دول العالم تستعد للمتحورة الجديدة من كوفيد-19 “أوميكرون”
جنوب إفريقيا تقول أن بعض القادة يبحثون عن كبش فداء لحلّ مشكلة عالميّة
اتفقت دول الاتحاد الأوروبي في وقت متأخر من بعد ظهر الجمعة، على حظر السفر الجوي من 7 دول إفريقية، بسبب ظهور المتحورة الجديدة لكوفيد-19، وأطلق عليها اسم “أوميكرون“.
وكتب المتحدث باسم المفوضية الأوروبية إريك مامر على تويتر، إن الدول الأعضاء توافقت على الإسراع في فرض قيود على كافة الرحلات إلى الاتحاد الأوروبي القادمة من بوتسوانا، وإسواتيني، وليسوتو، وموزمبيق، وناميبيا، وجنوب إفريقيا، وزيمبابوي، على أن تشمل هذه القيود تعليق الرحلات الجوية.
وعبر حسابه في تويتر، قال وزير الصحة البريطاني ساجد جافيد: “هناك حاجة لمزيد من البيانات لكننا نتخذ الاحتياطات الآن”.
وأضاف: “ستتم إضافة 6 دول إفريقية إلى القائمة الحمراء، وحظر الرحلات الجوية مؤقتاً، ويجب على المسافرين في المملكة المتحدة الالتزام بتطبيق الحجر الصحي”.
الولايات المتحدة على خطى أوروبا
وفي الولايات المتحدة، اعتباراً من الاثنين، سيمنع الأفراد الآتون من جنوب إفريقيا وبوتسوانا وزيمبابوي وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وموزمبيق ومالاوي من دخول الأراضي الأميركية، بحسب مسؤول كبير لفت إلى أن هذا القرار يستثني المواطنين الأميركيين ومن يحملون إقامة دائمة في الولايات المتحدة.
وأوضح المسؤول الأميركي أن “هذا الإجراء يأتي انسجاماً مع مبدأ الوقاية، مشيراً إلى أن العلماء ومسؤولي الصحة العامة يعملون سريعاً للحصول على مزيد من المعلومات حول المتحور.
أستراليا ستفرض حجراً صحياً لمدة 14 يوماً
وفي أستراليا، قال وزير الصحة الأسترالي جريج هانت السبت، إن بلاده ستفرض حجراً صحياً لمدة 14 يوماً على المواطنين القادمين من 9 دول في جنوب القارة الإفريقية، وعائلاتهم بسبب سلالة فيروس كورونا الجديدة “أوميكرون”.
وأضاف هانت في إفادة صحافية، أن “أي شخص ليس مواطناً أسترالياً أو من يعولهم، وكان موجوداً في الدول الإفريقية التي تم فيها اكتشاف سلالة (أوميكرون) خلال الأربعة عشر يوماً الماضية لن يتمكن من دخول أستراليا”.
وفي الشرق الأوسط، ذكرت وكالة أنباء الإمارات، أن البلاد قررت تعليق دخول القادمين من جنوب إفريقيا، وبوتسوانا، وموزامبيق، وزيمبابوي، وليسوتو، وناميبيا، وإسواتيني، وذلك اعتباراً من 29 نوفمبر، بسبب مخاوف من السلالة المتحورة الجديدة من كورونا.
يبحثون عن كبش
أعرب وزير الصحّة في جنوب إفريقيا عن أسفه للقرار “غير المبرّر” الذي اتّخذته الجمعة دول عدّة، ويتمثّل بحظر دخول مسافرين من جنوب إفريقيا إلى أراضيها بعد اكتشاف متحوّر أوميكرون.
وقال وزير الصحّة الجنوب إفريقي جو فاهلا في مؤتمر صحافي، إنّ “بعض ردود الفعل غير مبرّرة.. بعض القادة يبحثون عن كبش فداء لحلّ مشكلة عالميّة”.
ولم يسبق لأيّ متحوّرة جديدة أن أثارت هذا القدر من القلق حول العالم، منذ ظهور المتحوّرة دلتا.
واعتبرت جنوب إفريقيا أنّ الإجراءات “الصارمة” التي اتّخذها عدد من الدول وتؤثّر على الاقتصاد والسياحة، يُمكن أن تدفع البلدان إلى عدم الإبلاغ عن اكتشاف أيّ متحوّرات مستقبليّة، خشية التعرّض لإجراءات عقابيّة مماثلة.
