عمران خان يتهم الجيش الباكستاني بالسعي لمنعه من خوض الانتخابات
ويحذر من ردود فعل قوية على مستوى البلاد حال اعتقاله أو محاولة قتله
اتهم رئيس الوزراء الباكستاني السابق عمران خان، الجيش بالسعي لمنعه من خوض الانتخابات المقررة العام الجاري محذراً من إن ردود الفعل على اعتقاله أو محاولة قتله ستكون قوية وعلى مستوى البلاد، فيما أعلنت الشرطة الباكستانية أنها اعتقلت 61 شخصاً من أنصاره خارج منزله في لاهور.
وأضاف لوكالة رويترز، السبت، قبل ساعات من مثوله أمام محكمة أصدرت مذكرة للقبض عليه: “حياتي مهددة أكثر من ذي قبل”، وتابع أنه يشعر بالقلق إزاء رد الفعل على اعتقاله أو أي محاولة لاغتياله.
وأضاف: “أشعر أنه سيكون هناك رد فعل قوي جداً وسيكون رد فعل على مستوى باكستان”.
وقاد أسطورة الكريكيت السابق احتجاجات في عموم البلاد بعد الإطاحة به من السلطة، العام الماضي، ويواجه عدداً كبيراً من الدعاوى القضائية، وحاولت الشرطة القبض عليه، الثلاثاء، لكن دون جدوى مما أدى إلى اشتباكات عنيفة مع أعضاء في حزبه.
وقال خان (70 عاماً) في مقابلة بمنزله في لاهور قبل التوجه إلى إسلام اباد، في وقت مبكر السبت، إنه شكل لجنة لقيادة حزب حركة الإنصاف الذي ينتمي إليه في حالة اعتقاله، وأشار إلى أنه يواجه 94 قضية.
وتابع خان، الذي أصيب بطلق ناري خلال تجمع انتخابي في نوفمبر، أن خصومه السياسيين والجيش يريدون منعه من خوض الانتخابات المقررة في وقت لاحق من هذا العام، لكنه لم يقدم أدلة على ذلك.
ولم يرد الجيش ولا الحكومة على طلبات تعليق.
ونفت حكومة رئيس الوزراء شهباز شريف أنها تقف وراء القضايا ضد خان. وقال الجيش، الذي يلعب دوراً كبيراً في باكستان حيث تولى السلطة فيها لقرابة نصف تاريخها الممتد منذ 75 عاماً، إنه لا يزال محايداً في ما يتعلق بالسياسة.
استبعاده من خوض الانتخابات
وقال خان إنه لا يوجد سبب لاحتجازه الآن في ضوء الإفراج عنه بكفالة في جميع القضايا. وفي حالة إدانته في أي من القضايا، فمن الممكن صدور قرار استبعاده من خوض الانتخابات المقررة في نوفمبر.
وحشد خان تأييداً شعبياً في أوساط الباكستانيين، في ظل ارتفاع التضخم إلى معدلات هي الأكبر في عقود والتباطؤ الاقتصادي الذي سبب حالة من الشلل، إذ تنفذ البلاد إصلاحات مالية مؤلمة لتجنب التخلف عن سداد ديونها.
ويشارك الآلاف في كل مرة دعا فيها إلى المظاهرات. وقال خان: “أعتقد أن الذين يحاولون ذلك غير قادرين على إدراك الوضع. وللأسف، فإن العقل الذي يفكر في قتلي أو اعتقالي لا أعتقد أنه يدرك الوضع الذي وصلت إليه باكستان الآن”.
وذكر أن الجيش لعب دوراً في الإطاحة به من السلطة بعدما ساءت العلاقات مع قائد الجيش السابق الجنرال قمر جاويد باجواه، الذي تقاعد في نوفمبر. وأضاف أن القائد الجديد الجنرال عاصم منير يتبع السياسة ذاتها. ونفى الجيش في وقت سابق الاتهامات التي يوجهها له خان.
وقال خان: “كما تعلمون، يلعب (الجيش) دوراً طوال تاريخنا الممتد منذ 70 إلى 75 عاماً. لكن ينبغي أن يكون هذا الدور متوازناً الآن. عليكم إحداث هذا التوازن الآن لأن التوازن السابق لم يعد مجدياً”.
مداهمة منزل خان
أعلنت الشرطة الباكستانية أنها داهمت منزل رئيس الوزراء السابق، عمران خان، في لاهور لاعتقال من اشتبكوا مع قوات الأمن في وقت سابق هذا الأسبوع.
وقالت الشرطة، اليوم السبت، إن المحكمة لم تمنعها من التحقيق في الاشتباكات بين الأمن وأنصار خان، مضيفة أنها اعتقلت 61 شخصاً من أنصاره خارج منزله في لاهور.
بدوره، لفت وزير داخلية باكستان إلى أن المنطقة المحيطة بمنزل رئيس الوزراء السابق في لاهور كانت محظورة وتم تطهيرها، وزعم أن قوى الأمن عثرت على مصنع لإعداد القنابل بالقرب من منزله.
في موازاة ذلك، فرقت الشرطة أنصار خان من أمام المحكمة في إسلام آباد بقنابل الغاز، وذلك تزامناً مع مثوله أمام المحكمة.
بدوره، قال رئيس وزراء باكستان إن عمران خان استغل أنصاره كدروع بشرية، لمنع اعتقاله من قبل الشرطة.
وكان محامي رئيس الوزراء الباكستاني السابق أوضح أن خان سيمثل أمام المحكمة يوم السبت، لينزع بذلك فتيل مواجهة محتدمة بين أنصاره وقوات الأمن التي حاولت اعتقاله لتهربه من تنفيذ إجراءات قانونية.
وأعلن محاموه، الجمعة، تعليق مذكرة التوقيف الصادرة بحقه، ما يمهّد الطريق لإنهاء حصار منزله الذي شهد مواجهات دامية بين أنصاره والشرطة مطلع الأسبوع.
يشار إلى أنه أطيح بعمران خان في نيسان/أبريل 2022 إثر مذكرة بحجب الثقة، وهو يواجه عشرات القضايا القانونية بينما يسعى للعودة إلى السلطة.
كما صدرت مذكرة التوقيف بعد عدم مثوله أمام محكمة في إسلام آباد يوم 11 آذار/مارس للرد على اتهامات بأنه لم يعلن عن كل الهدايا الدبلوماسية التي تلقاها خلال فترة ولايته وكسب أموالًا منها عبر بيع بعضها، وهو ما ينفيه.
وأدت محاولات الشرطة للقبض على نجم الكريكيت السابق البالغ 70 عامًا إلى اشتباكات مع أنصاره الذين تجمعوا خارج مقر إقامته في مدينة لاهور في شرق البلاد.