روسيا تؤكد أن مجلس الأمن الدولي لم يفوّض أحد بقصف اليمن وليبيا
وتدعو إيران وباكستان إلى حلّ خلافهما عبر السبل الدبلوماسية فقط
![قصف أمريكي بريطاني يستهدف عددا من محافظات اليمن](/wp-content/uploads/2024/01/روسيا-تؤكد-أن-مجلس-الأمن-الدولي-لم-يفوّض-أحد-بقصف-اليمن-وليبيا.png)
في مؤتمر صحفي عقده في موسكو حول نتائج عام 2023، أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن مجلس الأمن الدولي لم يفوّض أحدا بقصف اليمن، كما لم يفوض بضرب ليبيا”، متهماً الولايات المتحدة وحلفاءها بانتهاك جميع المعايير الدولية، ولاسيما قرارات مجلس الأمن الدولي حول ليبيا واليمن وغيرهما.
وقال لافروف: “صرحنا أكثر من مرة بتقديرنا لما يجري من تطورات ليس فقط في قطاع غزة والأراضي الفلسطينية بشكل عام، ولكن أيضا حول العراق واليمن. لا شك في أن الولايات المتحدة وحلفاءها في بريطانيا وغيرها انتهكوا جميع القوانين والمعايير الدولية وقرارات مجلس الأمن الدولي”.
وأضاف: “قصف الغرب ليبيا وحولوها إلى ركام وتوجه عدد هائل من اللاجئين إلى أوروبا، وهذه لم تعد مشكلة الولايات المتحدة. أي تصريحات صادرة عن واشنطن الآن لا أساس لها من الشرعية”.
وتابع: “قال بلينكن منذ أيام في دافوس إن جميع بلدان الشرق الأوسط تريد وجود الولايات المتحدة وأن تلعب واشنطن دورا في الشرق الأوسط. العراق مثلا يطالب الولايات المتحدة بسحب قواتها، إلا أن الأمريكيين لا ينسحبون”.
ولفت إلى أن “الولايات المتحدة تروج لأجندتها في أنحاء العالم، ويجب أن تعلّم الحياة جميع شركائنا ودول المنطقة الإصرار على استمرار الحياة في المنطقة استنادا إلى الاستقرار والأمن. لا مانع من النصائح والتوصيات من الخارج، إلا أن المحور الرئيسي للجهود يجب أن يتمثل في إقامة الدولة الفلسطينية وفقا لقرارات مجلس الأمن، تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل في سلام وأمان… دون ذلك ستتكرر أحداث العنف التي نشهدها الآن في غزة”.
إيران وباكستان
وبشأن التوتر الباكستاني الإيراني، دعت موسكو على لسان المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، اليوم الخميس، إيران وباكستان إلى أقصى درجات ضبط النفس، وحل القضايا عبر السبل الدبلوماسية فقط.
وقالت زاخاروفا، في بيان نشر على الموقع الإلكتروني لوزارة الخارجية الروسية: “نتابع بقلق التصعيد المتزايد في الأيام الأخيرة للوضع في المنطقة الحدودية بين إيران وباكستان، وندعو الطرفين إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، وحل المسائل الخلافية بالطرق السياسية والدبلوماسية حصرًا، ونؤكد مرة أخرى على ضرورة القيام بكل ما يلزم لمكافحة الإرهاب خارج الأراضي السيادية بالاتفاق والتنسيق بين سلطات الدول المعنية”.
وأشارت إلى أن المزيد من تفاقم الوضع يصب في مصلحة غير المهتمين بالسلام والاستقرار والأمن في المنطقة.
وأضافت: “نعرب عن أملنا بأن تجد إيران وباكستان قريبًا طريقة لحل خلافاتهما بروح حسن الجوار، بما في ذلك تلك المتعلقة بوقف التهديدات الإرهابية الصادرة من أراضي كل منهما، ونؤكد استعداد روسيا للتعاون في هذا المجال في مكافحة الإرهاب الدولي بجميع أشكاله ومظاهره”.
يأتي ذلك بعدما نفذ الحرس الثوري الإيراني ضربة على القاعدة الرئيسية لجماعة “جيش العدل” في إقليم بلوشستان الباكستاني، بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، يوم الثلاثاء الماضي، حيث تم “تدمير مقرين لجيش العدل في الأراضي الباكستانية، عبر قصف بالصواريخ والطائرات المسيرة”.
من جانبها، أدانت وزارة الخارجية الباكستانية في بيان، الضربة الصاروخية الإيرانية على أراضيها بشدة، والتي أسفرت عن مقتل طفلين وإصابة ثلاث فتيات أخريات، مشيرة إلى أنه يمكن أن يكون لانتهاك السيادة عواقب وخيمة.
اتصالات إيرانية باكستانية
وأعلنت الخارجية الباكستانية، أمس الأربعاء، استدعاء سفيرها لدى إيران، ومنع سفير طهران من العودة إلى باكستان، وأضافت في بيان لها، إن “الضربة التي نفذتها إيران داخل باكستان غير قانونية وغير مقبولة”، مؤكدة أنها تحتفظ بحق الرد.
حول ذلك، أجرى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اتصالاً هاتفيًا مع نظيره الباكستاني، جليل عباس جيلاني، أكد خلاله احترام إيران سيادة باكستان، كما أعرب خلال الاتصال مع جيلاني، عن “ارتياحه لعلاقات الصداقة بين البلدين، وأكد على أهمية استمرار التعاون والتواصل الوثيق بين المسؤولين في البلدين في مختلف المجالات”.
رغم ذلك، أعلن مسؤول استخباري باكستاني بارز، اليوم الخميس، أن الجيش الباكستاني شن ضربات جوية داخل الأراضي الإيرانية استهدفت “مجموعات مسلحة مناهضة لباكستان”، وأوضح: “أؤكد أننا وجهنا ضربات ضد جماعات مسلحة مناهضة لباكستان داخل إيران”.
ردت إيران على الهجوم الباكستاني ببيان، طالبت فيه بتقديم تبرير عاجل للضربة الجوية، التي شنها الجيش الباكستاني في محافظة سيستان وبلوشستان جنوب غربي إيران، كما أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية استدعاء القائم بالأعمال الباكستاني لدى طهران.