سادات بكر يكشف علاقات النظام التركي مع المنظمات الإرهابية
وتورط رموز النظام في أعمال "مافيوية" وتجارة السلاح
رغم أنّه كان مدافع ناريّ عن مواقف وسياسات التحالف الحاكم بين حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية ورئيسيهما رجب طيب أردوغان ودولت بهجلي، شنّ سادات بكر زعيم المافيا التركي هجوماً شرساً على رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، كاشفا عن المزيد من الفضائح، وتوعد أردوغان بالكشف عن فضائح تخصه.
الهجوم أثار جدل كبير في الداخل التركي، والخارج بعد نشره لتسجيل مصور عبر قناته في “يوتيوب” – 6 حتى الآن، وجه فيه اتهامات “مثيرة للجدل” لأسماء سياسية وحزبية معروفة بالوقوف وراء أعمال غير قانونية، وأخرى تتعلق بانتهاكات وممارسات غير مشروعة.
بيان مصور
خلال بيان مصور نشر يوم الأحد (9 أبريل) مدته 41 دقيقة، اتهم بكر البالغ من العمر 49 عاماً وزير الداخلية الأسبق محمد آغار الموالي لحزب الحركة القومية بالتآمر عليه، معلناً أنّه مستعد للانتقام من سوء معاملة ابنته وزوجته خلال المداهمة الأمنية للفيلا اللتان تعيشان فيها.
وقال بكر في تصريحاته: “محمد آغار، المعروف باسم رئيس دولتنا العميقة، هو الذي نسق هذه العملية غير القانونية ضدنا بالتواطؤ مع مجموعة البجع الإعلامية، لكي تشن دعاية سوداء لتصويرنا وكأنّنا عناصر تنظيم إجرامي”.
وذكر بكر إنّ الرئيس أردوغان كان قد قدم تأكيدات وضمانات بأنّه لن يتم مداهمة منازل الناس بعد منتصف الليل، مضيفاً: “لكن 50 شرطياً داهموا الفيلا الخاصة بي في إسطنبول بموجب توجيهات آغار للقيام بذلك، وارتكبوا عديدا من الانتهاكات تجاه أفراد أسرتي، في خطوة تعتبر تكذيبا فعليا لأردوغان، وذلك رغم أنّ تقارير صحفية كتبت، استنادا إلى مصادر حكومية، أنّ العديد من التغييرات ستحدث في تركيا في شهر أبريل وأنّه ستوجه لي “دعوة” بالعودة إلى البلاد، ليتم إعادة الاعتبار لي”.
خمسة تسجيلات إضافية
لم يتوقف سادات بكر عند تسجيل واحد، بل أتبعه بخمس تسجيلات أخرى، حقق نسب مشاهدات عالية وصلت الى 25 مليون مشاهدة وحاول فيها “زعيم المافيا البارز” كشف “خفايا” لا يعرفها المواطنون الأتراك، بحسب وصفه، مستهدفا بذلك أسماء سياسية وحزبية، تعرف بقربها من الحكومة التركية والحزب الحاكم (العدالة والتنمية).
وفي التسجيلين المصورين الأول والثاني، قال سادات بكر إنّه غادر إلى دولة الإمارات العربية، دون أن يكشف أي تفاصيل أخرى عن كيفية وصوله إليها، أو يدعم ذلك بتأكيدات موثقة، لاسيما أنّه مطلوب أمنيا وفق نشرة حمراء عممتها السلطات التركية، منذ أكثر من عام، بتهم تتعلق بـ”الجريمة المنظمة” وتجارة وتهريب المخدرات، بالإضافة إلى استهداف شخصيات أكاديمية ومدنية.
استهدف شخصيات
وأضاف بكر أنّه سيعرض الأشخاص الذين يستهدفهم إلى “هزيمة نكراء أمام كاميرا واحدة وترايبود (حامل)”، على حد تعبيره، في وقت أحدثت تلك التسجيلات هزة في الداخل التركي، وماتزال ارتداداتها قائمة حتى الآن، سواء داخل الأوساط المعارضة أو المؤيدة للحزب الحاكم.
