زيلينسكي: تصفية القوات الأوكرانية في ماريوبول “سينهي المفاوضات” مع موسكو
بينما تقترب قوات الجيش الروسي من السيطرة الكاملة على مدينة ماريوبول الإستراتيجية، حذّر الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، السبت، من أن القضاء على آخر القوات الأوكرانية في مدينة ماريوبول الساحلية التي تحاصرها القوات الروسية “سينهي المفاوضات” مع موسكو.
وقال زيلينسكي في مقابلة مع الموقع الإخباري “أوكرانسكا برافدا”، إن “تصفية جنودنا في ماريوبول سينهي المفاوضات من أجل السلام، منبها من أن الطرفين سيجدان نفسيهما في “مأزق”.
والمحادثات الرامية إلى إنهاء العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا التي بدأت في 24 فبراير مستمرة لكنها لم تسفر عن أي نتائج ملموسة.
انتصار على “النيو النازية”
ويأتي اشتداد المعارك في ماريوبول وسط تقارير تفيد بأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يريد أن يحقق انتصاراً في دونباس قبل العرض العسكري الضخم في الساحة الحمراء في 9 مايو بمناسبة ذكرى انتصار السوفييت على ألمانيا النازية في 1945.
كما أن السيطرة على ماريوبول ستكون انتصاراً لروسيا على “النيو النازية” وفق ما تعلن موسكو، إذ تعد المدنية معقل “كتيبة آزوف” التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية، وتعتبرها روسيا “ميليشيا من النازيين الجدد”.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن حين أمر بالعملية الخاصة في أوكرانيا أن الهدف مما وصفها بـ”العملية العسكرية الخاصة” هو “إنقاذ أوكرانيا من النازية الجديدة”.
حدود أمر واقع
تقول روسيا الآن إن حربها الأساسية تهدف للسيطرة على دونباس وهي منطقة في شرق أوكرانيا تضم إقليمين يسيطر عليهما جزئياً قوات عسكرية محلية تدعمهم روسيا وتريد من كييف التنازل عنهما.
وفي حال فرض السيطرة الكاملة على ماريوبول الواقعة في الطرف الجنوبي من جمهورية دونيتسك المطل على بحر أزوف، سيكون بإمكان روسيا ربط شبه جزيرة القرم التي ضمتها عام 2014، بالأراضي الشرقية التي يسيطر عليها العسكريون في دونباس.
وبحسب “المعهد الأميركي للدراسات الحربية” في حال تم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار “على أساس الاحتفاظ بما تم الحصول عليه، يمكن لروسيا أن تحتفظ بمناطق عدة في أوكرانيا”، معتبراً أن الأمر “سيقيم حدود أمر واقع” لصالح روسيا.
وسيضمن الاستيلاء على ماريوبول لروسيا السيطرة الكاملة على بحر آزوف الذي يتفرع من البحر الأسود في جزئه الشمالي، ويتصل به عن طريق مضيق كيرتش، ويطل على الشواطئ الأوكرانية من شماله، وعلى روسيا من شرقه، وشبه جزيرة القرم من غربه.
ومنذ 2014 تسيطر موسكو على ضفتي مضيق كيرتش، إذ تقع الضفة الشرقية للمضيق في شبه جزيرة ترمان الروسية، والضفة الغربية في شبه جزيرة القرم. وفي 2018، بنت روسيا جسراً يمتد عبر مضيق كيرتش ليربط شبه جزيرة القرم بالأراضي الروسية.
وإذا نجحت روسيا في الاستيلاء على ماريوبول والأراضي المحيطة بها، فستسيطر على بحر آزوف بشكل كامل، الذي سيصبح بحراً داخلياً.
80% من الساحل الأوكراني ومركز صناعي مهم
وإذا نجحت روسيا في الاستيلاء على ماريوبول والأراضي المحيطة بها، فستسيطر بذلك على 80% من الساحل الأوكراني على البحر الأسود، ما يمكنها من قطع نشاط أوكرانيا التجاري البحري، وبالتالي زيادة عزلها عن العالم الخارجي.
وذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية أن السيطرة على ماريوبول سيمنح روسيا السيطرة على الساحل الجنوبي الشرقي لأوكرانيا، ما يمكّنها من توجيه ضربة كبيرة محتملة لاقتصاد البلاد عن طريق منع أحد أكبر موانئها من الشحن العالمي. فنظراً لتمتعها بأحواض سفن عميقة، تحتضن ماريوبول أكبر الموانئ في منطقة بحر آزوف.
علاوة على ذلك تعد المدينة مركزاً صناعياً مهماً، وتضم أهم مؤسستين لإنتاج الحديد والصلب، هما “إيليتش” للحديد والصلب و”ركس وأزوفستال” لإنتاج الحديد والصلب.
ووفقاً لهيئة الموانئ في أوكرانيا يتم تصدير خمس المعادن الفلزية في البلاد عن طريق ميناء ماريوبول، كما يعني سقوط المدينة سيطرة روسيا على محطة الطاقة زابوروجيا الواقعة في شمال غربي ماريوبول، والتي تنتج نحو 20٪ من الطاقة الكهربائية في أوكرانيا.