الأوبزرفر العربي يرصد أبرز ردود الفعل العالمية على خطة ترامب للسلام
أثارت خطة السلام التي أعلنت عنها الإدارة الأميركية، يوم الثلاثاء، لأجل تسوية النزاع بين إسرائيل والفلسطينيين، ردودا أفعال متباينة.
وقال متحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في بيان تلاه بعد إعلان الولايات المتحدة عن خطتها للسلام في الشرق الأوسط إن الأمين العام أنطونيو غوتيريش يتعهد بمساعدة إسرائيل والفلسطينيين على التوصل إلى سلام قائم على قرارات المنظمة الدولية والقانون الدولي والاتفاقات الثنائية ورؤية الدولتين بناء على حدود ما قبل 1967.
وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أصدر قرارا قبل شهر من تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب السلطة في يناير كانون الثاني2017 دعا فيه إلى انهاء المستوطنات الإسرائيلية بتأييد 14 صوتا وامتناع إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن التصويت.
وفي لندن، قال المتحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إن خطة السلام التي أعلنها ترامب، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، قد تكون خطوة إيجابية لأجل تسوية النزاع.
وجاء موقف لندن عقب اتصال هاتفي بين لندن والرئيس الأميركي، دونالد ترامب، الذي حث الفلسطينيين على القبول بالخطة لأنها تحمل مستقبلا واعدا، بحسب قوله.
من ناحيته، قال وزير خارجية بريطانيا، دومينيك راب، يوم الثلاثاء، إن بلاده تحث زعماء إسرائيل والفلسطينيين على النظر بإنصاف في خطة السلام الأميركية.
وفي أوروبا أيضا، قالت وزارة الخارجية الألمانية، في موقف مقتضب، إن السبيل الوحيد لإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني هو “حلٌ يقبله الطرفان”.
في غضون ذلك، دعت روسيا الثلاثاء الإسرائيليين والفلسطينيين إلى الشروع في “مفاوضات مباشرة” لإيجاد “تسوية مقبولة للطرفين” بعد إعلان دونالد ترامب عن خطته.
وصرح نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف “يجب الشروع بمفاوضات مباشرة للتوصل إلى تسوية مقبولة للطرفين. لا نعرف ما إذا كان المقترح الأميركي مقبولاً للطرفين أو لا. علينا أن ننتظر ردود فعل الأطراف المعنية”.
وأضاف “المهم هو أن يعبر الفلسطينيون والعرب عن آرائهم”، مشيراً إلى أن موسكو ستقوم بـ”دراسة” الخطة الأميركية.
من جانبه، أكد الاتحاد الأوروبي مجددا الثلاثاء التزامه “الثابت” بـ “حل الدولتين عن طريق التفاوض وقابل للتطبيق”.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في بيان باسم دول التكتل إن الاتحاد “سيدرس ويجري تقييما للمقترحات المقدمة”. وتابع أنه سيفعل ذلك على أساس ما أعرب عنه سابقا، داعياً إلى “إعادة إحياء الجهود اللازمة بشكل عاجل” بهدف تحقيق هذا الحل التفاوضي.
ودعا البيان إلى “ضرورة مراعاة التطلعات المشروعة لكل من الفلسطينيين والإسرائيليين، مع احترام جميع قرارات الأمم المتحدة والاتفاقيات الدولية ذات الصلة”.
وتابع “يؤكد الاتحاد الأوروبي مجددا استعداده للعمل من أجل استئناف مفاوضات جادة بهدف حل جميع المسائل المتعلقة بالوضع الدائم وتحقيق سلام عادل ودائم”.
وقال وزير الخارجية الالماني هايكو ماس تعليقا على خطة الرئيس الاميركي دونالد ترامب الثلاثاء إن الحل “المقبول من الطرفين” هو وحده يمكن أن “يؤدي الى سلام دائم بين الاسرائيليين والفلسطينيين”.
وأضاف في بيان أن “الاقتراح الأميركي يثير أسئلة سنناقشها الآن مع شركائنا في الاتحاد الأوروبي”، معددا ضمن هذه الأسئلة “مشاركة أطراف النزاع في عملية تفاوض”.
وأشاد نتنياهو بمضامين خطة السلام التي أعدتها الإدارة الأميركية، قائلا وسط تصفيق في البيت الأبيض، إن إسرائيل لم تحظ يوما بصديق أقوى في البيت الأبيض مثل دونالد ترامب.
