دراسة تؤكد ازدهار العلاقات التركية مع إسرائيل
رغم التوتر السابق الذي شهدته العلاقات السياسية بين إسرائيل وتركيا، فقد ازدهرت وتطورت تجارتهما المتبادلة في السنوات الأخيرة، وتميزت بفائضٍ تركي، بحسب ما كشفت عنه دراسة إسرائيلية جديدة صادرة عن مركز أبحاث الأمن القومي التابع لجامعة تل أبيب.
وأوضحت الدراسة التي نُشِرت على موقع مركز الدراسات الإسرائيلي، إلى أنّه وفق المعطيات الرسميّة في إسرائيل فإنّه تمّ تصدير ثلثي التجارة المتبادلة من تركيا لإسرائيل، وفي 2019 زارها نصف مليون سائح إسرائيلي، وهو رقم مشابه للرقم المسجل قبل أحداث سفينة مرمرة في 2010.
العلاقات التجارية
وأكدت الدراسة، إنّه خلال فترة الأزمة الاقتصادية في تركيا، ازدادت أهمية وقيمة العلاقات الإسرائيلية بنظر الأتراك، ويرى الإسرائيليون أنّه يمكن اعتبار العلاقات التجارية بين أنقرة وتل أبيب مكونًا مهمًا في علاقاتهما، ما حال دون انقطاع تام بينهما طوال سنوات أزمتهما، وقد تكون بمثابة أساس لتحسين علاقاتهما.
الدراسة شددت على أنّه “منذ عام 2018 لم يكن هناك تمثيل دبلوماسي كبير في البلدين بسبب القرار التركي، ردًا على نقل السفارة الأمريكية للقدس المحتلة، والاشتباكات بين غزة وقوات الاحتلال على السياج الحدودي، لذلك لم تعد أنقرة سفيرها لإسرائيل، فيما أمرت السفير الإسرائيلي في أنقرة بالعودة لإسرائيل للتشاور، وفي أواخر كانون الأول (ديسمبر) 2020، أعلن رئيس النظام التركي أنّه مهتم بتحسين العلاقات مع إسرائيل، لكنّه أكد أنّ القضية الفلسطينية خط أحمر بالنسبة لتركيا”.
إعادة السفراء
ومضت الدراسة قائلةً إنّه في الوقت عينه، وعندما بدأت إجراءات إعادة السفراء بين أنقرة وتل أبيب، فقد اندلع العدوان على غزة في مايو، وأطلق أردوغان جملة رسائل معادية لإسرائيل، ولكن بعد أسابيع، في حزيران (يونيو) 2021، جرت أول محادثة بين أردوغان والرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، وأرسلت تركيا لإسرائيل ملحقًا ثقافيًا لأوّل مرّةٍ منذ عقد، وردت الأخيرة بتردد على هذه الإشارات، لأنه لم يكن واضحًا لأي مدى كانت الرغبة التركية الضمنية بفتح صفحة جديدة في العلاقات، وما إذا كانت مجرد محاولة لتخريب العلاقة الوثيقة بين إسرائيل واليونان وقبرص.
بجانب الجوانب الإيجابية، أوضحت الدراسة، أنّ هناك العديد من نقاط الاحتكاك بين أنقرة وتل أبيب، ومنها الدعم التركي لحركة حماس، حيث أصبحت إسطنبول أحد أهم المراكز الإقليمية لدى حماس، وتتهم إسرائيل أردوغان بالسماح بحرية عمل أكثر من اللازم لأعضاء حماس العاملين في بلاده.
ونقطة الخلاف الثانية بين البلديْن، تتمثل بالنشاط التركيّ في شرقي القدس، من حيث ترميم المواقع التاريخية، وفتح المؤسسات الثقافية، والمزيد من النشاط السياسي، كجزء من محاولة أوسع للتأثير على الرأي في الوطن العربيّ، على حدّ قول الدراسة.
جديرٌ بالذكر أنّ تل أبيب اشترطت عودة العلاقات مع أنقرة بأنْ تقوم الأخيرة بطرد نشطاء حركة حماس من الأراضي التركيّة، وقطع أيّ اتصالٍ مع حركة المقاومة الإسلاميّة، وهو الشرط الذي ترفضه حركة حماس، ولكن تصريحات المسؤولين في أنقرة لم تقطع الشكّ باليقين، ولم يُعلِنوا عن موقفهم الرسميّ من الشرط الإسرائيليّ، الذي إذا تمّ تنفيذه من قبل أنقرة فإنّه سيؤدّي لفقدان تركيّا علاقات الصداقة الوطيدة مع حركة حماس، وعلى نحوٍ خاصٍّ في قطاع غزّة.
يُشار إلى أنّ إسرائيل تزعم أنّ حماس تقوم بتخطيط العمليات العسكريّة ضدّ الاحتلال من الأراضي التركيّة، وأنّها تعمل أيضًا من هناك على إعادة بناء قوّتها العسكريّة في الضفّة الغربيّة المُحتلّة، وهي المزاعم التي لم تؤكّد على أرض الواقع.