شروط إسرائيلية جديدة أفشلت مفاوضات الدوحة بشأن غزة
كشفت مصادر سياسية مطلعة على مفاوضات الدوحة بشأن قطاع غزة، والمعنية بتبادل الأسرى بين حركة “حماس” وإسرائيل، إن جولة المحادثات الأخيرة في الدوحة، فشلت جراء تراجع إسرائيل عن ورقة سابقة قدمتها في “مفاوضات القاهرة”، ومحاولة فرض شروط جديدة.
وأوضحت المصادر، أن إسرائيل تراجعت في 3 مواضيع هي الانسحاب من قطاع غزة، وعودة النازحين، وأعداد ونوعية الأسرى الفلسطينيين الذين سيجري إطلاق سراحهم مقابل الرهائن الإسرائيليين.
وأشارت إلى أن إسرائيل وضعت “شروطاً جديدة” لم تكن في الورقة السابقة، مثل إطلاق سراح 40 أسيراً إسرائيلياً على قيد الحياة من مختلف الفئات وليس من المدنيين فقط، والافراج عن جثتي الأسيرين الإسرائيليين الذين قتلا في الحرب على غزة في عام 2014 هادرا جولدن و شاؤول أرون.
وتقوم المرحلة الأولى من المفاوضات، بحسب “مسار باريس”، على إطلاق سراح 40 مدنياً إسرائيلياً مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين، وهدنة مدتها 42 يومياً. وأعلنت “حماس” مؤخراً، أن القصف الإسرائيلي على القطاع، قتل عدداً من الأسرى.
وكانت إسرائيل وافقت في الورقة السابقة على الانسحاب من المناطق المكتظة، أثناء الهدنة، والسماح بعودة النازحين ممن تقل أعمارهم عن التاسعة عشرة وتزيد عن الخمسين، والنساء من مختلف الأعمار. لكن في الورقة الأخيرة حددت إسرائيل أعداد النازحين المسموح لهم بالعودة إلى الشمال بألفي نازح يومياً ابتداء من الأسبوع الثالث من الهدنة. كما وامتنعت عن ذكر كلمة انسحاب في هذه الورقة.
وقالت المصادر، إن الآلية الجديدة المقترحة من إسرائيل لعودة النازحين تنطوي على تقليص عددهم بصورة دراماتيكية بحيث لن يتجاوز عدد العائدين الأربعين ألفاً، وربما يقل عن ذلك.
ونزح مئات آلاف الفلسطينيين من شمال وادي قطاع غزة إلى الجنوب بناء على طلب إسرائيلي في الأسابيع الأولى من الحرب، ومنعتهم السلطات الإسرائيلية من العودة بعد أن اقامت حواجز عسكرية في الطرق الموصلة بين الشمال والجنوب.
تعهد أمريكي لحماس
وطالبت “حماس” في ورقتها بـ”إزالة هذه الحواجز التي تقطع أوصال القطاع”، لكن إسرائيل رفضت ذلك. وقالت المصادر إن ذلك يؤشر على نية إسرائيل إبقاء احتلالها للقطاع.
وبشأن تبادل الأسرى، حددت الورقة الإسرائيلية الجديدة، عدد الأسرى الفلسطينيين الذين سيطلق سراحهم مقابل خمس مجندات إسرائيليات بخمسة أسرى فلسطينيين مقابل كل أسيرة.
وكانت “حماس” طالبت في الورقة السابقة بإطلاق سراح 50 أسيراً مقابل كل مجندة، بينهم ثلاثين من ذوي الحكم بالسجن مدى الحياة تسميهم الحركة.
وقالت المصادر إن ورقة “حماس” الأخيرة، تم تقديمها بناءً على طلب الوسطاء الذين تلقوا تعهداً من الإدارة الأميركية بقبول الورقة والعمل على تطبيقها.
ورحبت الإدارة الأميركية، في حينة، بالورقة التي قدمتها الحركة الفلسطينية، لكن إسرائيل رفضتها.
فرصة التوصل إلى اتفاق
وأشارت المصادر، إلى أن ورقة “حماس” المذكورة، وُضعت على نحو تتقاطع فيه مع الورقة الإسرائيلية، بهدف إنجاح جهود الوسطاء، لكن إسرائيل استغلت ذلك للمطالبة بالمزيد من التنازلات وهو ما رفضته الحركة بشدة.
وعاد الوفد الإسرائيلي المفاوض، الأحد، من الدوحة، مع بقاء الوفد الفني في الدوحة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في الوفد قولها، إن فرصة التوصل إلى اتفاق في هذه الجولة لا تزيد عن 50%. لكن مصادر في “حماس” قالت، إن الفرصة تقل عن ذلك بكثير بسبب الشروط الإسرائيلية “غير المقبولة”.
واتهم مسؤولون في حركة “حماس”، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بالعمل على إفشال المفاوضات، معتبرة أنه يرسل الوفود فقط من أجل إرضاء الرأي العام المحلي والإدارة الأميريكية التي لا تخفي سعيها للتوصل إلى اتفاق.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، في وقت سابق، الأحد، إن تل أبيب وافقت على اقتراح تسوية طرحتها الولايات المتحدة بشأن تبادل الأسرى الفلسطينيين، والمحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، فيما ينتظر الجانب الإسرائيلي رد حركة “حماس”، بينما شددت الحركة الفلسطينية على أن المفاوضات “لا تزال متعثرة”، وأن “المواقف بعيدة”، متهمة تل أبيب بالتلاعب.
وأضاف قيادي بحركة “حماس”: “الاحتلال يحاول استغلال المفاوضات لإعطاء غطاء للاستمرار في الجرائم والعدون.. العدو يريد أن يصل إلى وقف إطلاق نار مؤقت ويتمكن بعده من العودة للعدوان من جديد ضد شعبنا”.