سفينة على متنها 182 مهاجرا في انتظار تصريح من إحدى الحكومات الأوروبية
تبحر سفينة إنسانية على متنها 182 مهاجرا، جرى إنقاذهم يوم الأحد، في المياه الدولية بين إيطاليا ومالطا في انتظار تصريح من إحدى الحكومات الأوروبية لها بالرسو، حيث يتزايد قلق ركابها حول المكان الذي سوف ينتهي بهم المطاف اليه.
وعلى مدار ثلاثة أيام الأسبوع الماضي، التقطت السفينة أوشن فايكنغ التي تحمل علم النرويج، وهي سفينة للبحث والإنقاذ تشترك في تشغيلها منظمتان للمساعدات، 217 شخصا من أربعة قوارب غير صالحة للإبحار في وسط البحر المتوسط. وكان المهاجرون قد غادروا من ليبيا.
واستقبلت مالطا، الدولة الجزيرة العضو في الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة 35 مهاجرا تم إنقاذهم لأنهم كانوا في المياه الواقعة تحت مسؤوليتها. أما الباقون، وعددهم 182 على متن سفينة الإنقاذ، ينامون على الأسطح والأرضيات، بما في ذلك طفل حديث الولادة و13 دون سن 15.
وتساءل أحد المهاجرين كيمو كيبه البالغ من العمر 25 عاما من غامبيا: “هل الاتحاد الأوروبي على علم بالوضع الذي نواجهه؟”، موجها حديثه لممثلي منظمتي “إس أو إس ميديتيرانيه” و”أطباء بلا حدود” الذين كانوا على متن أوشن فايكنغ.
وكان كيمو كيبه يشير إلى الظروف على متن السفينة وأيضا إلى الخطر وانتهاكات حقوق الإنسان التي يواجهها المهاجرون في مراكز الاحتجاز الليبية بعد دخول البلاد بحثا عن فرصة للانطلاق إلى أوروبا في قوارب تجار البشر.
ومررت مالطا إلى النرويج وفرنسا وإيطاليا طلب أوشن فايكنغ للرسو في مكان آمن للركاب. وقال إركينالب كليسي من منظمة أطباء بلا حدود، إنه واجه صعوبة في تقديم إيضاحات للمهاجرين على متن أوشن فايكنغ حول سبب تعذر نقلهم إلى مالطا مثل الـ35 الآخرين.
ورفضت مالطا وإيطاليا حتى الآن قبول أي مسافر، وأحالتا المسؤولية إلى دول الاتحاد الأوروبي الأخرى. وقال كليسي: “إنهم جميعهم أشخاص. جميعهم متساوون، ويجب أن يكون نظام الهبوط المفروض هو نفسه”.
ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة، وصل 6570 مهاجرا إلى إيطاليا عن طريق البحر حتى الآن هذا العام و2260 مهاجرا إلى مالطا. وتريد كلتا الدولتين، وهما أقرب نقطة وصول للسفن التي تعبر وسط البحر المتوسط، من أعضاء الاتحاد الأوروبي الآخرين أن يشاركوا في تحمل العبء.
لم تتوصل الكتلة المؤلفة من 28 دولة إلى اتفاق على نظام تلقائي لتحديد الأماكن التي يسمح فيها للمهاجرين الذين تم إنقاذهم بالهبوط واحتمال طلب اللجوء.
وتخطط الحكومة المالطية لاستضافة اجتماع يوم الاثنين مع السلطات الفرنسية والألمانية والإيطالية في محاولة لإضفاء الطابع الرسمي على اتفاق مؤقت لإدارة المواجهات التي يمكن أن تبقي المهاجرين عالقين في البحر لمدة أسبوع.
ويتهم السياسيون المؤيدون لمنع السفن المنظمات غير الحكومية بالتواطؤ مع المهربين، لكن البيانات تظهر أن معظم الوافدين عبر وسط البحر المتوسط لا يأتون من خلال عمليات الإنقاذ الخيرية.
وسمحت إيطاليا لأوشن فايكنغ الأسبوع الماضي بإنزال 82 مهاجرا في جزيرة لامبيدوسا الصغيرة كان قد جرى إنقاذهم خلال مهمة سابقة. ولكن في أمر تكرر عدة مرات من قبل، لم تمنح الحكومة الإيطالية التصريح إلا بعد موافقة ألمانيا وفرنسا والبرتغال ولوكسمبورغ على استقبال بعض أفراد المجموعة.