رغم إعلان الوسطاء اتفاق وقف النار… إسرائيل ترتكب جرائم وحشية جديدة في غزة
بعد ساعات من إعلان الوسطاء في المفاوضات التوصل إلى وقف إطلاق النار بين حركة حماس والاحتلال الإسرائيلي الذي يبدأ تنفيذه اعتباراً من الأحد المقبل، واصلت إسرائيل ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين وكثفت غاراتها على قطاع غزة لليوم ال468 على التوالي.
وكان رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن، قد أعلن مساء الأربعاء، نجاح الوسطاء في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بقطاع غزة، فيما أعلن الوسطاء الثلاثة مصر وقطر والولايات المتحدة، في بيان التوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة، يبدأ من يوم الأحد المقبل (19 يناير/كانون الثاني)
وذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أن قصفاً إسرائيلياً على القطاع أودى بحياة 22 شخصاً منذ فجر الخميس. وأشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي قتل أكثر من 100 فلسطيني في غارات على غزة منذ فجر الأربعاء.
وأضافت أن “قوات الاحتلال قصفت منزلاً لعائلة النبيه في ساحة الشوا بمنطقة الدرج شرق مدينة غزة، ما أودى بحياة 3 مواطنين”.
وأشارت إلى أن الغارات قتلت مواطنين في قصف على منزل لعائلة “اللحام” بمنطقة “قيزان رشوان” جنوب خانيونس جنوب قطاع غزة.
وأصيب عدد الأطفال الفلسطينيين، فجر الخميس، بقصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وذلك بعد الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار، المقرر دخوله حيز التنفيذ الأحد المقبل.
وأفاد شهود عيان، أن طائرة مسيرة إسرائيلية قصفت خيام النازحين في منطقة البصة غربي دير البلح، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين (لم يحددوا عددهم) بينهم أطفال.
وأوضح الشهود أن القصف تسبب في اندلاع حرائق كبيرة في خيام النازحين، فيما سارعت طواقم الدفاع المدني والمواطنون لمحاولة السيطرة على النيران وإخمادها.
نتنياهو: الاتفاق غير مكتمل
وشكر نتنياهو الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب والرئيس المنتهية ولايته جو بايدن على “دفعهما” اتفاق وقف إطلاق النار، لكنه لم يقل صراحة ما إذا كان قد قبل به، مشيراً إلى أنه سيصدر رداً رسمياً فقط “بعد اكتمال التفاصيل النهائية للاتفاق الجاري العمل عليها حالياً”.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية “د ب أ”، عن مكتب نتنياهو أنه سيُصدر بياناً بشأن وقف إطلاق النار في غزة بمجرد الانتهاء من التفاصيل النهائية.
وبحسب موقع صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن هذه التفاصيل تشمل “أموراً تقنية”، مثل التحديد الدقيق لقائمة الأسرى الفلسطينيين الذين سيتم الإفراج عنهم.
ثمن صمود الشعب الفلسطيني
بدورها، قالت حركة حماس إنّ اتفاق وقف إطلاق النار “ثمرة الصمود الأسطوري للشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة في غزة على مدار أكثر من 15 شهراً”.
وأكدت أنّ “اتفاق وقف العدوان إنجازٌ لشعبنا ومقاومتنا وأمّتنا وأحرار العالم، وهو محطَّة فاصلة من محطات الصراع مع العدو على طريق تحقيق أهداف شعبنا في التحرير والعودة”.
وتابعت الحركة في بيانها، “يأتي هذا الاتفاق انطلاقاً من مسؤوليتنا تجاه شعبنا الصَّابر المرابط في القطاع بوقف العدوان الصهيوني عليه، ووضع حدٍّ لشلَّال الدَّم والمجازر وحرب الإبادة التي يتعرَّض لها”.
ورحبت عدة دول بالخطوة، معربة عن أملها في أن تمهد الطريق لسلام دائم في المنطقة. كما عمّت أجواء الفرح مدنا عدة بقطاع غزة مع تواتر الأنباء بعد إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وصفقة تبادل.
من جانبها، قالت القناة الـ14 الإسرائيلية إن الجيش سينسحب من قطاع غزة وينتقل لوضعية الدفاع مع دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
بيان الوسطاء
وأعلن الوسطاء الثلاثة مصر وقطر والولايات المتحدة، التوصل إلى اتفاق هدنة في قطاع غزة، يبدأ من يوم الأحد المقبل (19 يناير/كانون الثاني).
ويسمح الاتفاق المبرم بتبادل الأسرى والعودة إلى الهدوء المستدام بما يحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار بين الطرفين، ويتضمن ثلاثة مراحل، تشتمل المرحلة الأولى ومدتها 42 يومًا على وقف لإطلاق النار، وانسحاب وإعادة تموضع القوات الإسرائيلية خارج المناطق المكتظة بالسكان، وتبادل الأسرى والمحتجزين، وتبادل رفات المتوفين، وعودة النازحين داخليًا إلى أماكن سكناهم في قطاع غزة، وتسهيل مغادرة المرضى والجرحى لتلقي العلاج.
كما تتضمن المرحلة الأولى تكثيف إدخال والتوزيع الآمن والفعال للمساعدات الإنسانية على نطاق واسع في جميع أنحاء قطاع غزة، وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية والمخابز، وإدخال مستلزمات الدفاع المدني والوقود، وإدخال مستلزمات إيواء النازحين الذين فقدوا بيوتهم بسبب الحرب.
وفي البيان المشترك، أكد الوسطاء الثلاثة أن سياستهم كضامنين لهذا الاتفاق هي التأكيد على أن جميع مراحله الثلاث ستنفذ بشكل كامل من قبل الطرفين. وعليه، فإن الوسطاء سيعملون بشكل مشترك لضمان تنفيذ الأطراف لالتزاماتهم في الاتفاق والاستمرار الكامل للمراحل الثلاث.
كما شدد الوسطاء على التنسيق مع الأمم المتحدة والدول المانحة والشركاء من جميع أنحاء العالم لدعم الزيادة السريعة والمستدامة في المساعدات الإنسانية إلى غزة بموجب الشروط المنصوص عليها في الاتفاق.
وحثت القاهرة والدوحة وواشنطن، الأطراف الفاعلة في المجتمع الدولي على دعم هذه الجهود بموجب الآليات المتبعة في تنفيذ الاتفاق.