وردًا على قرارات عدد من الدول فرض قيود على السفر، قالت وزيرة خارجيّة جنوب إفريقيا ناليدي باندور في بيان: “قلقنا الفوري هو الضّرر الذي سيُلحقه هذا القرار بالصناعات السياحيّة والشركات”.
الصحة العالمية
وعقدت منظمة الصحة العالمية اجتماعاً الجمعة في جنيف، وقال المتحدث باسم المنظمة كريستيان ليندماير إن الخبراء يناقشون المخاطر التي تشكلها سلالة أوميكرون.
وبالنسبة للفترة الحالية، حذرت المنظمة من القيود المفروضة على السفر. وقال ليندماير في إفادة صحافية في جنيف: “في هذه المرحلة، نحذر من فرض إجراءات تتعلق بالسفر، وتوصي منظمة الصحة العالمية بأن تستمر الدول في تطبيق نهج علمي يستند لتقييم المخاطر عند تطبيق القيود”.
وأضاف أنه تم تسجيل نحو 100 تسلسل للمتحور الجديد وأن التحليل المبكر يظهر أن له “عدداً كبيراً من الطفرات” مما يستدعي المزيد من الدراسات.
فات الأوان
ذكر الخبير في علم الأوبئة بهونج كونج بن كاولينج، أنه يعتقد أنه فات أوان تشديد قيود السفر.
وقال بن كاولينج من جامعة هونج كونج: “أعتقد أنه يتعين علينا أن نقر بأن هذا الفيروس موجود في أماكن أخرى في الأغلب. لذلك إذا أغلقنا الأبواب الآن فربما يكون قد فات الأوان”.
واكتشفت السلالة الجديدة في هونج كونج وبوتسوانا حسبما ذكرت وكالة الأمن الصحي البريطانية.
وكانت بريطانيا ودول أوروبية أخرى بدأت بالفعل في توسيع نطاق تقديم جرعات معززة من لقاحات كورونا وتشديد قيود المكافحة مع اجتياح موجة رابعة من الجائحة القارة، وتفشي السلالة دلتا. وأعلن الكثير من البلدان الأوروبية تسجيل زيادة قياسية في الإصابات.
وتأتي الموجة الجديدة مع بدء موسم الشتاء في أوروبا والولايات المتحدة، وبدء تجمع مزيد من الناس في أماكن مغلقة قبل موسم عيد الميلاد، الأمر الذي يوفر بيئة خصبة لانتشار العدوى.
وفرضت إيطاليا الجمعة حظراً على دخول من زاروا دول جنوب القارة الإفريقية خلال الأربعة عشر يوماً الماضية. وفي ألمانيا قال مصدر بوزارة الصحة إن البلاد ستعلن أن جنوب إفريقيا “منطقة سلالة متحورة”. وأوقفت فرنسا كل الرحلات من جنوب إفريقيا لمدة 48 ساعة. وستحظر البحرين وكرواتيا الرحلات الآتية من بعض الدول.
وأصدرت الهند مذكرة إرشادية لجميع الولايات باختبار وفحص المسافرين الآتين من جنوب إفريقيا ودول أخرى “محل خطر”، في حين شددت اليابان القيود بالنسبة للقادمين من جنوب إفريقيا و5 بلدان إفريقية أخرى.
ويجتاح فيروس كورونا العالم منذ عامين بعد رصده لأول مرة في وسط الصين، وأصاب نحو 260 مليون شخص وأودى بحياة 5.4 مليون في أنحاء العالم.
أعلنت شركة “نوفافاكس” للدواء الأميركية، الجمعة، أنها بدأت العمل على تصنيع لقاح مضاد لسلالة أوميكرون المتحورة عن فيروس كورونا، ليكون جاهزاً للاختبار والتصنيع في الأسابيع القليلة المقبلة.
متحور مقلق
وكانت منظمة الصحة العالمية صنفت، الجمعة، متحور أوميكرون، الذي رُصد أول مرة في جنوب إفريقيا، بأنه “مقلق”، ما دفع عدداً من الدول إلى وضع قيود عاجلة متعلقة بالسفر.
وقالت “نوفافاكس” في بيان أوردته وكالة “رويترز”، إن لقاحها سيحوي نسخة فعلية من بروتين ارتفاع الفيروس، الذي لا يمكن أن يسبب المرض، ولكن يمكنه تحفيز جهاز المناعة.
