طالبان الإرهابية تنفّذ هجوم عنيف على قاعدة للجيش الأفغاني
أعلنت حركة طالبان الإرهابية، اليوم الخميس، مسؤوليتها عن هجوم عنيف استهدف قاعدة للجيش الأفغاني، شرقي البلاد.
وفي وقت سابق من اليوم، قتل خمسة أشخاص إثر انفجار شاحنة محملة بالمتفجرات قرب محكمة عسكرية في مدينة غرديز بشرق أفغانستان.
وقال الناطق باسم الحركة ذبيح الله مجاهد في رسالة لوسائل الإعلام: “بعد الإعلان عن الحملة (…) نفذ هجوم استشهادي ضد مقر مهم للقيادة العسكرية تابع لإدارة كابول”.
ويأتي هذا الهجوم، بعد يومين من اثنين آخرين مروعين أسفرا عن مقتل 56 شخصا، أحدهما استهدف مستشفى توليد في كابول أدى إلى مقتل 24 شخصا، والآخر في شرق البلاد موقعا 32 قتيلا.
وحمّل الرئيس الأفغاني أشرف غني حركة طالبان الإرهابية وتنظيم داعش، مسؤولية هجومي الثلاثاء، وأمر القوات الأفغانية بالعودة إلى “الوضعية الهجومية واستئناف عملياتها ضد العدو.
وبعد قرار الرئيس الأفغاني، هددت طالبان الإرهابية بصد أية ضربات تتعرض لها مواقعها.
وردت السلطات على تحذير طالبان بالقول إن هذه المجموعة لطالما دأبت “على العنف والحرب”.
ويأتي هذا التغيير في موقف القوات الأفغانية بعد أشهر من التزامها بالرد الدفاعي فقط على أية هجمات لطالبان.
وكان هدف تلك الخطوة إظهار حسن نية قبل بدء محادثات سلام محتملة، لكن حركة طالبان لم تبادر بالمثل وقامت بدلا من ذلك بشن سلسلة هجمات بدأت مع توقيعهم اتفاقا مع الولايات المتحدة في فبراير/شباط الماضي.
ويثير هذا التصعيد تساؤلات حول مصير عملية السلام الهشة، في وقت تواجه أفغانستان أزمة صحة عامة في ظل تفشي فيروس كورونا.
وكانت حركة طالبان الإرهابية قد رفضت دعوة الحكومة الأفغانية لوقف إطلاق النار خلال شهر رمضان، من أجل إتاحة الفرصة للسلطات للتركيز على مكافحة وباء كورونا، مما أثار القلق مجددا بشأن مصير عملية السلام الهشة في البلاد.
وتزايدت الآمال في وضع حد لعقود من الحرب في أفغانستان في أواخر فبراير الماضي، عندما وقعت طالبان والولايات المتحدة اتفاقا يقضي بسحب القوات الأجنبية التي تقودها واشنطن مقابل ضمانات أمنية من طالبان.
لكن الاتفاق لا يتضمن وقف إطلاق النار، حيث تُرك للحكومة التي تدعمها الولايات المتحدة كي تتفاوض عليه مع المسلحين.
وقال سهيل شاهين المتحدث باسم حركة طالبان في رسالة على “تويتر”، إن وقف إطلاق النار سيكون ممكنا في حالة تنفيذ عملية السلام “بشكل كامل”، لكن وجود “عقبات” يعني أن طالبان لم تلق بعد سلاحها.
وأضاف شاهين في رسالته: “طلب وقف إطلاق النار ليس معقولا ولا مقنعا”.
وسجلت أفغانستان أكثر من 1300 إصابة بالفيروس، لكن خبراء الصحة يقولون إن العدد قد يكون أكبر من ذلك في ظل عمليات فحص محدودة، ونظام صحي ضعيف سيواجه صعوبة في مواجهة تفشي الفيروس على نطاق واسع.
كانت حركة طالبان الإرهابية، قد وافقت في فبراير على “خفض العنف” لمدة أسبوع، تمهيدا لتوقيع اتفاق مع الولايات المتحدة، وهو ما تم بالفعل في 29 فبراير.
لكن الحركة استأنفت الهجمات على القوات الحكومية بعد ذلك بقليل.
وفي وقت سابق، دعا حلف شمال الأطلسي طالبان إلى خفض العنف، والانضمام إلى محادثات السلام، وقال سفراء دول الحلف في بيان حول جهود السلام إن “المستوى الحالي للعنف الذي تسببه طالبان غير مقبول”.
كابول- الاوبزرفر العربي