داعش الإرهابي يعود إلى واجهة المشهد في أفغانستان
وذكرت وزارة الداخلية الأفغانية، الأحد، أن انتحاريا قتل 63 شخصا وأصاب 182 آخرين، في هجوم علىقاعة زفاف مزدحمة في المدينة.
وجاء الهجوم الدموي في وقت بلغت المفاوضات بين حركة طالبان والولايات المتحدة مراحل مهمة، وقد تسفر عن اتفاق وشيك يمنح الحركة حرية العمل السياسي ضمن اتفاق سلام، ويضمن لواشنطن استتباب الأوضاع الأمنية قبل سحب جنودها من هذا البلد.
واعتبر الخبير في شؤون الجماعات الإرهابية أشرف فرغلي، أن قيام داعش بتنفيذ هذه العملية في هذا التوقيت “محاولة لإغراء مقاتلي طالبان المحتجين على التفاوض من أجل الانضمام إلى داعش”.
وأشار إلى أن هناك العديد من المقاتلين لا يقبلون بالتفاوض مع الولايات المتحدة، ويتخذون موقفا متشددا.
ونقل عن سهراب قادري عضو المجلس الإقليمي في مقاطعة نانجرهار على الحدود مع باكستان، قوله: “إنها فرصة كبيرة لداعش لتجنيد مقاتلين من طالبان، ولا شك أن العديد من مقاتلي طالبان سينضمون بسعادة”.
وبحسب قادري، فإن العديد من المقاتلين في صفوف طالبان لا يشعرون بالأمان من فكرة العودة إلى الحياة الطبيعية وربما قد يواجهون الانتقام، بينما ستوفر لهم داعش “فرصة لمواصلة القتال ضد أولئك الذين يرون أنهم كفار”.
وبينما تقدر الاستخبارات الأميركية عدد عناصر “داعش” في أفغانستان بما لا يزيد عن ألفي شخص، فإن هذا التنظيم يكتسب قوة مع الوقت، ويشكل قلقا متناميا من قدرته على جذب عناصر من طالبان.
وكان صديق صديق المتحدث باسم الرئيس الأفغاني أشرف غني، قد أوضح في تصريحات سابقة أن “معظم داعش هم من طالبان السابقين، وقد يكون هناك احتمال لانضمام المزيد من طالبان”.
خطر داعش
وتعتبر الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق مع طالبان خطوة أساسية لإنهاء الصراع في أفغانستان، بما يمكنها من سحب جنودها من هذا البلد بعد مهمة استغرقت نحو 20 عاما.
وقال المبعوث الأميركي إلى أفغانستان زلماي خليل زادة إن التوصل إلى اتفاق مع طالبان قد يمكّن الحكومة الأفغانية من محاربة التهديد الذي يشكله “داعش” بشكل أفضل.
لكنه أشار في الوقت نفسه إلى أن المهمة ليست سهلة في بلد يعاني الانقسامات والحروب.
ويقول الخبير الأفغاني في شؤون الجماعات المسلحة أبوبكر صديق، إن “داعش” وجد فرصة سانحة مع تراجع تنظيم القاعدة، ووجود هذا التنظيم أصبح يشكل خطرا كبيرا على مستقبل البلاد.
واعتبر أن تنفيذ “داعش” للهجوم الدموي يهدف إلى خلط الأوراق و”ضرب جهود التفاوض السياسي الحالية”.
وسيتعين على حركة طالبان إذا ما توصلت إلى اتفاق مع واشنطن، أن تسهم بكل قوة في مواجهة “داعش”، لكن الانقسامات داخل الحركة والفكر المتطرف قد يعرقل هذه الجهود.
وأشار الرئيس الأفغاني إلى ذلك عندما قال إن حركة طالبان تتحمل اللوم في هذا الهجوم، كونها “توفر منصة للإرهابيين”.
ويقول الصديق إنه “في ظل الفوضى الحاصلة والانقسامات لا نعرف من يستخدم الآخر.. طالبان أم داعش”.