سادات بكر “كسر المحظورات” بحسب ما يتداوله ناشطون معارضون في تركيا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وللمرة الأولى استهدف شخصيات بارزة في الحياة السياسية، من بينها وزير داخلية النظام التركي، سليمان صويلو وجهات إعلامية مثل “مجموعة البجع”، أو كما تسمى باللغة التركية “مجموعة بليكان” المقربة من حزب “العدالة والتنمية”.
صهر أردوغان
بالإضافة إلى استهدافه، بيرات البيرق، صهر أردوغان، رجب طيب إردوغان، وأيضا ووزير الداخلية الأسبق محمد أغار ونجله النائب في حزب العدالة والتنمية”. حيث اتهم أغار بوضع اليد على أموال أحد كبار رجال الأعمال الأتراك و “مارينا بودروم السياحية” التي تدر الملايين من الدولارات.
ويعرف زعيم المافيا، سادات بكر بقربه من الأوساط الحاكمة، سواء حزب “العدالة والتنمية” أو حليفه “حزب الحركة القومية”، وهو ما بدا في تصريحات متفرقة له، إلى جانب صور وثقت دعمه لهذين الحزبين. حيث كان يرفع بيده اليمنى شعار “بوزكورت” للذئب الرمادي الذي تتبناه الحركات اليمينية القومية وبيده اليسرى “شعار رابعة” الذي تتبناه أوساط “العدالة والتنمية”.
وبذلك فإنّ انقلابه الحالي على تاريخه القديم يشكل “صدمة مدوية” لم تتضح أسبابها الرئيسية حتى الآن، خاصة أنّ الاتهامات التي وجهها لم يسبقها مثيل منذ عقد تقريبا.
وكان لافتا من الاتهامات تلك الموجهة لمجموعتي أغار و”البجع” (بليكان)، وقال بكر إنّ هاتين الجهتين تآمرتا عليه في أعقاب العملية الأمنية الأخيرة، كما هاجم سرهاد البيرق مالك مجموعة “تركواز” الإعلامية، وهو شقيق بيرات البيرق.
واتهم بكر، سرهاد بتسخير وسائل إعلامه وقنواته التلفزيونية لتشويه سمعته، حيث خاطبه قائلا: “لقد كسرت عظام نائب حزب العدالة والتنمية فوزي إيشباشاران بالمخفر في عام 2014 لأنّه أساء إلى زوجة رئيس الجمهورية، أي إلى والدة زوجة شقيقك”.
الوزير سليمان صويلو
وفي غضون ذلك، قال بكر إنّ العلاقات مع عائلته هي التي ساعدت الوزير سليمان صويلو على الصعود في صفوف حزب “الطريق القويم” اليميني، قبل أن ينضم إلى “العدالة والتنمية” في عام 2012.
وقال إنّ “صويلو ساعده في تجنب ملاحقة الشرطة له من خلال إخطاره بأنّه يجري التحضير للتحقيق ضده، قبل أن يفر من تركيا في أوائل عام 2020”. وأضاف أيضا أنّ صويلو أخبر الناس سابقا أنّه “يحبه”.
واتهم بكر أيضا وزير الداخلية الأسبق، محمد أغار بالتورط في قضايا “مافياوية”، كما اتهم نجله النائب في “العدالة والتنمية” بذلك، إضافة إلى تحميله مسؤولية ممارسات اغتصاب، وهو الأمر الذي نفاه المتهمان في تصريحات لهم لوسائل إعلام تركية، في الأيام الماضية.
وفي آخر تطورات القضية، نشر بكر، تسجيلا مصورا عبر “تويتر” جمعه مع الصحفي هادي أوزيشيك، زاعما إنّ وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، وضع الأخير كوسيط من أجل “تهدئة الأمور” وإيقاف نشر الفيديوهات عبر موقع “يوتيوب”، والتي تضمنت اتهامات غير مسبوقة لمسؤولين مقربين من الحكومة التركية، بالضلوع في ملفات فساد وأخرى تتعلق بأعمال غير قانونية ومشروعة.
الأعمال القذرة
واعتبر السياسيون والناشطون الأتراك أنّ ما يحصل الآن يعيد الذاكرة إلى تسعينييات القرن الماضي. وشهدت تلك الفترة نشاطا وهيمنة لبعض زعماء المافيا داخل البلاد، وتزامن ذلك مع تقارير إعلامية تحدثت عن تنسيق الأطراف الأخيرة مع بعض الشخصيات المسؤولة داخل البلاد.
