صراع إرادات داخل النهضة الإخونجية في تونس
الغنوشي أبرز أزمات المؤتمر 11 للحركة
أكد عبداللطيف المكي، القيادي البارز داخل حركة النهضة الإخونجية، ووزير الصحة السابق في حكومة إلياس الفخفاخ، أنه “ليس من حق راشد الغنوشي أن يُعرِّض الحزب للمخاطر”، مضيفا “الاختلاف داخل النهضة حول رئاسة الحركة هو اختلاف هام ويجب التعامل معه بالحكمة اللازمة”.
واعتبر المكي أن ترشح الغنوشي مجددا لرئاسة الحركة ضرب لقيمة حقيقية داخل الحزب، مؤكّدا أنّه لن يترشح لرئاسة النهضة الإخونجية في صورة ترشح راشد الغنوشي مجددا.
وحذر المكي، من تداعيات ترشح رئيس الحركة الإخونجية، راشد الغنوشي لفترة جديدة على رأس الحزب وهو ما يعكس وفقا لمراقبين تنامي الانقسامات داخل الحركة قبل أشهر من مؤتمرها الحادي عشر.
وانتقد القيادي المكي، في تصريح لإذاعة محلية، محاولات التمديد في عهدة الغنوشي لمواصلة ترؤس الحركة.
وقال “التواصل القيادي في حركة النهضة مضمون ولذلك تجدد القيادة والمهم أن يكون لديها ما تضيف لمضامين الحزب ولطريقة إدارته وبالتالي لا خوف على استمرارية القيادة ”.
وتكشف تصريحات المكي تصدعا واضحا بين “قيادات الصف الأمامي” داخل النهضة، فضلا عن تخوف الرجل أكثر من أي وقت مضى من تداعيات تمسك الغنوشي بـ”كرسي” القيادة كزعيم أوحد خاصة بعد تفاعله مع الرسالة التي بعث بها 100 قيادي للزعيم التاريخي للنهضة.
وأفادت الكاتبة والمحللة السياسية فاطمة الكراي في تصريح صحافية، أن “واقع التصدع والخلافات ليس بالأمر الجديد في حركة النهضة”، متسائلة عن حقيقة هذا التصدع بالقول، “هل فعلا أن حركة النهضة تمر بخلافات وصراعات، أو تريد تمرير صورة أخرى كمراوغة سياسية لما يحدث؟”، في إشارة إلى الأزمة السياسية التي تمر بها البلاد.
وأضافت الكراي “الإسلام السياسي اليوم في حالة انحسار، وإذا تواصل اعتبار الغنوشي هو المحرك الأساسي والقادر الوحيد على مد جسور التواصل داخل الحركة، فإن الحركة سوف تتصدع لأن هناك أجيالا من المسؤولين ينتظرون حمل المشعل برؤية وتصورات جديدة غير منهج الغنوشي”.
وتابعت “هناك قيادات في حركة النهضة ترفض مواصلة الغنوشي لأنه خطر على الحركة والحزب، ولكن تعيين الرجل مرة أخرى وارد لأنه سوف يستمد قوته من المناصرين له في ظل وجود 700 عضو منهم 100 فقط أطلوا برؤوسهم ليعلنوا الرفض والمعارضة”.
وختمت فاطمة الكراي بالقول “إذا استمر الغنوشي، سوف تكون هناك نهضتان أو ثلاث”.
وتشهد الحركة صراعا حول المؤتمر الحادي عشر. وتعمقت الخلافات مع دعوة 100 قيادي الغنوشي إلى عدم الترشح مجددا لرئاسة الحركة، وهو ما دفع الغنوشي إلى الاستنجاد بقيادات قديمة على غرار رياض الشعيبي وحمادي الجبالي، وهي قيادات غادرت النهضة منذ فترة، لتخفيف الضغط عليه.
واعتبر زهير حمدي الأمين العام للتيار الشعبي، أن “جزءا كبيرا من مشكلة تونس هو حركة النهضة سواء بمشاكلها الداخلية في الحزب أو بمصالحها البرلمانية والسياسية، خصوصا وأنها تفردت بدواليب السلطة منذ أكثر من 10 سنوات”.
وأضاف حمدي في تصريحات لوسائل الإعلام، “النهضة اليوم تحالفت مع رموز الفساد وأصبح البرلمان تحت سيطرتها وهي تقوم بدور تخريبي في البلاد“.
وأشار الأمين العام للتيار الشعبي إلى أنه بصرف النظر عن مواصلة الغنوشي على رأس الحركة من عدمها وذلك باعتباره عنصرا مهما في أجندات الحركة إقليميا ودوليا فإن النهضة مشروع وفكر، قائلا “النهضة ليست الغنوشي وحده”.
وتتخبط النهضة بين ضرورة تجاوز خلافاتها الداخلية وإرساء مبدأ التداول السلمي على القيادة الذي بغيابه قد تفقد إشعاعها الإقليمي والدولي، والمطالب الملحة لخروج الغنوشي الذي يمسك بملف التمويل وشبكات العلاقات الخارجية، فضلا عن تعيين أعضاء المكتب التنفيذي والسياسي وثلث أعضاء مجلس الشورى.
الأوبزرفر العربي