رئيسة الوزراء الإيطالية تثير أزمة الشرعية في ليبيا
حكومة باشاغا تحذر من صفقة غامضة بين حكومة الدبيبة وشركة (إيني)
أثار إعلان حكومة الدبيبة المنتهية ولايتها إجراء استعدادات وترتيبات لاستقبال لرئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني إلى العاصمة الليبية طرابلس، أزمة الشرعية مجدداً، ودفعت الحكومة المكلفة من البرلمان الليبي برئاسة فتحي باشاغا للتنديد بالزيارة المرتقبة التي سيوقع على هامشها “اتفاق نفطي جديد”.
وحذرت حكومة باشاغا من صفقة غامضة بين حكومة الدبيبة وشركة (إيني)” وقالت أن الدولة الليبية لن تلتزم بأية اتفاقيات أو مذكرات تفاهم مشبوهة الغرض والمآلات، وأنها في منأى عن كل الآثار القانونية والمادية التي تأتي بها مثل هذه الاتفاقيات”.
ودانت في بيان صدر عنها قبل أيام، زيادة حصة الشريك الأجنبي وتقليص حصة الشريك الوطني”، مؤكدة “عدم أهلية الحكومة منتهية الولاية توقيع أية اتفاقيات أو مذكرات تفاهم وأنها غير مخولة أصلاً بذلك طبقاً لنص المادة (10) من الاتفاق السياسي (جنيف) الذي رعته الأمم المتحدة حتى في الفترة التي كانت تتمتع فيها بالشرعية”.
وهددت حكومة باشاغا بـ”أنها ستلجأ للقضاء الوطني والذي كان وما زال حصناً منيعاً دون اختراق للسيادة الوطنية، وقد أبطل في أكثر من مناسبة اتفاقيات غير مشروعة تفوح منها رائحة الانتهازية السياسية البشعة” في إشارة لحكم محكمة طرابلس بوقف العمل في الاتفاقية النفطية الموقعة بين تركيا وحكومة الدبيبة قبل أربعة أشهر.
الشرعية محل خلاف
صراع حكومتي الدبيبة وباشاغا على الشرعية، قال عنه المحلل السياسي الليبي بشير البوسيفي، إنه “يؤثر كثيرا على وضع دولة ليبيا في الخارج”، مشيرًا إلى أن “مسألة شرعية إحدى الحكومتين لدى المجتمع الدولي محل خلاف لن يُحل إلا بعد أن يُفصل في الأمر داخليا”.
المحلل الليبي أكد أن الأمر “بالنسبة للمجتمع الدولي يتعلق بالمصالح؛ فبعض الدول لا تهتم كثيرًا بمسألة الشرعية، بقدر اهتمامها بمن يتحكم ويملك القرار على أرض الواقع”.
وأشار إلى أن “مصلحة إيطاليا مع حكومة عبد الحميد الدبيبة؛ كونه المسيطر على الأرض والمتحكم فعليا في إمدادات الغاز لإيطاليا، ناهيك عن أنه المسيطر على غرب ليبيا، تلك المنطقة التي تنطلق منها قوارب الهجرة غير الشرعية نحو روما”
الأمر نفسه أشار إليه أستاذ العلوم السياسية في الجامعات الليبية صالح المبروك، والذي قال في حديث لـ”العين الإخبارية” إنه “لا مكان للشرعية في قاموس الدول عندما يتعلق الأمر بالمصالح”.
واستدل الأكاديمي الليبي على رؤيته بقوله إن “إيطاليا لديها سفارة في طرابلس (غرب) وتتعامل مع حكومة الدبيبة ولديها قنصلية في بنغازي (شرق) تتعامل من خلالها مع حكومة باشاغا”.
وأشار إلى أن الحكومة الإيطالية أرسلت أطباء إلى مدينة بنغازي لإجراء عمليات قلب للأطفال، بالاتفاق مع حكومة باشاغا، كونها المسيطرة على شرقي ليبيا، ما يدل على أن المسيطر على الأرض، هو من تتوجه إليه الدول لعقد مفاوضات في أي شأن يخصها.