خلال استقباله المنفي… السيسي يؤكد دعم القاهرة لمصالح ليبيا وإرادة شعبها
أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال استقباله محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي الليبي، اليوم الثلاثاء، دعم بلاده الكامل لكل ما من شأنه أن يحقق المصلحة العليا في ليبيا، ويُفعل الإرادة الحرة لشعبها، ويحافظ على وحدة وسيادة أراضيها.
من جانبه، ثمّن رئيس المجلس الرئاسي الليبي، الدور المصري الحيوي وجهودها الحثيثة والصادقة لاستعادة الأمن والاستقرار في ليبيا، وتوحيد مؤسسات الدولة، خاصة المؤسسة العسكرية المتمثلة في الجيش الوطني الليبي، وذلك بالتكامل مع جهود لجنة “5+5” المتعلقة بالمسار العسكري للأزمة الليبية.
وعرض المنفي مجمل الوضع السياسي الداخلي الحالي في ليبيا، حيث تم التوافق على تكثيف التشاور والتنسيق بين الجانبين خلال الفترة المقبلة لمتابعة مستجدات العملية السياسية والإجراءات الخاصة بإدارة المرحلة الانتقالية، بما يساعد على استعادة استقرار ليبيا وتوحيد مؤسساتها، ولتكون للشعب الليبي السيطرة الكاملة على مقدرات بلاده.
والتقى المنفي خلال زيارته مع عدد من كبار المسؤولين المصريين لبحث ملفات التعاون والاستعدادات الجارية لإجراء الانتخابات.
وتأتي الزيارة وسط غموض حول إجراء العملية الانتخابية في ليبيا، وبالتزامن مع أنباء تفيد أن البرلمان الليبي سيعلن تأجيل الانتخابات لمدة تتراوح بين 3 و6 أشهر.
تأجيل الانتخابات
وأعلن رئيس المفوضية العليا للانتخابات عماد السايح، في تصريحات إعلامية، أنه في حال تأجيل الانتخابات، فإن مجلس النواب هو المؤسسة التي ستعلن عن ذلك وليس المفوضية، لأنها لا تملك الاختصاص، مضيفا أن من أصدر أمر التنفيذ هو من يصدر أمر الإيقاف، وهو من يقرر يوم الاقتراع والتأجيل.
وجاءت هذه التطورات بعدما أعلنت اللجنة البرلمانية المكلفة بمتابعة العملية الانتخابية عن استلامها التقارير المطلوبة من الجهات المعنية حول الانتخابات، وعلى رأسها تقرير المفوضية العليا للانتخابات، وقالت إنها ستقوم بفحصها، ثم رفع توصياتها إلى البرلمان.
تهديد الميليشيات
وتعثرت الاستعدادات للانتخابات في ليبيا، بسبب نزاعات قانونية حول أهلية بعض المترشحين الأوفر حظا، وهم سيف الإسلام القذافي والمشير خليفة حفتر وعبد الحميد الدبيبة، كما سيطرت الأجواء المتوترة على الميدان بعد تهديد ميليشيات مسلّحة بمنع الانتخابات، ما أثار مخاوف من إمكانية أن يؤدي إجراؤها إلى ضرب الاستقرار وتهديد عملية السلام في البلاد.
مصافحة لافتة بين المرشحين للرئاسة الليبية
من جهة أخرى، شهدت مدينة بنغازي شرقي ليبيا، الثلاثاء، مصافحة لافتة بين المرشحين الرئاسيين المشير خلفية حفتر وفتحي باشاغا، في خطوة يأمل الليبيون أن تساعد في إنهاء الفوضى التي تغرق فيها البلاد منذ أكثر من عقد.
وكان حفتر، الذي علق مهامه العسكرية في قيادة الجيش الوطني الليبي للتفرغ للانتخابات الرئاسية، ووزير الداخلية في حكومة طرابلس السابقة، فتحي باشاغا، على طرفي نقيض طوال سنوات.
خطوة متقدمة
ولذلك، ينظر إلى لقائهما الذي تم في بنغازي على أنه خطوة متقدمة للغاية على طريق المصالحة والوحدة في ليبيا.
وشارك في اللقاء أيضا، المرشح الرئاسي الثالث، أحمد معيتيق، الذي كان على خلاف على حفتر لكونه جزءا من حكومة الغرب في ليبيا.
ولم تكن تلك الحكومة تعترف بالجيش الوطني ولا الحكومة الليبية المؤقتة التي كان يتزعمها عبد الله الثني، قبل تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في وقت سابق من العام الجاري.
ومع ذلك، تعد علاقة الرجلين أفضل مع بعضهما البعض، مقارنة بعلاقة حفتر وباشاغا التي سادها التوتر، فسبق أن أبرما اتفاقات، مثل اتفاق إنتاج النفط العام الماضي.
وقال مكتب إعلام قيادة الجيش الليبي إن المشير حفتر التقى مجموعة من المرشحين الرئاسيين، ضمت بالإضافة إلى باشاغا ومعيتيق وعارف النايض وعبد المجيد سيف النصر والشريف الوافي.
وتأتي أهمية هذا اللقاء، لكونه يأتي قبل أيام من موعد الانتخابات الرئاسية في ليبيا، المقررة في 24 ديسمبر الجاري، لكن شكوكا كثيرا تحوم حول إمكانية إجرائها، وسط تزايد الحديث عن احتمال تأجيلها إلى فبراير المقبل.