سفير الصين في واشنطن: مطالبتنا بإدانة العملية الروسية في أوكرانيا “ساذجة”
بكين وموسكو تقاومان الهيمنة الأميركية
رفض السفير الصيني في واشنطن، تشين جانج، إدانة العمليات العسكرية الروسية في أوكرانيا، واصفاً المطالبات في هذا الصدد بأنها “ساذجة”.
وقال تشين لبرنامج “واجه الأمّة” الذي تبثّه شبكة “سي بي إس” الأميركية: “ثمة معلومات مضلّلة بشأن تقديم الصين مساعدات عسكرية لروسيا”، وأن تفعل بلاده “كل شيء” لتهدئة الوضع في أوكرانيا.
وشدد على أن بكين لا ترسل “أسلحة وذخائر إلى أيّ طرف” في النزاع، واصفاً “المصالح المشتركة” لبلاده مع موسكو بأنها “رصيد” يمكن أن يساعد في محادثات السلام مع كييف.
وأضاف: “الإدانة لا تحلّ المشكلة. سأُفاجأ إذا تراجعت روسيا بعد إدانتها”.
وجاءت تعليقات تشين بعد أيام على تحذير الرئيس الأميركي جو بايدن، نظيره الصيني شي جينبينج من “تداعيات وعواقب” إذا دعمت بكين موسكو في غزوها لأوكرانيا.\
في المقابل، أكد شي لبايدن أن الصين لا تريد الحرب، خلال لقاء افتراضي بينهما الجمعة، كان الأول منذ انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.
ووصفت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة، ليندا توماس جرينفيلد، هذا اللقاء بأنه محادثة “صريحة جداً” بين شي وبايدن. وقالت خلال برنامج “حالة الاتحاد” الذي تبثّه شبكة “سي إن إن”: “أوضحنا موقفنا للصينيين. إنهم في وضع غير مريح”.
العلاقة الاستراتيجية لبكين مع موسكو
وأشارت “بلومبرغ”، إلى أن الصين تسير على حبل مشدود دبلوماسياً، فيما تكثف إدارة بايدن ضغوطاً دولية على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من أجل إنهاء الهجوم على أوكرانيا.
وأعلنت بكين أنها تعارض الحرب، لكنها لم تحمّل بوتين مسؤولية الأزمة الأوكرانية، الذي جاء بعد أسابيع على إعلان شي صداقة “بلا حدود” مع الزعيم الروسي.
واعتبر هو شيجين، رئيس التحرير السابق لصحيفة “جلوبال تايمز” الناطقة باسم الحزب الشيوعي الصيني، أن العلاقة الاستراتيجية لبكين مع موسكو كانت حاسمة في تمكينها على المدى البعيد من معارضة ما وصفه بجهود أميركية لكبح بروز الصين.
وكتب على موقع “ويبو” الصيني، المشابه لـ”تويتر”: “دولتان، الصين وروسيا، تقاومان الهيمنة الأميركية، في مقابل دولة واحدة تواجه الولايات المتحدة وحدها، (هو أمر) يشكّل ديناميّات جيوسياسية مختلفة تماماً”.
وأضاف: “إذا نفذت الولايات المتحدة إكراهاً استراتيجياً شديداً ضد الصين، مع وجود روسيا كشريك، فلن تخشى الصين من فرض الولايات المتحدة حصاراً (بشـأن مصادر) الطاقة. ستكون إمداداتنا الغذائية أكثر أماناً، وكذلك مواد خام أخرى كثيرة”.
توسّع الناتو
تعليقات هو شيجين المؤيّدة لروسيا شكّلت صدى لتصريحات أدلى بها نائب وزير الخارجية الصيني، لو يوتشنج، السبت، اعتبر أن توسّع حلف شمال الأطلسي (ناتو) شرقاً شكّل حافزاً للحرب في أوكرانيا، وشبّه هذه السياسة مع استراتيجية الولايات المتحدة في المحيطين الهندي والهادئ، والتي تعتبرها الصين خطة لاحتوائها.
وقال لو خلال “المنتدى الدولي الرابع حول الأمن والاستراتيجية”: “إن “استراتيجية المحيطين الهندي والهادئ خطرة، مثل استراتيجية الناتو للتوسّع شرقاً في أوروبا. إذا سُمح لها بالاستمرار من دون رادع، فسيؤدي ذلك إلى عواقب لا يمكن تصوّرها، ويدفع في نهاية المطاف منطقة آسيا والمحيط الهادئ إلى هوة حارقة”.