سوناك بعين رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون وزيراً للخارجية
أفاد مكتب رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بتعيين رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون وزيراً للخارجية، خلفاً لجيمس كليفري الذي اختير بدوره وزيراً للداخلية بعد إقالة الوزيرة المثيرة للجدل سويلا برافرمان.
ونقلت وكالة “رويترز” عن وزير الخارجية الجديد قوله في أول تصريح له: نواجه مجموعة صعبة من التحديات الدولية، من بينها الحرب في أوكرانيا والأزمة في الشرق الأوسط.
وقال: على الرغم من أنني ربما أختلف مع بعض القرارات الفردية، فمن الواضح بالنسبة لي أن ريشي سوناك رئيس وزراء قوي ومقتدر، ويظهر قيادة مثالية في وقت صعب.
وأضاف كاميرون أنه يأمل أن تساعده خبرته في رئاسة الوزراء في الفترة من 2010 إلى 2016 في التعامل مع التحديات الدولية الحالية.
وأضاف: أريد مساعدته في تحقيق الأمن والازدهار الذي تحتاجه بلادنا وأن أكون جزءًا من أقوى فريق يخدم المملكة المتحدة ويمكن تقديمه للبلاد عند إجراء الانتخابات العامة.
ووفقا لوكالة “أسوشييتد برس”، فإن تعيين كاميرون كان بمثابة مفاجأة لكبار مراقبي السياسة، إذ من النادر أن يتولى شخص ليس عضوا في مجلس العموم منصبا حكوميا رفيعا، وقد مرت عقود منذ أن تولى رئيس وزراء سابق منصبا وزاريا.
وقالت الحكومة إن كاميرون سيتم تعيينه عضوا في مجلس اللوردات- الغرفة العليا غير المنتخبة في البرلمان.
وكان آخر وزير خارجية خدم في مجلس اللوردات -دون أن يكون عضوا في مجلس العموم المنتخب- هو بيتر كارينغتون، الذي كان عضوا في حكومة رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر في ثمانينيات القرن الماضي.
كاميرون (57 عاماً) العائد إلى الحكومة من بوابة وزارة الخارجية، سبق له أن قاد البلاد في الحكومة الائتلافية من عام 2010 إلى عام 2015، ثم لمدة عام آخر كرئيس لحكومة أغلبية من حزب المحافظين.
لكن حملته التي راهن عليها أودت به إلى الاستقالة في 2016، بعدما اختار 52 في المائة من البريطانيين الخروج من الاتحاد الأوروبي على عكس ما كان يطمح للبقاء في سدة الحكم للعام 2020.
وبالعودة للبدايات، تمكن كاميرون، بعد خمس سنوات من توليه زعامة حزب المحافظين في عام 2005، من إعادة الحزب إلى الحكم، ولو من بوابة حكومة ائتلاف، ثم نجح مُجدداً في انتخابات 2015، بتمكين المحافظين الانفراد بالحكومة بعد الفوز بأغلبية في البرلمان، بعد الهزائم الانتخابية الساحقة للحزب في الأعوام 1997 و2001 و2005.
ويرجع ذلك بحسب مراجعة لسيرته السياسية إلى دخوله معترك السياسة بوصفه الشابَ المحافظ غير التقليدي، الليبرالي، ذا التوجهات العصرية، والمُنشغل بهموم العامة الاجتماعية، والساعي إلى تجديد الحزب ليكون “حزب محافظين لأمة واحدة”.
وقد وصف ديفيد كاميرون نفسه في ديسمبر/كانون الأول 2005 بالقول: “أنا رجل عملي وبراغماتي، أعرف أين أريد الوصول، ولكنني لا ألتزم أيديولوجياً بمنهج واحد محدد”. وقال أيضاً في أغسطس/آب 2008: “سأكون مُصلحاً اجتماعياً جذرياً كما كانت (مارغريت) ثاتشر مُصلحة اقتصادية”.