وأوضح متحدث باسم “نوفافاكس” أن الشركة “بدأت في تطوير بروتين سبايك، بناءً على التسلسل الجيني المعروف للمتغير B.1.1.529″، مشيراً إلى أن العمل الأولي على اللقاح سيستغرق بضعة أسابيع، موضحاً أن أسهم الشركة أُغلقت الجمعة على ارتفاع نسبته 9%.
يشار إلى أن لقاح “نوفافاكس” حصل على أول موافقة لاستخدامه في حالات الطوارئ في وقت سابق من هذا الشهر في إندونيسيا والفلبين، كما أوضحت الشركة أنها في طريقها لتقديم طلب للحصول على موافقة الولايات المتحدة بحلول نهاية العام الجاري، وتقدمت أيضاً للحصول على الموافقات لدى وكالة الأدوية الأوروبية وكذلك في كندا.
وفي خطوة مماثلة، قال مطورو لقاحات آخرون، بما في ذلك شركات “بيونتك” الألمانية و”جونسون آند جونسون”، إنهم يختبرون فعالية جرعاتهم ضد المتحور الجديد.
في حين، قالت شركة “إينوفيو” Inovio Pharmaceuticals إنها بدأت اختبار لقاحها المرشح INO-4800، لتقييم فعاليته ضد المتحور الجديد، متوقعة أن يستغرق الاختبار قرابة الأسبوعين.
الولايات المتحدة خالية من “أوميكرون” حتى الآن
قالت المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، الجمعة، إنه لم يتم رصد أي إصابات بالمتحور أوميكرون في الولايات المتحدة حتى الآن.
وأضافت المراكز الأميركية في بيان: “نتوقع التعرف على أوميكرون بسرعة إذا ظهر في الولايات المتحدة”.
من جانبها وقعت حاكمة نيويورك كاثي هوتشول، أمراً تنفيذياً لزيادة استيعاب المستشفيات في الولاية لاستقبال المرضى.
وقالت هوتشول إن هذه الخطوة تأتي بعد مشاهدة إشارات لارتفاع إصابات كورونا في الشتاء، وأضافت أن “متحور أوميكرون لم يتم اكتشاف أي إصابة به في نيويورك بعد، لكنه سيأتي” حسب ما قالت على حسابها على تويتر.
خطر مرتفع إلى مرتفع جداً
ولا يزال العلماء يدرسون سلالة “أوميكرون” الجديدة التي تم رصدها لأول مرة هذا الأسبوع، لكن الأنباء بشأنها هزت أسواق الأسهم والنفط العالمية، وسط مخاوف من قيود جديدة تضر بالاقتصادات الضعيفة بالفعل في جنوب القارة الإفريقية.
وقال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها، الجمعة إن خطر انتشار متحور فيروس كورونا الجديد “أوميكرون” في أوروبا “مرتفع إلى مرتفع جداً”.
وفي تقرير لتقييم المخاطر، قال المركز، إن “المستوى العام للمخاطر المرتبط بمتحور (سارس-كوف-2 أوميركون) في الاتحاد الأوروبي/المنطقة الاقتصادية الأوروبية، تمّ تقييمه من مرتفع إلى مرتفع جداً”.
وأشار المركز إلى أنه لا يزال هناك “قدر كبير من عدم اليقين في ما يتعلق بالعدوى وفعالية اللقاحات والخصائص الأخرى للمتحور”.
وقال المركز الذي يتخذ من ستوكهولم مقراً، إنه في ضوء احتمال ألا تُوفر اللقاحات الحالية حمايةً من هذا المتحور الجديد، ونظراً إلى أنه قد يكون أكثر عدوى “فإننا نعتبر أن هناك احتمالاً كبيراً” لناحية تسجيل إصابات “أوميكرون” في الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية.
وذكرت وكالة الأمن الصحي البريطانية أن السلالة المتحورة “بي.1.1.529” أو كما أطلقت عليها “أوميكرون” تحتوي على بروتين تاجي يختلف تماماً عن البروتين الموجود في فيروس كورونا الأصلي، الذي صنعت لقاحات كورونا على أساسه، ما يثير مخاوف بشأن مدى فعالية اللقاحات الراهنة الفعالة مع السلالة دلتا شديدة العدوى.