سقوط انتخابي مزلزل لحزب المحافظين الحاكم في بريطانيا
المحافظون يتعرضون لأسوأ نتيجة انتخابية منذ مطلع القرن العشرين
حقق حزب العمال بقيادة كير ستارمر فوزراً ساحقاً في الانتخابات العامة على حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، فيما أقر رئيس الوزراء ريشي سوناك بخسارة تاريخية لحزبه متحملاً المسؤولية، قائلاً “أنا آسف”، ومعلناً أنه سيغادر منصبه، فيما مني حزبه بخسارة غير مسبوقة.
وبلغ عدد المقاعد المحسومة لحزب العمال 410 من أصل 650 مقعداً في مجلس العموم، متقدماً بفارق شاسع على حزب المحافظين الذين ستنحصر حصّتهم بـ131 مقعداً في أسوأ نتيجة انتخابية لهم منذ مطلع القرن العشرين.
وبذلك يكون حزب العمال قد زاد مقاعده بنحو 178 مقعداً، فيما فقد المحافظون 197، وزاد الديمقراطيون الأحرار من مقاعدهم بـ43، فيما فقد حزب استقلال اسكتلندا (SNP)، 36 مقعداً ليحصل هذه الدورة على 4 مقاعد فقط حتى الآن.
وربما تكون هذه أول مرة يحصل فيها حزب المحافظين على أقل من 30% من أصوات الناخبين البريطانيين في التاريخ، وفقاً لشبكة “سكاي نيوز” البريطانية.
“التغيير يبدأ الآن”
وقال ستارمر في خطاب فوز حزبه إن “التغيير يبدأ الآن”، مضيفاً: “لقد نجحنا، التغيير يبدأ الآن. عبر أرجاء البلاد، يصحو البريطانيون اليوم على تلك الأنباء، شاعرين بأن حملاً ثقيلاً أزيل من على أكتافهم”.
وأضاف زعيم الحزب الذي سيصبح رئيس الوزراء القادم، “الفوز بهذه الانتخابات كان ممكناً فقط تحت حزب عمال جديد متغير”، وتابع: “لا أعدكم بأن الأمر سيكون سهلاً، وحين تصعب الأمور، سنتذكر هذه الليلة”.
وقال: “اليوم يبدأ فصل جديد من التغيير”، وشدد على أن التفويض الممنوح لحزبه بنتيجة هذه الانتخابات “مسؤولية كبيرة”.
وتابع: “البلد سيأتي أولاً، والحزب ثانياً، يجب أن نظهر أن السياسة يمكنها أن تكون قوة للخير، يجب أن نعيد السياسة لخدمة الصالح العام، مهمتنا ليست أقل من تجديد الأفكار التي تجلب بلدنا سوياً”.
وأضاف: “يجب أن نبدأ العمل فوراً”
“هذه ليلة صعبة”
وقبل خطاب ستارمر، وقبل الإعلان الرسمي عن فوز العمال بالأغلبية، أقر سوناك في خطاب قصير بأحد مراكز الفرز بعد إعلان إعادة انتخابه لمقعده بالخسارة، وقال: “هذه ليلة صعبة على حزب المحافظين، حزب العمال فاز بهذه الانتخابات، اتصلت بزعيم الحزب كير ستارمر وهنأته. الناخبون البريطانيون أصدروا حكمهم اليوم، وهناك الكثير لنتعلم منه ونفكر فيه. أتحمل المسؤولية، وأنا آسف”.
ورغم الخسارة التاريخية للحزب، نجح سوناك في الحفاظ على مقعده، وكذلك، وزير الخزانة جيرمي هانت، فيما خسر نحو 10 وزراء من الحكومة مقاعدهم، وبينهم وزير الدفاع جرانت شابس، وكذلك بيني موردانت التي كان ينظر إليها على أنها الزعيمة المحتملة للحزب.
ومن المتوقع أن يقدم سوناك استقالته إلى الملك تشارلز الثالث في وقت لاحق من الجمعة.