رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي سيستقيل
أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي الثلاثاء إنه سيستقيل متهما زعيم حزب الرابطة ماتيو سالفيني ب”اللا مسؤولية” بعد أن تسبب في انهيار الائتلاف الحكومي في 8 آب/أغسطس.
وفي خطاب أمام مجلس الشيوخ انتقد كونتي وزير الداخلية معتبرا “انه خدم مصالحه الخاصة ومصالح حزبه”.
وقال إن “حض المواطنين على التصويت جوهر الديموقراطية، لكن الطلب منهم الاقتراع كل سنة غير مسؤول”.
وتابع أن “البلاد بحاجة ملحة الى تبني تدابير لاعطاء دفع للنمو الاقتصادي والاستثمارات”.
وأعلن “سأنهي هذه التجربة الحكومية هنا … سأذهب إلى رئيس الجمهورية (سيرجو ماتاريلا) لإبلاغه باستقالتي” بعد النقاشات.
كما انتقد سالفيني “لعدم احترامه القواعد والمؤسسات” وانه طالب بانتخابات مبكرة للحصول على “كامل السلطات”.
وقال كونتي “عزيزي وزير الداخلية سمعت مطالبتك بكامل السلطات ودعوة انصارك للنزول الى الشارع لدعمك. هذا موقف يقلقني”.
وتابع “لا نحتاج الى صلاحيات تامة بل الى قادة لديهم حس المؤسسات”.
يعدّ الثلاثاء يوماً حاسماً للحكومة الإيطالية إذ قد يضفي رئيسها جوزيبي كونتي طابعاً رسمياً على القطيعة بين حزب الرابطة التابع لماتيو سالفينني، وحركة خمس نجوم، وذلك في حال تقديمه استقالته بعد 14 شهراً فقط على تشكيل الائتلاف الحكومي بين الطرفين.
وأطلق زعيم الرابطة (يمين متطرف) المعركة في 8 آب/أغسطس إثر اتهامه شركاءه في حركة خمس نجوم (المناهضة للمؤسسات القائمة) بتكرار رفض مشروع خفض الضرائب ومشاريع أخرى.
وأطلق سالفيني، ابن الشمال الإيطالي، منذ صباح الثلاثاء تصريحات عنيفة ضد الساعين الى ائتلاف جديد بين الرابطة وحركة خمس نجوم. وقال “ماذا ستمثل حكومة ائتلافية بين الرابطة وحركة خمس نجوم؟ أي معنى لحكومة تضم كل هؤلاء الأشخاص المعادين لسالفيني؟ الحكومة يجب ان تكون قوية لتتمكن من العمل”.
وكان سالفيني قد بدأ جولة إعلامية فور تفجيره الائتلاف، قادته إلى شواطئ البلاد حيث سعى إلى كسب أصوات في جنوب إيطاليا والضغط لإجراء انتخابات مبكرة في الخريف.
وأدى انعدام الاستقرار الحكومي إلى خسارة إيطاليا ما يصل إلى خمسة مليارات دولار في سوق السندات، ويستمر التوتر في الأسواق المالية إزاء الغموض الذي يلف ثالث اقتصاد في منطقة اليورو المثقل بديونه.
وكان سالفيني يعوّل على عنصر المفاجأة وإضعاف حركة خمس نجوم بزعامة لويجي دي مايو. كما كان يعوّل أيضاً على استطلاعات الرأي التي تمنحه نسبة بين 36 و38% من التأييد، وهي نسبة معاكسة لنتائج انتخابات 2018 التشريعية حين حصدت “خمس نجوم” 32% من الأصوات (بين 15 و16% في التوقعات الحالية)، بينما حصدت الرابطة نسبة 17%.
ولكن مع إطلاق “الأزمة الأكثر جنوناً في العالم”، وفق صحيفة “لا ستامبا”، لم يأخذ رجل الحكومة القوي، سالفيني، في الاعتبار قصور النظام السياسي في إيطاليا حيث تولد الأغلبيات الحكومية وتموت داخل البرلمان.
من جانبه، وضع رئيس الوزراء كونتي نائبه سالفيني، أمام مسؤولياته، وطالبه بـ”شرح وتبرير” قراره بوضع حد مفاجئ لتجربة حكومية جديدة، أمام البرلمان.
وسيتحدث رئيس الوزراء الثلاثاء أمام أعضاء مجلس الشيوخ الساعة 15,00 بالتوقيت المحلي (13,00 بتوقيت غرينتش). ويتوقع أن يتحدث سالفيني خلال الجلسة أيضاً بصفته عضواً في مجلس الشيوخ.
ويمتلك كونتي عدداً من الخيارات: إما انتظار التصويت المحتمل على حجب الثقة عن حكومته، أو الاستقالة مباشرة وتقديمها إلى الرئيس سيرجيو ماتاريلا.
وستنتقل الكرة في هذه الحالة إلى ملعب الرئيس ماتاريلا الذي سيطلق استشارات برلمانية بحثاً عن غالبية جديدة واختيار شخصية تمثّلها لتشكيل حكومة.
وبينما كان سالفيني يعلن أنّه “لا يجب أن تتحوّل إيطاليا إلى مخيّم للاجئين”، كانت بقية الأحزاب تنظّم صفوفها ضمن تكتل يرفض إجراء انتخابات مبكرة.