طهران وواشنطن تتفقان على تبادل سجناء
إيران تؤكد والولايات المتحدة تنفي
أعلن مسؤول إيراني، الأحد، أن طهران وواشنطن اتفقتا على تبادل سجناء، والإفراج عن أموال إيرانية مجمدة في الولايات المتحدة، وسط نفي أميركي لأي حديث حول هذا الاتفاق، وتقليل بريطاني بشأن توقعات بإفراج طهران عن زاغاري راتكليف.
وقالت مصادر إعلامية قريبة من إيران، نقلاً عن مسؤولين إيرانيين لم تذكر أسماءهم، إن طهران ستفرج عن 4 أميركيين متهمين بالتجسس مقابل الإفراج عن 4 إيرانيين محتجزين في الولايات المتحدة وتسديد 7 مليارات دولار من الأموال الإيرانية المجمدة.
وكان الجانبان أجريا آخر عملية لتبادل السجناء في يناير 2020 بين مواطن الأميركي من أصول إيرانية ماجد طاهري، وضابط البحرية الأميركية مايكل وايت الذي كان مسجوناً في إيران.
ونقل التلفزيون الإيراني، عن مسؤول إيراني تأكيده أنه سيتم الإفراج عن نازانين زاغاري راتكليف مديرة البرامج في مؤسسة تومسون رويترز الخيرية “بعد تسديد دين عسكري” مستحق لإيران لدى بريطانيا.
وأضاف “تم كذلك وضع اللمسات الأخيرة على الإفراج عن راتكليف مقابل أن تدفع المملكة المتحدة لإيران دينها البالغ 400 مليون جنيه إسترليني”. وتحمل راتكليف الجنسيتين الإيرانية والبريطانية.
وزاغاري-راتكليف موقوفة في إيران منذ عام 2016، وأواخر أبريل الماضي حكم عليها بالسجن لمدة عام ومنعت من مغادرة إيران لمدة 12 شهرا اضافية.
واشنطن تنفي
من جانبها، نفت وزارة الخارجية الأميركية، الأحد، صحة التقارير عن صفقة لتبادل السجناء مع إيران.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، نيد برايس، لـ”رويترز”: “التقارير التي تفيد بالتوصل إلى اتفاق لتبادل السجناء ليست صحيحة”.
وأضاف: “كما قلنا، نثير دائماً قضايا الأميركيين المحتجزين أو المفقودين في إيران. لن نتوقف حتى نتمكن من لم شملهم مع عائلاتهم”.
وفي نفس السياق، قلل مسؤول في وزارة الخارجية البريطانية، الأحد، من شأن تكهنات بالإفراج المحتمل عن موظفة الإغاثة الإيرانية-البريطانية نازانين زاغاري راتكليف.
وزير الخارجية البريطاني
واعتبرت لندن، الأحد، أن معاملة نازانين ترقى إلى “التعذيب”، وأن إيران تتخذها رهينة، وذلك بعد صدور حكم جديد ضدها إضافة إلى منعها من مغادرة البلاد.
وقال وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، الذي تحدث إلى نازانين الأربعاء إنها “محتجزة بشكل غير قانوني” و”تعامل بالطريقة الأكثر تعسفاً وإساءة”.
وأضاف راب لشبكة بي بي سي: “أعتقد أن الطريقة التي تعامل بها ترقى إلى التعذيب، والإيرانيون ملزمون بشكل واضح، وبلا لبس، الإفراج عنها”.
لكن ريتشارد راتكليف زوج نازانين يعتبر أن زوجته محتجزة رهينة في إطار لعبة سياسية. ورداً على سؤال عما إذا كانت لندن تعتبر أنها “رهينة”، قال وزير الخارجية: “من الصعب ادّعاء عكس هذا الوصف، سبق أن قلت ذلك”.
وأضاف: “من الواضح أنها تستخدم في لعبة قط وفأر يلجأ إليها الإيرانيون أو بالتأكيد جزء من النظام الإيراني، ويحاولون استخدامها للضغط على المملكة المتحدة” كغيرها من حاملي الجنسيتين المحتجزين أو الملاحقين من القضاء الإيراني والذين تطالب لندن بالإفراج عنهم “فوراً وبدون شروط”.
صفقة شراء دبابات
ويربط ريتشارد راتكليف محنة زوجته بديون بريطانية قديمة مترتبة على بريطانيا تعود الى أكثر من 40 عاماً عندما أبرم شاه إيران مع لندن صفقة شراء دبابات ودفع ثمنها 400 مليون جنيه إسترليني. وبعد الإطاحة بالشاه عام 1979 رفضت بريطانيا تسليم الدبابات إلى الجمهورية الإسلامية.
وتعترف لندن بأنها مدينة لإيران بمئات ملايين الجنيهات الإسترليني وفق العقد المبرم مع شركة بريطانية وسيطة هي “الخدمات العسكرية الدولية” (آي إم إس)، لكنها تتذرع بعدم القدرة على إعادة المال كونها مقيدة بالعقوبات الدولية المفروضة على إيران.
وقال راب: “نحن ندرك أنه يجب سداد ديون شركة (آي إم إس) ونبحث في ترتيبات لتأمين ذلك”. لكنه قال إن المحادثات النووية الجارية حالياً مع إيران والانتخابات الرئاسية المقبلة تشكل خلفية صعبة في جميع المفاوضات.
وشدد الوزير على أن المعتقلين من مزدوجي الجنسية بمن فيهم زاغاري راتكليف “ينبغي عدم استخدامهم للضغط في أي مفاوضات”، مضيفاً “إنها من أساسيات النزاهة الأخلاقية”.
وأصدرت محكمة في طهران حكماً جديداً بالسجن عاماً واحداً ومنع السفر لعام بحق زاغاري راتكليف (42 عاماً) بتهمة “الدعاية” ضد الجمهورية الإسلامية، بعد أسبوع من انتهاء عقوبتها بالسجن خمس سنوات بتهمة التآمر لقلب نظام الحكم.