ذراع الإخوان الإرهابية التي تعبث بأمن مصر
الإرهاب الذي لا يرحم الأبرياء
وبالرغم من مرور عقود طويلة على تأسيس الإخوان، وتحديدا منذ عام 1928، فإن فكر هذا التنظيم لا يزال يعتمد على العنف لتخويف المجتمعات الآمنة وتحقيق مآربه الخبيثة.
وأطلقت الإخوان العنان للتنظيمات الإرهابية المسلحة تحت أسماء مستعارة، مثل “حسم” و”لواء الثورة”، بعدما أسقطت ثورة 30 يونيو الرئيس الإخواني محمد مرسي.
وخلال السنوات الأخيرة، تبنت “حسم” عمليات إرهابية استهدفت بشكل رئيسي قوات الجيش والشرطة، وقد بثت السلطات اعترافات العديد من عناصر التنظيم، الذين قالوا بما لا يدع للشك إنهم مرتبطون بالإخوان.
وكانت أولى عمليات “حسم”، تلك التي وقعت في الخامس من أغسطس، حين حاولت خلالها الحركة اغتيال مفتي الجمهورية السابق علي جمعة، أثناء صلاة الجمعة، وهو ما فشلت فيه، إذ نجا جمعة وأصيب حارسه الشخصي.
وعاد اسم “حسم” ليبرز على ساحة الإرهاب مرة أخرى، بمحاولة اغتيال فاشلة استهدفت النائب العام المساعد، المستشار زكريا عبد العزيز، بسيارة مفخخة في سبتمبر 2016.
كما أعلنت “حسم” مسؤوليتها عن محاولة اغتيال القاضي أحمد أبو الفتوح في منطقة مدينة نصر بالقاهرة، في 4 نوفمبر 2016. وأبو الفتوح كان أحد القضاة الثلاثة الذين حكموا على مرسي بالسجن عشرين عاما في عام 2015.
وتركزت معظم عمليات هذه الجماعة الإخوانية الإرهابية، على استهداف قوات الأمن والشرطة، ومواقع قيادية، مثل الهجوم الذي تنبته الحركة في أكتوبر 2017، على سفارة ميانمار في القاهرة، مبررة ذلك بأنه “انتقام من حملة جيش ميانمار على مسلمي الروهينغا”.
وكانت آخر هجمات الحركة، التي شكلت صدمة إلى حد ما، بسبب طبيعتها، هي تلك التي وقعت بسيارة مفخخة يوم الأحد، أمام معهد الأورام وسط القاهرة، وأسفرت عن مقتل 20 شخصا وإصابة عشرات آخرين.
وذكرت وزارة الداخلية المصرية، أن كمية من المتفجرات التي كانت في السيارة، وكانت معدة لتنفيذ عملية إرهابية، أدت إلى وقوع الانفجار.
واتهمت الوزارة في بيان “حركة حسم”، بتجهيز السيارة بالمتفجرات تمهيدا لنقلها “إلى أحد الأماكن لاستخدامها في تنفيذ إحدى العمليات الإرهابية”.
ونتيجة لتاريخها الأسود في نشر العنف وتنفيذ عمليات إرهابية، حظرت حكومة المملكة المتحدة في ديسمبر 2017، حركة حسم واعتبرتها منظمة إرهابية، وفي 31 يناير 2018 أدرجت الولايات المتحدة 3تنظيمات إرهابية تنشط في مصر على لائحة الإرهاب، منها “حسم”.
وبهذا، فإن من يتتبع تنظيم الإخوان منذ تأسيسه في أواخر العشرينيات حتى يومنا هذا، يرى أن العنف جزء لا يتجزأ من استراتيجيته في سبيل الوصول إلى السلطة، والغطاء الذي يتخذه في سبيل تبرير هذا العنف أو التملص منه عبر إلصاقه في تنظيمات صغيرة.
لكن هذه التنظيمات على كل حال أدوات في يد التنظيم، وتظهر خطورة أيديولوجيته في كونها دستورا لكثير من التنظيمات الإرهابية، مثل داعش والقاعدة.