تناول بكر مجموعة من “الأعمال القذرة” التي زعم أنّ محمد أغار تورط فيها، منها أنّه نصب مؤامرة كبيرة ضد رجل الأعمال التركي أذري الأصل الشهير مبارز مانسيموف قربان أوغلو، وتابع: “أعرف بالتفصيل كيف تآمرت على مالك مجموعة “بالمالي” قربان أوغلو من خلال اتهامه بالانتماء إلى منظمة فتح الله كولن، رغم أنّ الجميع يعلم جيدا أنّه ليس له أدنى صلة بهذه المنظمة.. كل ذلك من أجل الاستيلاء على شركاته العملاقة التي تعمل بين تركيا وأذربيجان خاصة والذي يبلغ رأس مالها مليارات الدولارات”.
كما اتهم سادات بكر نائب حزب العدالة والتنمية الحاكم تولغا أغار، وهو نجل محمد أغار، باغتصاب وقتل الطالية يلدانا كهرمان قرغيزية الأصل في مدينة آلازيغ والتي كانت تمارس نشاطا إعلاميا، حيث قال: “يلدانا كهرمان تعرضت للاغتصاب على يد ابن رئيس دولتنا العميقة تولغا أغار، ومن ثم عثرت السلطات عليها متوفاة بعد أن رفعت شكوى في هذا الصدد”.
الفصائل السورية
كما نشرت أخبار وصور عبر وسائل إعلام تركية، في ربيع عام 2018، وأفادت بتقديم سادات بكر عددا من سيارات الدفع الرباعي ودروع واقية من الرصاص للفصائل السورية التي تدعمها تركيا في ريف حلب الشمالي، لقاء ما قدموه “في عمليتي درع الفرات وغصن الزيتون”.
بتاريخ 22 مارس 2018 أعلن سادات بكر عن هدية قدمها إلى قادة المرتزقة السوريين، لتقديمهم الدعم للجيش التركي بغزو مدينة عفرين .
الهدية كانت 30 سيارة ذات الدفع الرباعي ، كما وأعلن قبل ذلك عن أرساله آلاف الستر الفولاذية الواقية للمرتزقة السوريين.
توظيف المافيا لصالح الحكومة:
بالتزامن مع تحوله من الديمقراطيين والليبراليين إلى الكيانات غير القانونية بعد فضائح فساد حكومته في نهاية عام 2013، اتجه أردوغان إلى استغلال عصابات المافيا في السيطرة على تجارة المخدرات وبيع الأسلحة والمعدات العسكرية للجيوش الموازية التي أسسها في العالم الإسلامي، بل كل المجموعات المقاتلة في المنطقة، بغض النظر عن انتماءاتها الفكرية، وبصفة خاصة منطقة البلقان. وكان سادات بكر “القومي” من بين قادة المافيا الذين تعاون معهم أردوغان، وقد أرسل مئات السيارات الدفع الرباعي المكتوب عليها اسمه إلى الجيش السوري الحر في هذا الإطار، كما هدد المعارضين بشنقهم على أعمدة الإضاءة وسفك دمائهم مثل الأنهار، على حد تعبيره.
تجارة السلاح
وقد زعم المحلل التركي المعروف سعيد صفاء أنّ سادات بكر يدير تجارة الأسلحة مع نظرائه الشيشان نيابة عن أردوغان، ويقوم بغسيل الأموال التي يكسبها بهذه الطريقة من خلال بعض أندية كرة القدم، مثل نادي “سيليك زينيكا” البوسني الذي اشتراه المدعو أولجون آيدين، ابنه المعنوي وأحد رجاله.