وردا على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للسلام في الشرق الأوسط، دعا حلفاء رئيس الوزراء الإسرائيلي، من القوميين المتطرفين إلى ضم المستوطنات في الضفة الغربية على الفور.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي، نفتالي بينيت، إن المقترح يقدم لإسرائيل “فرصة لتحديد أراضي بلادنا” و”ضم كل المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الإسرائيلية داخل سيادة دولة إسرائيل”.
وأضاف بينيت، وهو أحد صقور حزب “يمينا” القومي، أن إسرائيل “لا يمكنها أن تنتظر إلى ما بعد الانتخابات، ولن ترضى بسيادة جزئية، لنأخذها كاملة الآن”.
من ناحيتها، قالت أيليت شاكيد، وهي وزيرة العدل الإسرائيلية السابقة وزميلة بينيت السابقة في الانتخابات، إن إسرائيل في “لحظة تاريخية”، ودعت هي الأخرى لضم أراض الضفة الغربية من طرف واحد.
وكتبت عبر تويتر “الجزء الخطير من الخطة، هو إنشاء دولة فلسطينية أو الاعتراف بدولة فلسطينية.. لن يحدث”.
أكد الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، يوم الثلاثاء، رفضه مجددا لخطة السلام التي أعلنها الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، قائلا إن “الصفقة لن تمر”.
وقال عباس، خلال مؤتمر صحفي عقده في رام الله عقب اجتماع القيادة الفلسطينية إن “القدس ليست للبيع”، مضيفا أن “المؤامرة لن تمر” والشعب الفلسطيني سيرفضها.
وشدد على التمسك بدولة فلسطين وعاصمتها القدس، وذلك ردا على خطة السلام التي اعتبرت المدينة “عاصمة لا تتجزأ لإسرائيل”.
وأشار عباس إلى أن “مخططات تصفية القضية الفلسطينية سائرة إلى فشل وزوال، وشدد على أن الأولوية في الوقت الحالي لـ”جبهات المقاومة”.
ودعت مصر الفلسطينيين والإسرائيليين إلى دراسة خطة السلام التي أعلن عنها الرئيس دونالد ترامب وفتح قنوات لاستئناف المفاوضات برعاية أميركية.
وقالت الخارجية المصرية إنها مصر تقدر “الجهود المتواصِلة التي تبذلها الإدارة الأميركية من أجل التوصُل إلى سلام شامل وعادل للقضية الفلسطينية، بما يُسهم في دعم الاستقرار والأمن بالشرق الأوسط، وينهي الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي”.
وأضافت الخارجية في بيان أن مصر ترى أهمية النظر لمبادرة الإدارة الأمريكية من منطلق أهمية التوصُل لتسوية القضية الفلسطينية بما يعيد للشعب الفلسطيني كامل حقوقه المشروعة من خلال إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وفقاً للشرعية الدولية ومقرراتها.
من جانبه، قال السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، إن الإمارات تقدر الجهود الأميركية المستمرة للتوصل إلى اتفاق سلام حقيقي بين الفلسطينيين وإسرائيل.
وأضاف العتيبة أن دولة الإمارات تعتقد أن بإمكان الفلسطينيين والإسرائيليين أن يحققوا سلاما دائما وتعايشا حقيقيا بدعم من المجتمع الدولي.
وأكدت وزارة الخارجية الأردنية، يوم الثلاثاء، تمسكها بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وفق حل الدولتين، قائلة إن هذا هو سبيل السلام.
وأوضح وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن بلاده تريد سلاما حقيقيا وعادلا وفق قرارات الشرعية الدولية، وبما ينهي الاحتلال ويحفظ حقوق الشعب الفلسطيني ويحمي مصالح الأردن.
وشدد الصفدي على ضرورة إطلاق مفاوضات جادة ومباشرة تعالج جميع قضايا الوضع النهائي، في إطار حل شامل وفق الشرعية الدولية والمبادرة العربية.
وتنص الخطة على أن “القدس عاصمة غير مقسمة لإسرائيل”.
كما تدعو خطة ترامب إلى تمكن اللاجئين الفلسطينيين من العودة لدولة فلسطينية في المستقبل وإنشاء “صندوق تعويضات سخية”.
وتضمنت الخطة “ربط الدولة الفلسطينية المقترحة بطرق وجسور وأنفاق من أجل الربط بين غزة والضفة الغربية”.