روسيا تدعو لتحقيق دولي مستقل بشأن المقابر الجماعية في غزة
دعا مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، بإجراء تحقيق دولي مستقل بعد الكشف العديد من المقابر الجماعية لفلسطينيين قتلتهم قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة.
وقال نيبينزيا في اجتماع الجمعية العامة، يوم الأربعاء، أن “هناك حاجة إلى إجراء تحقيق دولي مستقل لتقديم الجناة إلى العدالة”.
وفي وقت سابق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إلى السماح الفوري لمحققين دوليين بزيارة مواقع المقابر الجماعية في قطاع غزة، من أجل التعرف على ملابسات مقتل مئات الفلسطينيين.
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الثلاثاء الماضي، على ضرورة إجراء تحقيق شامل ومستقل بشأن المقابر الجماعية التي تم العثور عليها في قطاع غزة.
وأكد غوتيريش في تصريح صحفي على “ضرورة السماح لمحققين دوليين مستقلين بالوصول الفوري إلى المواقع لتحديد الظروف الدقيقة التي فَقد فيها الفلسطينيون حياتهم ودُفنوا أو أُعيد دفنهم”.
وأضاف أن الحرب على قطاع غزة دمرت النظام الصحي فيه، مشيرا إلى أن “بعض المستشفيات الآن تشبه المقابر”.
كذلك حذر الأمين العام للأمم المتحدة من أن الهجوم على رفح سيكون له تأثير مدمر على الفلسطينيين بغزة وتداعيات خطيرة على المنطقة.
وقال: “يجب علينا أن نبذل كل ما في وسعنا لتفادي مجاعة من صنع الإنسان يمكن منعها تماما”، مشددا على أنه لا يجوز استهداف القوافل والمرافق الإنسانية والأفراد والأشخاص المحتاجين.
كما دعا الحكومة الإسرائيلية لتسريع إدخال المساعدات إلى غزة وتوفير الأمن للطواقم المرافقة بما فيها وكالة “أونروا”.
وأوضح غوتيريش أن العقبة الرئيسية أمام توزيع المساعدات في جميع أنحاء غزة، هي انعدام الأمن لموظفي الإغاثة والمدنيين.
هذا وقد دعا الاتحاد الأوروبي الأربعاء الماضي إلى إجراء تحقيق مستقل بشأن التقارير عن اكتشاف مقابر جماعية في مستشفيين في قطاع غزة دمرتهما القوات الإسرائيلية.
“فظائع لا مثيل لها”
هذا وقد كشفت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في قطاع غزة النقاب عن ارتكاب جيش الاحتلال الإسرائيلي “فظائع لم يشهد التاريخ لها مثيلا” في القطاع منذ السابع من أكتوبر.
وأكدت في بيان أن جيش الاحتلال “مثّل بجثامين المئات بعد قتلهم بطرق همجية وحشية، كقطع الرؤوس والأطراف، وبقر البطون، والتعرية من الملابس، وإبقاء الشهداء عراة، وإطلاق الرصاص بكميات كبيرة على الجثمان”.
وكان الدفاع المدني في قطاع غزة، قد أكد الأحد، إخراج عشرات الجثث لفلسطينيين دفنوا في المقابر الجماعية بعد قتلهم بأيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي داخل باحات مستشفى في خانيونس بجنوب قطاع غزة، فيما قال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه يتحقق من هذه التقارير.
وبحسب الدفاع المدني الفلسطيني فقد عُثِر على الجثث “منزوعة الملابس” و”قد تحلل” معظمها في باحة مجمع ناصر الطبي.
وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل لوكالة “فرانس برس”: “فوجئنا بأن هناك مقابر جماعية داخل مجمع ناصر الطبي أقامها الاحتلال الإسرائيلي… فوجئنا أمس بوجود 50 شهيداً في إحدى الحفر”.
تعرضوا للتعذيب قبل القتل
وأشار بصل إلى وجود علامات على أن الجثث “تعرضت لأنواع من التعذيب والاعتقال والتنكيل وبعد ذلك تم دفنها”، مضيفاً أن هناك “جثثاً (…) في مرحلة متقدمة من التعفن والتحلل”.
وأكد “بصل” أن عمليات انتشال الجثامين مستمرة و”يمكن أن يرتفع عددها”.
وشهد محيط مجمع ناصر منتصف فبراير قتالاً عنيفاً وحاصرته الدبابات الإسرائيلية في 26 مارس.
ورصد مصور فرانس برس عناصر في الدفاع المدني وهم يستخرجون الجثث من باحة المستشفى فيما لفت عدة جثث بأكفان بيضاء.
ولطالما اتهم جيش الاحتلال الإسرائيلي حركة حماس باستخدام المرافق الطبية في قطاع غزة كمراكز قيادة، وأيضاً لاحتجاز الأسرى خلال هجوم السابع من أكتوبر.
وفي السادس من أبريل الجاري، قالت منظمة الصحة العالمية إن مجمع الشفاء الطبي أكبر مستشفيات قطاع غزة تحول إلى “أثر بعد عين” بسبب الحصار الإسرائيلي الذي تعرض له الشهر الماضي.
وتحدث عاملون في منظمة الصحة العالمية تمكنوا من الوصول إلى المستشفى المدمر عن مشاهد مروعة لجثث مدفونة جزئياً وأطراف بارزة ورائحة تحلل كريهة.