صحفي فلسطيني أحد ضحايا أردوغان
نشطاء يدشنون حملة لإطلاق سراح أحمد الأسطل
الصحفي الفلسطيني أحمد الأسطل، لم يكن أول ضحية لجنون أردوغان وهوسه بانتهاك حقوق الإنسان، واختطاف الأشخاص وتعذيبهم في زنازينها لإجبارهم على الإدلاء باعترافات لجرائم لم يرتكبوها يوما، بل هو أحد ضحاياها من قائمة طويلة.
السيناريو يكاد يكون نفسه مع اختلاف بسيط في الأسماء، والحبكة الدرامية تتكرر بشكل بات مملا، في فصول مأساوية تكتبها مخابرات النظام التركي، وتحيكها بحق مواطنين أجانب على أراضيها.
قصة حزينة جديدة، ومسرحية باهتة الفصول، تضع الصحفي الفلسطيني بين براثن مخابرات رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان، بذات التهمة المفبركة: التجسس لصالح دولة الإمارات.
اعتقال الصحفي أحمد الأسطل، الذي قالت عائلته إنه مصاب بمرض السرطان في الغدة الدرقية وأجرى عملية استئصال ما يجعل استمرار حياته مرتبطا بالأدوية، فجر غضبا فلسطينيا وعربيا عبر مواقع التواصل، واستنكارا واسعا لممارسات تركيا ضد الفلسطينيين، وانتهاكها لحقوق الإنسان.
وعلاوة على التعليقات المنددة والغاضبة، أطلق نشطاء عبر موقع تويتر هاشتاق #أطلقوا_سراح_أحمد_الأسطل، في حملة إلكترونية سرعان ما اجتاحت مواقع التواصل، وجعلت رواد الشبكة العنكبوتية يستعرضون تاريخ أنقرة المشين في انتهاك حقوق الإنسان، وفبركة الاتهامات لتصفية المنتقدين والمعارضين للنظام التركي.
وتحدثت حسابات عما يتعرض له المعارضون والصحفيون الأتراك من تعذيب وتصفية داخل سجون أردوغان، مشيرين إلى مسرحية الانقلاب التي اتخذ منها أردوغان شماعة للإيقاع بجميع منتقديه، والزج بهم في السجون، أو تحت مقصلة جلاديه.
وفي يوليو/تموز الماضي، كشفت المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان ارتفاع عدد شكاوى الشعب التركي، من مدنيين وعسكريين، بحق حكومتهم إلى أرقام قياسية.
واستنادا إلى بيانات حصلت عليها من منظمات حقوقية تركية مستقلة، لفتت المحكمة إلى أن عدد السجناء بلغ، بالعامين الماضيين، 360 ألفا، وارتفع عدد مجموعهم في الزنزانة الواحدة من 6 في 2002 إلى 35 سجينا حاليا.
وبحسب المصدر نفسه، تعكف وزارة العدل التركية على إقامة 193 سجنا جديدا، لينضم إلى 580 أخرى موجودة بالبلاد، ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من كل هذه السجون بحلول 2021 بكلفة تصل إلى ما يعادل نحو 700 مليون دولار.
أحمد الأسطل، فلسطيني من غزة يبلغ 45 عامًا، يحمل وثائق سفر أردنية، اختطفته المخابرات التركية بتهمة ملفقة.
قضية مفبركة لا تعرف عائلة الأسطل حتى اليوم هدف أنقرة منها، رغم إدراكها أن ما يحصل لابنها ليس بالأمر الغريب، فلق سبق وأن احتجز نظام أردوغان العديد من الفلسطينيين وغيرهم من مواطني الدول الأخرى، لمآرب مختلفة.
وفي بيان أصدرته عقب الإعلان عن اختطاف ابنها، وصفت عائلة الأسطل قضية احتجازه بـ”المسرحية المسخة”، مشيرة إلى أن السلطات التركية “أنكرت وجوده لديها في البداية، “وعندما تم التواصل معهم، بدأت السلطات بالكذب والمراوغة”.
وأضافت العائلة، في بيان اطلعت عليه “العين الإخبارية” أن السلطات التركية “قطعت علاقات زوجته وابنتيه عن العالم بمصادرة حواسيبهم، مستنكرة تقديم الأسطل إلى المحاكمة من دون إخبار عائلته أو محاميه.
وينتظر نشطاء فلسطينيون وعرب ومن العالم أسره تدخل المنظمات الحقوقية الدولية، والسلطات الفلسطينية والأردنية، لوقف أطوار المسرحية بحق الصحفي، ووضع حد لنزيف الانتهاكات التركية بحق مواطنيها أو المقيمين على أراضيهم، من أجل مصادرة الحريات وتكميم الأفواه.
الأوبزرفر العربي