سعيد يؤكد أنه “يسلك الطريق الذي خطه الشعب التونسي”
التيار المعارض للغنوشي داخل النهضة يهدد بالانشقاق وتشكيل حزب جديد
في وقت تشهد فيه حركة النهضة الإخونجية تفاعلات داخلية واسعة ضد قياداتها الحالية، أكد الرئيس التونسي قيس سعيد، أنه “يسلك الطريق الذي خطه الشعب التونسي”، وقال إنه سيتم الإعلان عن “تركيبة الحكومة الجديدة” في الأيام القليلة المقبلة، وسخر من مطالب إعلان “خارطة طريق”، معتبراً أنها “مفاهيم تأتي من الخارج ويرددها البعض دون أن يفهمها”،
وجدد الرئيس التونسي الدفاع عن قراراته في كلمة ألقاها على هامش استقباله، وزير الشؤون الاجتماعية، محمّد الطرابلسي، والمكلفة بتسيير وزارة الاقتصاد والمالية ودعم الاستثمار، سهام البوغديري نمصية، الخميس.
وسخر سعيد، من مطالب إعلان خارطة طريق للمرحلة المقبلة، قائلاً: “خريطة الطريق من المفاهيم التي تأتي من الخارج ويرددها البعض دون أن يفهمها، من يتحدثون عن الخرائط ليذهبوا إلى كتب الجغرافيا، وينظروا في القارات والبحار والجبال”.
وتابع: “الطريقة الوحيدة التي أسلكها وسأسلكها بنفس الثبات ونفس العزم هو الطريق الذي خطه الشعب، ليس هناك طريق آخر”، وقال إن “الخط الذي أعلنت عنه منذ الانتخابات، وقبل الانتخابات، هو الذي أسير فيه”.
ورفض الرئيس التونسي وصف قراراته بالانقلاب، وتساءل، “أيهما أفضل غياب الدولة أم غياب الحكومة لمدة قصيرة حتى تعود الأوضاع كما يتمناها الشعب التونسي؟”، واعتبر أن “هذا الاجتماع دليل على استمرارية الدولة التونسية”، معتبراً أن “هناك من يريدون أن يغيبوا الدولة، وتبقى حكومة أو تبقى حفنة من الأشخاص تنهب الشعب التونسي، ولا مجال لهؤلاء في المستقبل”.
المساعدات الاجتماعية الاستثنائية
من جانبها، ذكرت رئاسة الجمهورية في تونس، أن الرئيس أصدر تعليمات، خلال الاجتماع، بوضع تصوّر واضح ودقيق يُمكّن من التسريع في إجراءات صرف المساعدات الاجتماعية الاستثنائية لفائدة العائلات والفئات الفقيرة ومحدودة الدخل المتضررة من تداعيات جائحة كوفيد-19 المموّل من قبل البنك الدولي للإنشاء والتعمير، لا سيّما مع اقتراب موعد العودة المدرسية والجامعية، وفق بيان صحافي.
وأضافت: “كما اطلع رئيس الجمهورية على نتائج الحملة الوطنية للتلقيح ضد فيروس كورونا، بجانب عرض من السيّدة المكلفة بتسيير وزارة الاقتصاد والمالية ودعم الاستثمار حول التوازنات المالية الكبرى ومدى التقدّم في إعداد قانون المالية التكميلي”.
انشقاق في النهضة
على صعيد آخر، هدّد التيار المعارض لرئيس حركة النهضة الإخونجية، راشد الغنوشي، بالانشقاق وإطلاق حزب سياسي جديد، في حال لم يتراجع الغنوشي إلى الوراء ويفوض صلاحياته للشباب، ويوقف الاستفزازات الموجهة ضد الرئيس قيس سعيّد
وأوضح القيادي في حركة النهضة محمد بن سالم، خلال تصريح لراديو “أكسبرس إف آم”، أنه لا يمكن للقيادة الحالية للحركة التوصل إلى حلول مع الرئيس التونسي بسبب ما وصفه بـ”استفزازات الحركة المتكررة له” .
كما دعا سعيد إلى البدء بمحاسبة حركة النهضة وملاحقة زعيمها في حال ثبوت وجود ملفات فساد ضد قيادييها.
إلى ذلك، أفاد بوجود نيّة لدى التيار الإصلاحي، لإطلاق حزب جديد، في حال عدم تراجع قيادة الحركة الحالية خطوة إلى الوراء.
القيادة الإخونجية عائق أمام الحوار
وقال بن سالم، إن القيادة الراهنة التي يرأسها الغنوشي، تمثل عائقا لفكرة الحوار مع رئيس الدولة، وغير مؤهلة لإجراء حوار لا مع الرئاسة ولا مع المجتمع السياسي.
كما اعتبر أنه بالإمكان تجاوز الأزمة الحالية التي تعيشها البلاد، عن طريق حلول وسطى وحوار مع رئيس الجمهورية، ولكن ليس بين سعيّد والنهضة وإنما عن طريق مكونات المجتمع السياسي والرئاسة أو عن طريق تحالف سياسي يدافع عن الحريّات والديمقراطية، في حال إلغاء الأحزاب.
جاء ذلك على وقع انشقاق داخل النهضة، بعدما ارتفعت أصوات من داخل الحركة، تطالب بتراجع الغنوشي وانسحابه فورا من المشهد السياسي وسحب الثقة من ذراعه الأيمن، رئيس مجلس الشورى عبد الكريم الهاروني، مقابل تعيين قيادة مؤقتة للحزب حتى إجراء مؤتمره القادم نهاية العام الحالي.