وكان سادات بكر دعا قبيل انتخابات 2019 المحلية أنصار أردوغان إلى التزوّد بالأسلحة، وهدّد مؤيدي تحالف الأحزاب المعارضة بالقتل والاغتيال. ولما ذاق حزب العدالة والتنمية مرارة الخسارة لأول مرة عقب هذه الانتخابات المحلية، لجأ أردوغان إلى كل واردة وشاردة لإلغاء الانتخابات في جميع المدن ويعيدها أو يلغيها في إسطنبول فقط على أقل تقدير، نظراً لأهميتها الاستراتيجية، حيث يصف هذه المدينة بـ”عشقي”، وقال عنها قبل الانتخابات: “من يفوز في إسطنبول يفوز بحكم تركيا”، وبالتالي من يخسرها يخسر تركيا أيضاً.
ولم تقتصر جهود أردوغان لإعادة انتخابات إسطنبول على ممارسة الضغط على مجلس الانتخابات الأعلى، بل وصل الأمر إلى حدّ التهديد بإشعال الشوارع وإحداث الفوضى، إذ أعلن سادات بكر إنّه مستعد لأداء أي مهمة قد تكلفه ما سماه “الدولة”.
اعترف سادات بكر بأن حكومة حزب العدالة والتنمية أرسلت الأسلحة إلى تنظيم النصرة، الذي يعتبر الجناح السوري لتنظيم القاعدة، في شاحنات تابعة له عبر الحدود باعتبارها تحمل مساعدات غذائية إلى تركمان سوريا.
اقتلاع أرجل أردوغان
تأتي تلك التصريحات الصادمة بعد أن توعد زعيم المافيا بأنه سوف يقتلع “أذرع وأرجل” نظام أردوغان، على خلفية دعم الرئيس التركي لوزير الداخلية سليمان صويلو، رغم الاتهامات التي وجهت إليه من قبل سادات بكر.
زعيم المافيا سادات بكر الذي برز مؤخرًا بعد كشفه فضائح صادمة ارتكبها كبار المسؤولين الأتراك، تناول حادثة استيقاف شاحنات الأسلحة المزعوم بأنها تابعة للمخابرات التركية، قائلا: “كنت أرسل باسمي شاحنات محملة بالمواد الغذائية والملابس والسترات الفولاذية والعربات المدرعة إلى إخواننا التركمان في سوريا.
وفي وقت لاحق اقترحت علي شركة سادات الأمنية (برئاسة عدنان تانري فردي، مستشار أردوغان السابق)، ضمّ شاحناتهم إلى أسطول شاحناتي لإرسالها إلى قبائل التركمان في سوريا، لكن علمت فيما بعد أن هذه الشاحنات المحملة بالأسلحة تم تسليمها لجبهة النصرة بدلا من التركمان”.
وأكد سادات بكر أن الشاحنات المحملة بالأسلحة لم تكن تابعة للجيش التركي والاستخبارات الوطنية وإنما كانت تابعة لشركة صادات الأمنية التي توصف في تركيا بأنها “جيش أردوغان الموازي”.
وزعم سادات أن فريق وزير المالية السابق برات ألبيراق، صهر أردوغان، وذكر من بينهم “متين قيراط”، رئيس الشؤون الإدارية التابعة للرئاسة التركية، يتعاونون مع المجموعات الإرهابية في سوريا ويكسبون مليارات الدولارات من خلال تجارة الأسلحة والنفط الخام والنحاس والشاي.
زعيم المافيا علق أيضًا على التصريحات التي أدلى بها الرئيس أردوغان مؤخرًا في صدد الدفاع عن وزير الداخلية سليمان صويلو ونجل رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم إزاء الاتهامات الموجهة إليهما بالتورط في تجارة المخدرات، بقوله: “لقد وصف الأخُ الكبير رجب طيب تصريحاتي بالمؤامرة الدولية المحاكة ضد تركيا، وتوعد بأنهم سوف يلقون القبض علي وينقلونني إلى تركيا. حسنًا ما الذي سيتغير؟ هل نقلي إلى تركيا سيغير الحقائق.. طالما أنت أيدت صويلو فأنا سوف أخصص الفيديو القادم لك، وسوف أتحدث عن تاريخ العلاقة بيننا، وعن كيفية تعرفنا على بعضنا البعض وما جرى من حديث بيننا”.
لا يمكن انكار الحقائق
وأكد سادات بكر أن كل ما يكشف عنه من خلال تصريحاته حقائق لا يمكن إنكارها ويمكن التثبت من صحتها عبر التحقيقات الأمنية والقضائية، وتحدى أردوغان قائلا: “أنا مستعد للخضوع لاختبار جهاز كشف الكذب.. وها أنا أضع سلاحي هنا وأتعهد إن ظهر كذبني فسوف أطلق الرصاص على رأسي”.
