ردود فعل عربية غاضبة على محاولة اسرائيل تهجير سكان غزة
قبل هجوم بري مرتقب، جاء إنذار إسرائيلي للفلسطينيين في غزة بمهلة لمدة 24 ساعة لمغادرة شمال القطاع تسبب في نزوح عشرات الآلاف، ما قوبل بردود فعل عربية غاضبة.
وأثارت الدعوات لإنشاء ممر إنساني أو طريق فرار للفلسطينيين من غزة، مع تصاعد الصراع بين إسرائيل وحماس، ردود فعل عربية حادة من الدول العربية المجاورة.
ووفق مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، الجمعة، فإن عشرات الآلاف في غزة فروا باتجاه الجنوب خشية القصف الإسرائيلي.
وأضاف المكتب على موقعه الإلكتروني أنه قبل أمر الإخلاء نزح ما يربو على 400 ألف فلسطيني داخل القطاع بسبب الأعمال القتالية الجارية.
وحذرت مصر، الدولة العربية الوحيدة التي لها حدود مشتركة مع غزة، والأردن، المتاخمة للضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل، من إجبار الفلسطينيين على ترك أراضيهم.
ويعكس هذا المخاوف العربية العميقة الجذور من أن الحرب الدائرة في الوقت الراهن بين إسرائيل وحماس في غزة قد تؤدي إلى موجة جديدة من النزوح الدائم من الأراضي التي يريد الفلسطينيون بناء دولتهم المستقبلية عليها.
كما أكد وزير الخارجية الكويتي الشيخ سالم الصباح رفض بلاده بشكل قاطع دعوات إسرائيل بتهجير الفلسطينيين القسري من غزة.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية، الجمعة، عنه القول إن الكويت ترفض استمرار التصعيد والقتل والتدمير العشوائي الذي يعد خرقا للقانون الدولي والإنساني .
وطالب الصباح المجتمع الدولي ومجلس الأمن بـ”التدخل الفوري لإيقاف التصعيد الخطير” ضد الشعب الفلسطيني “ووضع حد للحرب الشعواء التي لا تفرق بين الأهداف المدنية والعسكرية”.
وقال إن تلك الدعوات ستؤدي إلى مزيد من المعاناة للشعب الفلسطيني الذي يعاني من قصف وحصار أدى إلى سقوط مئات الضحايا الأبرياء.
من جانبها، أكدت السعودية “رفضها القاطع لدعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة، وإدانتها لاستمرار استهداف المدنيين العزّل هناك”.
وقالت وزارة الخارجية السعودية، في بيان، إن المملكة “جددت مطالبتها للمجتمع الدولي بسرعة التحرك لوقف كافة أشكال التصعيد العسكري ضد المدنيين، ومنع حدوث كارثة إنسانية، وتوفير الاحتياجات الإغاثية والدوائية اللازمة لسكان غزة”.
وأضافت :” لاسيما وأن حرمانهم من هذه المتطلبات الأساسية للعيش الكريم يُعد خرقاً للقانون الدولي الإنساني، وسيفاقم من عمق الأزمة والمعاناة التي تشهدها تلك المنطقة”.
وطالبت المملكة “برفع الحصار عن الأشقاء في غزة، وإجلاء المصابين المدنيين، والالتزام بالقوانين والأعراف الدولية والقانون الدولي الإنساني، والدفع بعملية السلام وفقاً لقرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، ومبادرة السلام العربية، الرامية إلى إيجاد حلٍ عادل وشامل، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967م، عاصمتها القدس الشرقية”.
في عمان، حذر العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني “من أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية أو التسبب في نزوحهم، مشددا على عدم ترحيل الأزمة إلى دول الجوار ومفاقمة قضية اللاجئين”.
وبعد اجتماع طارئ لجامعة الدول العربية يوم الأربعاء، قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن جميع الدول العربية اتفقت على مواجهة أي محاولة لتهجير الفلسطينيين من وطنهم.
وناشد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على نحو عاجل، إدانة هذه المحاولة الإسرائيلية غير العقلانية لنقل السكان.
وفي القاهرة، أكدت الخارجية المصرية أن هذا الإجراء يُعدّ مخالفة جسيمة لقواعد القانون الدولي الإنساني، وسوف يعرّض حياة أكثر من مليون مواطن فلسطيني وأسرهم للخطر.
وطالبت مصر الحكومة الإسرائيلية بالامتناع عن القيام بمثل تلك الخطوات التصعيدية، لما سيكون لها من تبعات خطيرة على الأوضاع الإنسانية، مطالبة مجلس الأمن بالاضطلاع بمسؤوليته لوقف هذا الإجراء.