دخول آلاف المتظاهرين الي مطار هونغ كونغ وإلغاء جميع الرحلات
45 شخصاً أصيبوا بجروح جراء المواجهات
ألغيت جميع الرحلات الاثنين في مطار هونغ كونغ بعدما دخل آلاف المتظاهرين قاعة الوصول للتنديد بعنف الشرطة ضد المحتجين الذين يقومون بحركة تعبئة غير مسبوقة في المستعمرة البريطانية السابقة.
وجاء إغلاق ثامن مطار في العالم من حيث حركة السفر والمعروف بفاعليته، في خطوة قلما تحصل في هونغ كونغ، فيما صعدت الصين خطابها إزاء المتظاهرين المطالبين بالديموقراطية قائلة انها ترى في تحركهم مؤشرات على “إرهاب”.
ودخلت حشود من المتظاهرين، بلغ عددهم خمسة آلاف شخص وفق الشرطة، إلى مطار هونغ كونغ الاثنين رافعين لافتات ومرددين شعارات منددة بالعنف الذي مارسته الشرطة في التظاهرات السابقة.
وتجري التظاهرات في المطار منذ ثلاثة أيام، لكن إدارة المطار أشارت إلى أن تظاهرة الاثنين تسببت بفوضى كبيرة.
وجاء في بيان إدارة المطار الاثنين “تعطلت العمليات في مطار هونغ كونغ الدولي بشكل كبير بسبب التجمعات العامة في المطار اليوم”.
وأكدت “باستثناء الرحلات المغادرة التي انتهى تسجيل دخول المسافرين إليها وتلك الواصلة التي هي في طريقها أصلاً إلى هونغ كونغ، ألغيت كل الرحلات لبقية هذا اليوم”.
وحذرت من أن حركة المرور إلى المطار تشهد “ازدحاماً شديداً” ومواقفها الخاصة للسيارات ممتلئة.
وتابعت “ننصح الناس بعدم القدوم إلى المطار”.
وتردد مراراً عبر مكبرات الصوت في المطار للمسافرين “جميع الرحلات ألغيت، رجاء غادروا بأسرع ما يمكن”
وهذا قرار شديد الأهمية بالنسبة لمطار هونغ كونغ المعروف دولياً بمدى فعاليته، وكان في عام 2018 ثامن مطارات العالم من حيث عدد الزيارات مع 74 مليون مسافر.
-إصابات خطيرة-
ورفع المتظاهرون الاثنين في المطار لافتات كتب عليها “هونغ كونغ ليست آمنة” و”عار على الشرطة”.
وهم يحتجون على استخدام الشرطة أساليب عنيفة وغير متناسبة بشكل متزايد لقمع التظاهرات.
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع داخل محطات المترو والشوارع التجارية المكتظة خلال مواجهات مع متظاهرين تجمعوا في عشرات المواقع في المدينة.
وخلال يومي السبت والأحد، رد المتظاهرون عبر إلقاء الحجارة على شرطة مكافحة الشغب، ورشهم بمطافئ الحرائق وخراطيم المياه.
وأبدى المتظاهرون كذلك غضبهم من ارتداء عناصر الشرطة القمصان السود الخاصة بالمتظاهرين بهدف اختراق الاحتجاجات والقيام بعمليات توقيف مفاجئة وعنيفة.
وقال مسؤول حكومي إن 45 شخصاً أصيبوا بجروح جراء المواجهات، بينهم اثنان بحالة حرجة.
ومن بينهم امرأة أصيبت بجرح خطير بالوجه بعد تعرضها لرصاص مطاطي، وتشير شائعات إلى أنها فقدت بصرها بسبب الإصابة.
وانتشرت صور للمرأة ملقاة على الأرض والدماء تنزف من وجهها، بسرعة بين المحتجين ورفعت صورتها أيضاً على لافتات داعية لتظاهرات جديدة.
-“أكثر خطورة”-
وفي المطار، ارتدى العديد من المتظاهرين ضمادة على أعينهم تضامناً مع المرأة.
وقالت متظاهرة بالغة 22 عاماً قدمت نفسها باسم عائلتها شان “التظاهرات باتت أكثر خطورة، لكن إذا توقفنا عن التحرك في هذه المرحلة فأن مستقبلنا سيصبح أكثر خطورة وسنخسر حرياتنا”.
وكان ذلك الأسبوع العاشر للتوالي لتظاهرات هونغ كونغ التي بدأت احتجاجاً على مشروع قانون يسمح بتسليم مطلوبين إلى الصين.
وبعد شهرين اتسعت مطالب المحتجين إلى إصلاح ديموقراطي ووقف تراجع الحريات.
وفي بكين، نددت السلطات بالمتظاهرين العنيفين الذين قاموا برمي زجاجات حارقة على عناصر الشرطة، واعتبرت بأن في ذلك مؤشرات على “إرهاب”.
وقال المتحدث باسم مجلس شؤون هونغ كونغ وماكاو يانغ غوانغ في مؤتمر صحافي في بكين “استخدم المتظاهرون المتطرفون في هونغ كونغ مراراً أدوات شديدة الخطورة للهجوم على عناصر الشرطة، ما يشكل أساساً جريمة عنيفة وخطيرة، لكن أيضاً يعدّ أولى المؤشرات على إرهاب متصاعد”.
ورأى المتحدث أن في ذلك “تخطٍ عنيف لحكم القانون والنظام الاجتماعي في هونغ كونغ”.
وتشكل هذه التطورات تصعيداً إضافياً في الأزمة المستمرة منذ 10 أسابيع التي باتت التحدي الأبرز للحكم الصيني في المدينة منذ تسلمها من بريطانيا عام 1997. واستدعى هذا التحدي انتقادات متكررة من الصين التي لم تقم بعد باتخاذ أي إجراء فعلي.
وفرضت هيئة تنظيم الطيران المدني الصينية الجمعة قواعد جديدة على شركة طيران هونغ كونغ “كاثاي باسيفيك”، تفرض عليها تقديم بيانات عن موظفيها العاملين على متن الرحلات المتوجهة إلى الصين القارية أو العابرة للمجال الجوي الصيني.
وحذرت الشركة موظفيها الاثنين، بعد ضغط بكين، بأنها قد تفصلهم إذا “دعموا أو شاركوا بالتظاهرات غير القانونية” في المدينة.