سادات بكر تطرق إلى التطورات الأخيرة في فلسطين أيضًا، ساخرًا من ازدواجية المعايير التي يتبعها نظام أردوغان في هذا الصدد، قائلا: “يتهمونني بعدم دعم القضية الفلسطينية.. الواقع أنني أدعمها في حدود طاقتي وقوتي. لكن بالله عليكم من يمكنه تفسير هذا المشهد: إنهم يقدمون لأذربيجان وليبيا كل أنواع الدعم، بما فيها طائرات بدون طيار، وكذلك يؤسسون قاعدة عسكرية في قطر.. وهذه الخطوات أنا أدعمها كذلك وأعتقد بضرورتها بلا شك.. لكن لماذا لا يفعلون الشيئ ذاته مع فلسطين يا ترى؟ إنهم يرسلون تلك الطائرات إلى أذربيجان وليبيا؛ لأن هناك تجارة الغاز والنفط، وكذلك يؤسسون قاعدة عسكرية في قطر لأن هناك الأموال.. هذا هو سبب اكتفائهم بالتصريحات الحماسية تجاه القضية الفلسطينية، فليس هناك أموال.. من وراء دعم فلسطين.”
التجارة مع إسرائيل
ولفت سادات بكر إلى أن نظام الرئيس أردوغان يدعو إلى مقاطعة إسرائيل دون أي رغبة في تطبيق ذلك، قائلا: “الجميع يعلم جيدًا من هو مالك أسطول السفن التي تقوم بالتجارة مع إسرائيل.. يقولون: لنقاطع الحكومة الإسرائلية.. الذي يرغب في مقاطعة إسرائيل يجب عليه قبل كل شيء التراجع عن حمل البضائع الإسرائيلية عبر سفنه.. لا جدوى من وراء هذه المسرحية”.
الفضائح التي كشف عنها سادات بكر على مدار أكثر من شهر، جددت لدى الأتراك الشكوك في تعامل الحكومة من عصابات المافيا، خاصة في حوادث الاغتيالات والاختطاف والاختفاء القسري، وتجارة السلاح والمخدرات.
من هو سادات بكر
حظي سادات بكر في أثناء وجوده داخل الأراضي التركية وعقب هروبه منها بـ”شعبية”، حتى أنّه لقب لفترات طويلة بـ”الريس سادات بكر”.
واسم سادات بكر معروف على نطاق واسع في تركيا، منذ تسعينيات القرن الماضي، من كونه أكبر زعماء المافيا البارزين.
وهو من مواليد ولاية سكاريا عام 1971، ودخل إلى السجن وخرج منه لعدة مرات (1971، 2005، 2007، 2017) في السنوات الماضية.
وكانت محكمة تركية قد برأته مؤخرا من تهمة تهديد مجموعة أكاديمية بالقتل، بسبب دعوتهم للتفاوض وإيجاد حل سلمي لملف الأزمة الكردية.
وكان سادات قد نظم عدة مؤتمرات جماهيرية في مدين تركيا ومنها “ريزه” لدعم رجب أردوغان وحزبه العدالة والتنمية في الانتخابات البرلمانية في عام 2015.
وأكد بكر في كلمته أنّه يعمل لصالح النظام، وهدد منظمة حزب العمال الكردستاني، وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، قائلاً “سنريق دماءهم أنهاراً، وكأنّما تتقطع شرايين العالم بأسره، ولن ننظر إليهم بعين الرحمة أو الشفقة، وعندها سيعرفوننا جيدا”،.
وقال بكر في كلمته أنّه يدعم أردوغان لكونه زعيم البلاد وليس لكونه جاره وابن مدينته ريزه، زاعماً أنّ ألمانيا لها يد فيما تتعرض له تركيا في الآونة الأخيرة.
وكان من اللافت حرص بكر على تعليق صورة له مع الرئيس أردوغان في مدخل ساحة المؤتمر، الذي نظمه في أكبر ميادين مدينة ريزا مسقط رأس أردوغان.