رئيسة الوزراء البريطانية تواجه تمرداً داخل حزبها واحتمالات سحب الثقة
خلاف كبير في أوساط حزب "المحافظين" بشأن خطتها الاقتصادية
أفدات عدة مصادر سياسية بريطانية، إن نواباً قدموا رسائل بسحب الثقة من رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس إلى مكتب جراهام برادي، وعن احتمالات أن يعقد مسؤولو حزب المحافظين “اجتماعاً سرياً” لاختيار مرشح موحد ليحل محل تراس، فيما تسعى تراس إلى استعادة السيطرة على حزبها، بعد خلاف داخلي في أوساط حزب “المحافظين” بشأن خطتها الاقتصادية.
ونقلت “بلومبرغ” عن مسؤول في الحكومة البريطانية قوله إنَّ تراس تخطط لمخاطبة نواب حزبها المتمردين هذا الأسبوع، في خطوة تشير إلى مدى شدة توتر علاقات تراس مع أعضاء حزبها في البرلمان، بعد شهر واحد فقط من توليها رئاسة الحكومة.
وتواجه رئيسة الوزراء البريطانية مخاطر جديدة مع اقتراب عودة النواب القلقين إلى وستمنستر، إذ تبدو أنَّ عودة البرلمان، هذا الأسبوع، محفوفة بالمخاطر بالنسبة لها.
وفي أول شهر لها، تمكنت رئيسة الوزراء البالغة من العمر 47 عاماً، من إثارة اضطراب في الأسواق المالية، وإغضاب مجموعة من نواب حزبها، والإضرار بحزب المحافظين في استطلاعات الرأي بسبب تبنيها لأكبر تخفيضات ضريبية غير ممولة منذ نصف قرن، وفق تقرير آخر لـ”بلومبرغ”.
وبعد إجبار الحكومة البريطانية على التراجع عن التخفيضات الضريبية الكبيرة لأصحاب الدخل المرتفع، يستعد المشرعون في حزب المحافظين لتحدي زعيمتهم بشأن خطط خفض مزايا الرعاية الاجتماعية وزيادة الاقتراض.
كما تهدد المعارضة الحالية بإحباط خطة تراس للمضي قدماً في برنامجها للنمو، من خلال إلغاء الضوابط والتخفيضات الضريبية.
استقالة وزراء وسحب الثقة
ونقلت “بلومبرغ” عن وزير بريطاني سابق، لم تكشف عن هويته، قوله إن نواباً قدموا رسائل بسحب الثقة من ترَس إلى مكتب جراهام برادي، رئيس “لجنة عام 1922″، التي تشرف على انتخابات قيادة الحزب، متوقعاً أن يبدأ الوزراء الأقل درجة في الاستقالة في غضون أسابيع.
وقال أحد النواب البريطانيين لـ”بلومبرغ”، إنهم يعتزمون تقديم رسائلهم الخاصة أيضاً، في حين قال نائبان آخران إنهما يأملان في أن يعقد مسؤولو الحزب البارزون “اجتماعاً سرياً” لاختيار مرشح موحد ليحل محل تراس.
ومع إدراكها للاضطرابات التي يشهدها الحزب، أجرت تراس محادثات فردية مع النواب، وحاولت طمأنتهم، وسألتهم كيف يمكنها كسب دعمهم.
وفي هذا الصدد، قالت إحدى النائبات إنَّ تراس “كانت هادئة، لكنها لم تستطع إقناعهم بأنها ستسيطر على الشؤون المالية للبلاد.
ورأت الوكالة أنَّ تمكُّن تراس من كسب تأييد نواب الحزب “يعد أمراً بالغ الأهمية لتعزيز أجنداتها”، مشيرة إلى أنه مع اقتراب عودة البرلمان حاول فريقها، الأحد، إظهار وجود جبهة موحدة، من خلال تقديم 4 وزراء مختلفين رسائل يحثون فيها زملاءهم على الوقوف خلف رئيسة الوزراء أو أنهم سيخاطرون بحدوث كارثة انتخابية في نهاية المطاف.
حزب العمال يتصدر استطلاعات الرأي
وزادت استطلاعات الرأي الأخيرة من الضغط على رئيسة الوزراء، حيث حقق حزب العمال المعارض تقدماً بأكثر من 20 نقطة في العديد من الاستطلاعات.
وقال أحد أعضاء البرلمان إن هذا التقدم ترك المحافظين في قلق بالغ بشأن الحاجة إلى استعادة الدعم، قبل الانتخابات العامة التي ستتم الدعوة إليها بحلول يناير 2025 على أبعد تقدير، لكن في الوقت الحالي، ليس لدى أعضاء مجلس النواب أي خطة كبرى، لأنَّ المعارضة تبدو غير منسقة إلى حد كبير.
ووفق “بلومبرغ”، تبدو تراس، نظرياً، في مأمن من الطعن بقيادتها في عامها الأول، لكن من الناحية العملية، تمتّع بوريس جونسون وتيريزا ماي بالفترة نفسها من الحصانة، إلا أنه تم إجبارهما على الاستقالة بعد ذلك بفترة قصيرة.