دلالات الإفراج عن المسؤولين في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي من السجون الليبية
قبل أيام، أطلقت السلطات الليبية سراح 3 من المسؤولين وأعمدة نظام الزعيم الراحل معمر القذافي من السجون، وهم نجله الساعدي القذافي الذي كان قائدا للقوات الخاصة الليبية، ومدير مكتبة معلوماته أحمد رمضان إلى جانب ناجي حرير القذافي، القيادي الأمني البارز فترة حكم القذافي، وهي شخصيات لا تزال مهمة لدى أنصار النظام السابق والقبائل الموزعين على كافة المدن الليبية، وتحظى بالثقة والاحترام.
أنباء الإفراج عن رجالات الزعيم الراحل معمر القذافي في ليبيا تتواتر بشكل سريع، لتثير تساؤلات حول التأثير المحتمل لهذه الخطوة على عملية المصالحة التي أطلقها المجلس الرئاسي وعلى المشهد السياسي بشكل عام، قبيل انتخابات مرتقبة بعد 3 أشهر ونصف.
خطوة صحيحة
ومن المتوقع أن تشمل الإفراجات كذلك، مدير المخابرات الليبية السابق عبدالله السنوسي و عبدالله منصور أحد أبرز وجوه النظام السياسي في ليبيا، حيث تولّى خلال المرحلة الأخيرة من حكم العقيد، منصب مدير الأمن الداخلي.
وتعليقا على ذلك، اعتبر عضو المجلس الأعلى للقبائل والمدن الموالية للنظام السابق، أشرف عبد الفتاح في تصريح مع وسائل الاعلام، أن إطلاق سراح رموز القذافي والسجناء السياسيين، “خطوة أولى صحيحة تصبّ في اتجاه تعزيز المصالحة الوطنية وإرساء السلام في ليبيا، قبل الانتخابات”.
إثبات حسن النوايا
كما اعتبر أنه “لا يمكن تنظيم الانتخابات أو التقدم نحوها دون تحقيق مصالحة وإثبات حسن النوايا وإطفاء الخلافات ورتق النسيج الاجتماعي”.
أما بخصوص عودتهم إلى المشهد العام، فتوقع أن يتم التعويل عليهم في المرحلة الحالية في عملية المصالحة، نظرا لوزن تلك الشخصيات في مناطقها ولدى القبائل، على غرار أحمد رمضان الذي يحظى بشعبية واحترام كبير داخل منطقة الأصابعة، مسقط رأسه، الذي قد يلعب دورا بارزا في تنشيط المصالحات القبلية القبلية و إنهائها واحتوائها وإعادة التماسك الاجتماعي لهذه المنطقة، التي تعيش على وقع خلافات وانقسام بين قبائلها، بين من يناصر النظام السابق ومن يدعم ثورة فبراير، وهو ما خلق قطيعة بينهما.
وفيما يخص إمكانية مشاركتهم في الحياة السياسية في الفترة المقبلة، رجح عودة قيادات ورموز القذافي إلى النشاط السياسي من بوابة البرلمان، عبر المشاركة في الانتخابات، خاصة في ظل وجود إجماع لدى أنصار للنظام السابق ورجالاته وأعيانه، لترشيح سيف الإسلام القذافي إلى الانتخابات الرئاسية ودعمه للفوز بها.
سيف الإسلام
لكن المحلل السياسي محمد الرعيش، استبعد عودتهم إلى الحياة السياسية، باستثناء نجل القذافي سيف الإسلام، الذي أبدى رغبته في خوض غمار الانتخابات، خلال لقاء أجرته معه صحيفة “نيويورك تايمز” نهاية شهر جويلية، ويشير أنصاره إلى أنه قدم ترشحه رسميا.
وأوضح، أن رجالات نظام القذافي الذين أخلت سبيلهم حكومة الوفاق السابقة لدواع صحيّة، على غرار البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء، ومدير الأمن الخارجي بوزيد دوردة، وكذلك مدير الأمن الوطني ميلاد دامان وعدد من الضباط، اختفوا عن الأنظار،” متوقعا أن يسير، المفرج عنهم حديثا أو الذين سيتم الإفراج عنهم في المرحلة المقبلة، على منوالهم، وينسحبوا نهائيا من المشهد العام.
كما لم يستعبد حيث وجود صفقة بينهم وبين ثوار فبراير، قضت بالإفراج عنهم مقابل عدم عودتهم إلى النشاط السياسي.
لكن الرعيش، رأى أن التيار الموالي للنظام السابق سيكون له حضور لافت ووازن في المشهد السياسي القادم في ليبيا، في ظل انفتاح جميع الأطراف الداخلية والدولية على فكرة عدم إقصائهم وإشراكهم في عملية المصالحة التسوية السياسية، وآخرها مدينة مصراتة.
إلى ذلك، توقع أن يعود أنصار النظام السابق رسميا إلى السلطة، عبر الانتخابات البرلمانية والبلدية القادمة، من خلال مشاركة وجوه جديدة يمثلون أعيان وممثلي القبائل، الذين دفعوا مؤخرا المواطنين، للتسجيل بكثافة في الانتخابات من أجل ضمان مشاركتهم في التصويت.