رئيس هيئة الأركان الأميركية: أمريكا لم تعد القوة العالمية التي ليس لها منازع
الحرب المقبلة ستكون أكثر تعقيداً وبتقنيات متطورة جداً
أكد رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة مارك ميلي، إن أمريكا لم تعد القوة العالمية التي ليس لها منازع، مضيفا “يتم اختبارها في أوروبا من خلال العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وفي آسيا من خلال النمو الاقتصادي والعسكري الهائل للصين وكذلك التهديدات النووية والصاروخية لكوريا الشمالية، وفي الشرق الأوسط وإفريقيا من خلال عدم الاستقرار من قبل الإرهابيين.
الحرب المقبلة أكثر تعقيداً
وقال ميلي، أن أي “حرب مقبلة ستكون أكثر تعقيداً وبتقنيات متطورة جداً”، مشدداً على أن الولايات المتحدة تواجه “روسيا والصين اللتين تحاولان تغيير النظام في العالم القائم على القانون”.
جاء ذلك في كلمة ألقاها ميلي، أمس السبت خلال حفل تخرج بالأكاديمية العسكرية الأميركية في ويست بوينت بولاية نيويورك، وشدد خلالها على أن الولايات المتحدة تواجه “روسيا والصين اللتين تحاولان تغيير النظام في العالم القائم على القانون”.
وأوضح رئيس هيئة الأركان الأميركية أن بلاده تواجه بدورها منذ سقوط جدار برلين، العديد من التحديات الاقتصادية والعسكرية الكبيرة، إلا أنه أكد أن الجيش الأميركي رغم كل ذلك، لا يزال الأقوى منذ 70 عاماً، بحسب ما نقلت وسائل إعلام محلية.
أما عن الحروب المستقبلية، فأكد أنها “ستكون شديدة التعقيد، مع وجود أعداء مراوغين ومعارك مدن تتطلب أسلحة دقيقة وتقنيات جديدة متطورة جداً”.
صورة قاتمة
ودعا رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الجنرال مارك ميلي الجيل القادم لإعداد الجيش لخوض حروب مستقبلية قد لا تشبه حروب اليوم، مؤكدا أن السنوات الـ25 المقبلة لن تكون مثل سابقاتها.
ورسم الجنرال مارك ميلي صورة قاتمة لعالم أصبح أكثر اضطرابا، مع وجود قوى عظمى عازمة على تغيير النظام العالمي.
وأخبر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية الطلاب المتخرجين من الأكاديمية العسكرية الأمريكية في ويست بوينت أنهم سيتحملون مسؤولية التأكد من أن أمريكا جاهزة.
وأشار ميلي للطلاب العسكريين: “إن احتمال نشوب صراع دولي كبير بين القوى العظمى يتزايد، ولا يتناقص.. مهما كان التقدم الذي تمتعنا به عسكريا على مدار السبعين عاما الماضية، فإنه ينغلق بسرعة وستكون الولايات المتحدة في الواقع أمام العديد من التحديات في كل المجالات الحرب، والفضاء، والإنترنت، والقوات البحرية والجوية والبرية”.
وذكر أن الولايات المتحدة تسرع بالفعل في إرسال طائرات بدون طيار جديدة عالية التقنية وأسلحة أخرى إلى الجيش الأوكراني، وفي بعض الحالات كانت المعدات في مراحل النموذج الأولي فقط، مشيرا إلى أنه يتم استخدام أسلحة مثل طائرات “كاميكازي سويتش بلايد” بدون طيار التي تُطلق على الكتف حتى مع استمرار تطويرها.
أنواع مختلفة من الأسلحة
وصرح ميلي بأنه ومع تطورات الحرب في أوكرانيا ازدادت الحاجة إلى أنواع مختلفة من الأسلحة، موضحا أن الأسابيع الأولى ركزت على الأسلحة الدقيقة بعيدة المدى مثل صواريخ “Stinger” و”Javelin”، ولكن التركيز الآن على المدفعية وزيادة شحنات مدافع الهاوتزر.
وأكد الجنرال الأمريكي أنه على مدى 25 إلى 30 عاما القادمة، ستستمر الطبيعة الأساسية للحرب وأسلحتها في التغير.
وبين ميلي أن الجيش الأمريكي لا يمكنه التمسك بالمفاهيم والأسلحة القديمة، ولكن يجب أن يقوم على وجه السرعة بتحديث وتطوير القوة والمعدات التي يمكنها ردع أو إذا لزم الأمر الفوز في صراع عالمي.
وقال إنه سيتعين على الضباط المتخرجين تغيير الطريقة التي تفكر بها القوات الأمريكية وتتدرب وتقاتل، مضيفا: كقادة للجيش في الغد، سيقاتل المعينون حديثا بالدبابات والسفن والطائرات الروبوتية، وسيعتمدون على الذكاء الاصطناعي والوقود الاصطناعي والتصنيع ثلاثي الأبعاد والهندسة البشرية”.