضي.
ولا تزال المليشيات ومرتزقة تركيا التابعة لحكومة السراج بطرابلس مستمرة في خرق الهدنة واستهداف المدنيين وإطلاق القذائف العشوائية، ما يدفع قوات الجيش الليبي للتصدي لها.
وتستغل تركيا الفقراء في إدلب السورية لتجنيد المرتزقة والدفع بهم إلى ليبيا، مع تدريبهم على حروب الشوارع والعصابات، لإنهاك الجيش الوطني الليبي، بحسب تقارير إعلامية ومحللين.
من جانبه، أكد الجيش الليبي موقفه من حقه في الدفاع عن التراب الليبي، وأنه لا سلام ولا استقرار مع وجود القوات الأجنبية في ليبيا، كما أن القوات المسلحة الليبية تحتفظ بالحق الكامل في الرد على خروقات لوقف النار.
وخولت القبائل والنخب الليبية، في بيانها الختامي للقائها بترهونة، الخميس، القوات المسلحة بالبدء بسرعة حسم المعركة والقضاء على المليشيات، مع التأكيد على مقاومة كافة أشكال الغزو الخارجي وفي مقدمتها الغزو التركي.
وشدد المجتمعون على عدم قبول أي حوار أو هدنة قبل خروج كافة الإرهابيين والمرتزقة من ليبيا، ورفع قضايا دولية ضد الدول التي صنعت الفوضى وعدم الاستقرار في ليبيا وعلى رأسها قطر وتركيا.