عمران خان يتقدم حشداً من أنصاره نحو العاصمة الباكستانية إسلام آباد
يطالبون الحكومة بإجراء انتخابات مبكرة وجلب الحرية الحقيقية للبلاد
وسط مخاوف من مواجهة عنيفة بين قوات الأمن الباكستاني وأنصاره، حشد رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، الجمعة، الآلاف من أنصاره في مدينة لاهور شرقي البلاد، للانضمام إلى قافلة من السيارات والشاحنات المتجهة إلى العاصمة إسلام آباد، للضغط على الحكومة بشأن إجراء انتخابات مبكرة.
ويعتزم خان أن يتقدم قافلة السيارات على مهل باتجاه الشمال حتى إسلام آباد، ليجذب مزيداً من الدعم على طول الطريق قبل أن يدخل العاصمة في غضون أسبوع.
وقال خان إنه يتوقع انضمام مئات الآلاف له بمجرد وصوله إلى هناك، فيما طالب حزبه “حركة الإنصاف” من السلطات في العاصمة السماح بـ “اعتصام احتجاجي”.
وأضاف في رسالة مصورة عشية المسيرة: “أريد مشاركتكم جميعاً. ليس هذا من أجل السياسة أو المكاسب الشخصية أو الإطاحة بالحكومة (…) هذا من أجل جلب الحرية الحقيقية للبلاد”.
من جانبهم، قال أعضاء الحزب إن “حركة الإنصاف مستعدة للتفاوض مع حكومة رئيس الوزراء شهباز شريف الائتلافية، حال أعلنت موعداً لإجراء انتخابات مبكرة”.
وتقول الحكومة إن الانتخابات ستُجرى في موعدها أكتوبر من العام المقبل، لكن خان يقول إنه “لا يعتزم الانتظار”.
مخاوف من المواجهة
وردد الحشد المتنامي لأنصار خان في لاهور هتافات من بينها “عمران، عدد لا يحصى من الناس مستعد للتضحية بحياته من أجلك”، ومع احتشاد أنصاره في لاهور، انتشرت أعداد كبيرة من الشرطة على الطريق لمسافة 260 كيلومتراً حتى إسلام آباد.
واستخدم خان هذا الأسلوب من قبل، وكانت آخر مرة في مايو الماضي، بعد أسابيع من فقده السلطة، لكن الشرطة استخدمت في ذلك الوقت الغاز المسيل للدموع، بعدما اشتبكت مع أنصاره عندما اقتربوا من “المنطقة الحمراء” الحساسة في إسلام آباد، وسرعان ما تفرق الحشد.
لكن خان دعا المحتجين إلى “السلمية” هذه المرة، مؤكداً أنه “لن يدخل المنطقة الحمراء وأن الاحتجاج سيبقى في المناطق التي حددتها المحاكم والإدارة المحلية”، لكن بالنظر إلى الأجواء المشحونة سياسياً، فإن المخاوف من العنف لا تزال قائمة.
الحكومة الاتحادية بدورها، التي تحكم في إسلام آباد، أشارت إلى أن أي تجاوز في خطط الاحتجاج المتفق عليها ستُقابله شرطة المدينة بالقوة.
ويشارك حزب خان في حكومتي إقليمين مجاورين لإسلام آباد هما البنجاب وخيبر بختون خوا، إذ من المتوقع أن تقوم قوات الشرطة الإقليمية بتأمين المشاركين في المسيرة.
ومع تشديد الأمن في العاصمة وتعزيزه بالقوات شبه العسكرية، هناك مخاوف من أن يدخل الطرفان في مواجهة.
ولا يحظى خان بدعم الجيش الباكستاني القوي الذي حكم البلاد بشكل مباشر لأكثر من 3 عقود من أصل 7عقود ونصف منذ الاستقلال عن بريطانيا.
واتهم خان، الذي كان يُنظر إليه في يوم ما على أنه مقرب من القادة العسكريين، الجيش بـ”دعم” تحرك خصومه للإطاحة به، لافتاً إلى أن على الجيش أن “ينأى بنفسه عن المشهد السياسي”.