رغم النفي الروسي… الأوامر صدرت لبدء الهجوم على أوكرانيا
رغم النفي الروسي المتكرر لنية الهجوم العسكري على أوكرانيا، نقلت شبكة CBS الإخبارية عن مصدر في المخابرات الأميركية، أن الأوامر صدرت للقادة الميدانيين الروس لبدء الهجوم على أوكرانيا.
يأتي ذلك فيما دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأحد، لوقف فوري لإطلاق النار في شرق البلاد حيث تزايدت الاشتباكات بين قوات من جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الشعبيتين والقوات الأوكرانية في الأيام الأخيرة.
وقال زيلينسكي إن أوكرانيا تؤيد إجراء محادثات سلام في إطار مجموعة الاتصال الثلاثية التي تضم كييف إلى جانب روسيا ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
وأضاف على تويتر: “نؤيد تكثيف جهود السلام. ندعم انعقاد مجموعة الاتصال الثلاثية بشكل عاجل ووقف إطلاق النار على الفور”.
روسيا آخر دولة تريد الحرب
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن روسيا لم تكن البادئة بأي هجوم على مدار التاريخ، ولا تريد حتى أن تنطق بكلمة “حرب”.
وشدد بيسكوف في مقابلة مع برنامج موسكو: “نذكّر أن روسيا لم تهاجم أبدا أي أحد على مدار تاريخها. وروسيا، التي نجت من العديد من الحروب، هي آخر دولة في أوروبا تريد حتى أن تنطق بكلمة حرب”.
وأضاف بيسكوف: “موسكو تدعو الغرب إلى التفكير المنطقي، ما هو الهدف من قيام روسيا بمهاجمة أحد ما؟”.
وشدد بيسكوف، تعليقا حول الوضع المتوتر في دونباس، على أنه عندما يتصاعد التوتر في دونباس إلى حدود قصوى، فإن أي شرارة أو استفزاز بسيط يمكن أن يؤدي إلى عواقب لا يمكن إصلاحها، مضيفا أن الغرب لم يحث كييف قط على ضبط النفس.
ولفت بيسكوف إلى الطبيعة البناءة التي يجريها الرئيس بوتين في محادثاته مع القادة الغربيين بشأن أوكرانيا ونقل مخاوف روسيا إلى الشركاء الغربيين، وقال: “تتناقض طبيعة المحادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والقادة الغربيين بشأن الوضع حول أوكرانيا بشكل حاد مع الهستيريا الإعلامية لهذه الدول”.
من جانب آخر نوه بيسكوف برد فعل بوتين على الأنباء المتعلقة بمواعيد “غزو” أوكرانيا، وأكد بأن الرئيس بوتين لا يهتم بالتقارير والتصريحات المتعلقة بتواريخ “الغزو الروسي” المزعوم لأوكرانيا: “الرئيس لا يعير اهتماما لهذا الأمر، لكن بشكل عام، مثل هذه التصريحات، بالطبع، هي عنصر ذو طبيعة استفزازية. والحقيقة أنها يمكن أن تؤدي بشكل مباشر إلى تصعيد التوتر”.
كما لفت بيسكوف إلى أن ظهور تواريخ مختلفة “للغزو الروسي المزعوم لأوكرانيا” قد يدفع كييف إلى حل مشكلة دونباس بالقوة.
بايدن مستعد للقاء بوتين “في أي وقت”
وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عبر قناة “سي بي إس”، الأحد، أن الرئيس الأميركي جو بايدن مستعدّ إلى “لقاء نظيره الروسي فلاديمير بوتين في أي وقت وبأي صيغة”، إذا كان ذلك يسمح بتجنّب حرب” في أوكرانيا.
وجاء رد بلينكن بشكل حاسم على سؤال لـ”سي بي إس” أنه “لن يتم الاعتراف بسيادة روسيا على أي من الأراضي الأوكرانية لتجنب حرب أوسع”.
وجدّد وزير الخارجية الأميركية، التأكيد عبر شبكة “سي إن إن” أن المسار الدبلوماسي لا يزال ممكناً إلى حين “تحرّك الدبابات (الروسية) فعلياً وتحليق الطائرات”.
بوتين وماكرون
وأفاد قصر الإليزيه إثر مشاورات هاتفية بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والفرنسي إيمانويل ماكرون، “نية بوتين لسحب قوات بلاده” من بيلاروسيا “حين تنتهي المناورات المستمرة” في هذا البلد.
وأضافت الرئاسة الفرنسية: “ينبغي التحقق من كل ذلك، هذا الأمر قد يستغرق بعض الوقت”، مع “الملاحظة أن تصريحات سلطات بيلاروسيا” التي أكدت بقاء القوات الروسية “لا تنسجم مع تصريحات الرئيس بوتين”.
وأعلنت مينسك، حليفة موسكو في أزمتها مع الغربيين، أن القوات الروسية الموجودة على أراضيها منذ العاشر من فبراير لإجراء مناورات عسكرية من المقرر أن تنتهي الأحد، ستبقى من أجل مناورات أخرى مماثلة.
خطة كييف
في سياق متصل، قال قادة جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك الشعبيتان السبت، إنهم اكتشفوا “خطة وضعتها كييف للاستيلاء” على الأراضي التي يسيطرون عليها في شرق أوكرانيا بالقوة وعرضوا رجلاً قالوا إنه جاسوس أوكراني. من جهتها، أكدت السلطات الأوكرانية أن هذه الادعاءات مزيفة.
ونفت روسيا، التي حشدت قوات بالقرب من أوكرانيا، وجود خطط للغزو ورفضت الحديث عن القيام بعمليات وهمية. لكنها قالت إنها تشعر بقلق من الوضع، وقد بدأت السلطات الانفصالية في شرق أوكرانيا عملية إجلاء جماعي يوم الجمعة متذرعة بمخاوف من شن هجوم أوكراني.